فهد الخيطان يكتب: إسرائيل تضرب وطهران لا ترد لماذا؟
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/11 الساعة 23:27
بدعم من الولايات المتحدة أو بدونه، يبدو جليا أن إسرائيل قد استعاضت عن المواجهة العسكرية المباشرة والمكلفة مع إيران بحرب استخباراتية وسيبرانية في العمق الإيراني لتعطيل قدرات طهران النووية.
النصف الثاني من ولاية ترامب الأولى، يشهد على تحول نوعي في العمليات النوعية ضد إيران، آخر محطاتها الانفجار”الغامض” والكبير في المركز الإيراني لأجهزة الطرد المركزي النووية في نطنز.
احتاجت طهران لبضعة أيام لفك ألغاز التفجير وفهم دلالاته. صحيفة نيوريوك تايمز نقلت عن خبراء قولهم إن إيران تحتاج لسنتين على الأقل لإعادة برنامجها النووي إلى ما كان عليه من الهجوم الأخير.
التفجير يشي بقدرة استخباراتية صادمة سمحت لطواقم العملاء بالوصول إلى واحد من أكثر المواقع تحصينا في إيران وزرع قنبلة في جوفه العميق، تزامن ذلك مع سلسلة تفجيرات محيرة طالت محطات طاقة ومرافق حيوية لم يتضح بعد إن كان لها صلة بتفجير نطنز.
قبل عامين سجلت إسرائيل اختراقا مماثلا عندما تمكن الموساد من الولوج إلى مركز الأرشيف النووي الإيراني ونقله كاملا إلى تل أبيب. وبداية العام كانت واشنطن قد دخلت رسميا على خط العمليات التي تستهدف قادة بارزين عندما قامت باغتيال القائد العسكري الكبير قاسم سليماني قرب مطار بغداد.
في الوقت الراهن يخشى مراقبون من مواجهة محتملة مسرحها هذه المرة البحر، حيث تواصل الولايات المتحدة ملاحقة الناقلات التي تحمل النفط الإيراني لفنزويلا المحاصرة بالعقوبات الأميركية.
وبينما يبدي الطرفان الإيراني والأميركي الإسرائيلي حرصهما على عدم الانزلاق لمواجهة عسكرية شاملة، تستغل تل أبيب الأوضاع المعقدة التي تمر بها إيران وأذرعها الضاربة في المنطقة، لتوجيه مزيد من الضربات المؤلمة تحت الحزام، مع تقدير بردود فعل إيرانية محسوبة ويمكن تحملها.
يذكر محللون هنا ما راهنت عليه مديرة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبيل بعد اغتيال سليماني من أن الرد الإيراني لن يتجاوز هجمات صاروخية ضد أهداف أميركية في العراق، وهذا ما كان بالفعل. باستثناء ذلك كانت التهديدات الإيرانية مجرد حملات إعلامية جوفاء لامتصاص الغضب العام.
الحقيقة أن إيران لم تكتف بتلك الردود بل عملت على توسيع نطاق عملياتها الانتقامية في العراق، ودخلت في صراع مع أطراف عراقية لتصفية الوجود الأميركي هناك، واختارت ساحات أخرى للانتقام لعل أبرزها الضربات الحوثية الموجعة في العمق السعودي.
لكن بالنسبة لإسرائيل، لا يعني ذلك شيئا مهما ما دامت مدنها بعيدة عن مرمى الصواريخ الإيرانية واستهداف حزب الله اللبناني. وهذا الأخير في وضع داخلي حرج جدا لا يسمح له بوضع لبنان المنهار تحت رحمة العدوان الإسرائيلي، إذا ما فكر بتسخين جبهة الجنوب.
تفصلنا عن الانتخابات الأميركية نحو أربعة أشهر، تشكل مهلة مثالية لنتنياهو لتكثيف عملياته السرية ضد إيران، تحسبا من أن تحمل نتائج الانتخابات مفاجآت غير سارة لحليفه ترامب. ويبدو أن طهران تفكر على طريقة نتنياهو أيضا وتنتظر خبرا سارا في الثالث من نوفمبر المقبل، يضع حدا لسياسة متهورة ومكلفة قد تجر المنطقة لحرب غير محسوبة.
الغد
النصف الثاني من ولاية ترامب الأولى، يشهد على تحول نوعي في العمليات النوعية ضد إيران، آخر محطاتها الانفجار”الغامض” والكبير في المركز الإيراني لأجهزة الطرد المركزي النووية في نطنز.
احتاجت طهران لبضعة أيام لفك ألغاز التفجير وفهم دلالاته. صحيفة نيوريوك تايمز نقلت عن خبراء قولهم إن إيران تحتاج لسنتين على الأقل لإعادة برنامجها النووي إلى ما كان عليه من الهجوم الأخير.
التفجير يشي بقدرة استخباراتية صادمة سمحت لطواقم العملاء بالوصول إلى واحد من أكثر المواقع تحصينا في إيران وزرع قنبلة في جوفه العميق، تزامن ذلك مع سلسلة تفجيرات محيرة طالت محطات طاقة ومرافق حيوية لم يتضح بعد إن كان لها صلة بتفجير نطنز.
قبل عامين سجلت إسرائيل اختراقا مماثلا عندما تمكن الموساد من الولوج إلى مركز الأرشيف النووي الإيراني ونقله كاملا إلى تل أبيب. وبداية العام كانت واشنطن قد دخلت رسميا على خط العمليات التي تستهدف قادة بارزين عندما قامت باغتيال القائد العسكري الكبير قاسم سليماني قرب مطار بغداد.
في الوقت الراهن يخشى مراقبون من مواجهة محتملة مسرحها هذه المرة البحر، حيث تواصل الولايات المتحدة ملاحقة الناقلات التي تحمل النفط الإيراني لفنزويلا المحاصرة بالعقوبات الأميركية.
وبينما يبدي الطرفان الإيراني والأميركي الإسرائيلي حرصهما على عدم الانزلاق لمواجهة عسكرية شاملة، تستغل تل أبيب الأوضاع المعقدة التي تمر بها إيران وأذرعها الضاربة في المنطقة، لتوجيه مزيد من الضربات المؤلمة تحت الحزام، مع تقدير بردود فعل إيرانية محسوبة ويمكن تحملها.
يذكر محللون هنا ما راهنت عليه مديرة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبيل بعد اغتيال سليماني من أن الرد الإيراني لن يتجاوز هجمات صاروخية ضد أهداف أميركية في العراق، وهذا ما كان بالفعل. باستثناء ذلك كانت التهديدات الإيرانية مجرد حملات إعلامية جوفاء لامتصاص الغضب العام.
الحقيقة أن إيران لم تكتف بتلك الردود بل عملت على توسيع نطاق عملياتها الانتقامية في العراق، ودخلت في صراع مع أطراف عراقية لتصفية الوجود الأميركي هناك، واختارت ساحات أخرى للانتقام لعل أبرزها الضربات الحوثية الموجعة في العمق السعودي.
لكن بالنسبة لإسرائيل، لا يعني ذلك شيئا مهما ما دامت مدنها بعيدة عن مرمى الصواريخ الإيرانية واستهداف حزب الله اللبناني. وهذا الأخير في وضع داخلي حرج جدا لا يسمح له بوضع لبنان المنهار تحت رحمة العدوان الإسرائيلي، إذا ما فكر بتسخين جبهة الجنوب.
تفصلنا عن الانتخابات الأميركية نحو أربعة أشهر، تشكل مهلة مثالية لنتنياهو لتكثيف عملياته السرية ضد إيران، تحسبا من أن تحمل نتائج الانتخابات مفاجآت غير سارة لحليفه ترامب. ويبدو أن طهران تفكر على طريقة نتنياهو أيضا وتنتظر خبرا سارا في الثالث من نوفمبر المقبل، يضع حدا لسياسة متهورة ومكلفة قد تجر المنطقة لحرب غير محسوبة.
الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/11 الساعة 23:27