حسان ملكاوي يكتب: رحيل ما زلنا نعيش ألمه
بقلم: حسان عمر ملكاوي
معالي المرحوم الدكتور خالد سمارة الزعبي حظي بسيرة ترفع لها القبعات احتراما وافتخارا، فقد آمن قولا وفعلا ان المناصب تكليف لا تشريف، وان اساس التميز العمل الصادق والامانة والشرف والنزاهة، ولقد ترك بصمات واضحة في كل موقع، وتميز بسمات نادرة جعلته قامة وطنية شامخة، وخلف ارثا طيبا بالسمعة الحسنة.
رحل مساء يوم الخميس 21 / 7 / 2011 ورغم توقعي الخبر نتيجة المرض، وكوني كنت ارافق اخي وصديقي ابنه بهاء سماره في المستشفى ليلا في السهر بجانب المرحوم ولكنني اذكر انني تاثرت وتالمت كثيرا وتركت قيادة المركبة لمن كان معي ليكمل بي المشوار.
لقد كان خبرا حزينا ومؤلما رغم الايمان المطلق بان الموت هو الحقيقة الثابتة في هذة الحياة الزائفه، ورغم معرفتي بالحالة المرضية وتطورها، ولانني تشرفت بان اكون قريبا من معالي الدكتور ابو الوليد، قريبا منه مثل أبنائه، فقد شاهدت كيف كان صابرا ومؤمنا بالقضاء وقدره في مصارعة المرض صابرا على البلاء والامتحان. جاهد على نفسه واخفى الم المرض ووجعه عن الجميع.
ومن خلال قربي من معاليه على مدى سنوات فقد كان يميزه طيب المعشر وشهامة الموقف وبعد النظر وفكر عميق وتحليل دقيق و ابتسامة رقيقة وتواضع جم وخصال ومناقب حميدة ولسان لا يعرف الا الكلمة الطيبة والنصحية الصادقة وقلبا لا يعرف الا النقاء وعقلا به مخزون من الحكمة الراجحة ومرجعا في الثقافة ويتضمن حصيلة تجارب ودراسات عملية وعلمية جمع بين الكفاءة الاكاديمية والتميز العملي، فقد كان رحمه الله واسكنه فسيح جناته، واسع الاطلاع العلمي والعملي وما بخل بها على احد وقدم في كل منصب او مكان ما يرضي المولى اولا والضمير الحي ثانيا وكان الجندي الوفي لوطنه ومليكه وشعبه وبرحيلة فقدت الساحة العلمية في الوطن العربي احد ابرز رجالها وخاصة في مجال القانون العام والادارة المحلية.
وقد جال وزار رحمه الله معظم الدول العربية والاسلامية والعالمية محاضرا ومقدما علما خالصا وعاكسا السمعة الايجابية لوطنه، فقد كان المرحوم نبراسا ومثالا يحتذى به علما وادبا وسلوكا، وما بخل يوما عن طالب علم او معرفة او طارق باب او محتاج، وامتاز بالهدوء الانيق وطول البال ولباقة الحديث والهدوء والاتزان.
وعزاؤنا في رحيلك انك تركت ارثا كبيرا من السمعة الطيبة والخلق الرفيع ومحبه الناس وحس وطني مرهف وانتماء متميز وقدمت خدمات جليلة في كل منصب او مكان تواجدت فيه مما اهلك للحصول على جائرة الدولة التقديرية للعلوم القانونية ووسام الكوكب الاردني من الدرجة الاولى للعطاء المتميز والعديد من جوائز التكريم التي رغم حصولك عليها ولكن كنت دوما تستحق الاكثر.
واطمئنك فان ابنك بهاء في اميركا ويعمل ويلتزم بما اوصيت به وخاصة بما يتعلق بشخصي واما انا ففي سلطنة عمان التي كنت دائم الحديث عن حبك لها ، وكنت تدعو لي ان ازورها واعمل بها.
وبمثل فقيدنا قال الشاعر:
ما أَجْملَ العُمرَ في بِرّ الوفاءِ وما
أَحْلى أَمانيه تقديراً وتكريما
واخيرا فان العين لتبكي والقلب ليحزن على الفراق، ولكن اسمك ومكانتك محفورة في القلب ولا نقول الا ما يرضي الله: إنا لله وإنا اليه راجعون.
داعين المولى ان يشملك بواسع رحمته وغفرانه ويسكنك ويجمعنا بك في فسيح الجنات.