مروان سمور يكتب: الفرق بين ترامب واوباما
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/09 الساعة 20:35
كتب: مروان سمور *
تتّسم الّسياسة الخارجية الأمريكية منذ نشأتها بإختلاف المقاربات (فلكل رئيس له مقاربة يعتمد عليها اقتصادية - سياسّية عسكرية) ولكن ذلك لا يعني إختلاف الأهداف... مقاربات متعددة وأهداف واحدة... وهي لا تتبّدل بتبّدل الّرؤساء ولا بشخص الرئيس، بل ترتبط باللوبيات وبالشركات الاقتصادية الكبرى في أمريكا.
ولكي نفهم سياسة وتوجهات كل من ترامب واوباما من القضايا المختلفة وطريقة تعاملهم مع الدول ومع كل ازمة, لا بد لنا ان نتعرف على ابرز مواقف كل رئيس على حدة:
الخلفية السياسية :
- اوباما كان عضواً على مدى ثلاث فترات في مجلس الشيوخ بإلينوي في الفترة من 1997 إلى 2004.
- جاء ترامب من خارج المؤسسات والنخب التقليدية والسياسية الأميركية، فقد كان كان رجل اعمل وعمل مقدما للبرامج ولم يعمل في السياسة نهائيا.
الحروب التجارية :
- شن ترامب الحروب التجارية على الجميع، وخالف قوانين منظمة التجارة العالمية، واستخدم القوانين المحلية لمعاقبة الشركات الأجنبية لممارسة الأعمال مع دولة ثالثة.
- فقد شن ترامب حربا تجارية ضد أكبر شركاء بلاده التجاريين، سواء مع الصين أو الاتحاد الأوروبي، وانسحب من معاهدة باريس للمناخ، واتفاقية نافتا للتجارة الحرة مع المكسيك وكندا. - بينما اوباما لم يفعل ذلك . التدخل العسكري : - تبنى ترامب هدف سحب قوات بلاده "من الحروب الأميركية التي لا تنتهي ولا طائل من ورائها "، وقد مثل هدف سحب القوات الأميركية من أفغانستان والعراق وسوريا أحد أعمدة سياسة ترامب الخارجية , وكذلك الامر اوباما . التعامل مع ايران : - تبقى سياسة إدارة ترامب تجاه إيران عازمة في الغالب على الحد من نفوذ طهران الإقليمي ، ومحاولة احتوائها والحد من قدرتها على تصنيع القنبلة النووية. - قام الرئيسان بفرض عقوبات على ايران ولكن اوباما اوقفها بعد الاتفاق النووي . ولكن ترامب انسحب من الاتفاق النووي الإيراني فيما بعد. - اتخذ اوباما خيار الحوار مع النظام الإيراني حول الملف النووي , وووقع الاتفاق النووي معها فيما يعرفاتفاق إيران ودول 5+1 ((الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) ) عام 2015. . الموقف من الهجرة الى امريكا : - يقف ترامب مواقف معادية للهجرة إلى حد منع اصدار تأشيرات دخول لمواطني عدد من الدول اسلامية وهي سوريا وايران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن. - الموقف من اللاجئين السوريين - يقول ترامب إنه سيمنع اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة بعد أن استقبلت عدة آلاف منهم في عهد أوباما ( ۱۰ آلاف عام ۲۰۰۹ ) وقد وقع قرارا تنفيذيا يحظر دخولهم . العلاقة مع الاوروبيين وحلف الناتو : - شهدت العلاقة بين ادارة اوباما والاوروبين تعاوناً في كثير من الملفات . - يتبنى ترامب لهجة حادة باتجاه أوروبا ويطالبهم بان يكون الانفاق العسكري لأعضاء الناتو بنسبة 2% من ناتجهم القومي . - ويطالبهم بشراء الغاز الصخري الامريكي , وضرورة تامين احتياجاتهم من النفط بعيدا عن الغاز الروسي . الموقف من الاسلام والاسلام السياسي : اوباما كان يتعامل مع الاسلام السياسي بتعريف مستقل عن التنظيمات الإرهابية, أما ترامب فهو يدين الاسلام السياسي بشدة ويتهم أوباما أنه ساند وصول الأخوان المسلمون للسلطة في مصر وفي غيرها. - تتسم سياسة اوباما بالمثالية بما يختص بثورات الربيع العربي ودعم الديمقراطية اما ترامب فهاجم هذه السياسة واتهم سياسته بانها صنعت الفوضى . العلاقة مع النظام المصري : - لقد عانى النظام المصري الحالي من اضطراب واسع في علاقته مع إدارة أوباما، - بعد فوز ترامب شهدت العلاقات بين مصر وامريكا اعلى مستوى من التنسيق المشترك بينهما. العلاقة مع الاعلام الامريكي : - اوباما كانت معظم وسائل الاعلام الامريكية الليبرالية بجانبه مع بعض الانتقادات باستثناء وسائل الاعلام اليمينية كالفوكس نيوز مثلا . - اما ترامب فقد وقفت معظم وسائل الاعلام الامريكية الليبرالية مثل قناة "السي ان ان" وصحف "الواشنطن بوست" و"النيويورك تايمز" ضده , بالمقابل وسائل الاعلام اليمينية كالفوكس نيوز على سبيل المثال ووقفت بجانبه . الموقف من القضية الفلسطينية : - اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقله السفارة الأميركية إليها وطرح مشروع القرن . - ادارة اوباما امتنعت عن التصويت على مشروع قرار تبناه مجلس الأمن يدين بناء المستوطنات الإسرائيلية في أراض تابعة للفلسطينيين، ما أثار غضب اسرائيل الذي رأت في عدم استخدام واشنطن حق الفيتو تخل عنها. العلاقة مع دول الخليج والسعودية بشكل خاص: - يعتبر توجه ترامب نحو دول الخليج بخاصة السعودية اكثر ميلا من سلفه اوباما, والتي قدمت له أكثر من 480 مليار دولار مساعدات واستثمارات في الداخل الامريكي (...) - ادارة أوباما كانت فاترة في علاقتها مع دول الخليج وبالذات بعد تاييده خلع مبارك وعدم معارضته الربيع العربي , وايضا عندما وقع الاتفاق النووي مع ايران . التعامل مع القضية السورية: - سياسة اوباما كانت عدم التدخل المباشر في الحرب في سوريا بل كان يدعم قوات من المعارضة المسلحة. - سياسة ترامب هي عدم التورط في النزاع السوري حيث اوقف كل اشكال الدعم عن المعارضة السورية لمسلحة باستناء المعارضة المسلحة الكردية " قسد" . الخلاصة ؛ ان الأهداف الرئيســـة بين ترامب وأوباما ، كالحفاظ على أمن وتفوق إسرائيل سياسيا وعسكريا واقتصاديا ، والسيطرة المباشرة على أهم مصادر الطاقة في العالم وغيرها , والاستمرار بسيادة امريكا على العالم , لا تختلف ولا تتبّدل بتغير الرؤساء , ولكن تختلف احيانا التكتيكات والاساليب من اجل الوصول لهذه الاهداف. * باحث سياسي اردني
- فقد شن ترامب حربا تجارية ضد أكبر شركاء بلاده التجاريين، سواء مع الصين أو الاتحاد الأوروبي، وانسحب من معاهدة باريس للمناخ، واتفاقية نافتا للتجارة الحرة مع المكسيك وكندا. - بينما اوباما لم يفعل ذلك . التدخل العسكري : - تبنى ترامب هدف سحب قوات بلاده "من الحروب الأميركية التي لا تنتهي ولا طائل من ورائها "، وقد مثل هدف سحب القوات الأميركية من أفغانستان والعراق وسوريا أحد أعمدة سياسة ترامب الخارجية , وكذلك الامر اوباما . التعامل مع ايران : - تبقى سياسة إدارة ترامب تجاه إيران عازمة في الغالب على الحد من نفوذ طهران الإقليمي ، ومحاولة احتوائها والحد من قدرتها على تصنيع القنبلة النووية. - قام الرئيسان بفرض عقوبات على ايران ولكن اوباما اوقفها بعد الاتفاق النووي . ولكن ترامب انسحب من الاتفاق النووي الإيراني فيما بعد. - اتخذ اوباما خيار الحوار مع النظام الإيراني حول الملف النووي , وووقع الاتفاق النووي معها فيما يعرفاتفاق إيران ودول 5+1 ((الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا) ) عام 2015. . الموقف من الهجرة الى امريكا : - يقف ترامب مواقف معادية للهجرة إلى حد منع اصدار تأشيرات دخول لمواطني عدد من الدول اسلامية وهي سوريا وايران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن. - الموقف من اللاجئين السوريين - يقول ترامب إنه سيمنع اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة بعد أن استقبلت عدة آلاف منهم في عهد أوباما ( ۱۰ آلاف عام ۲۰۰۹ ) وقد وقع قرارا تنفيذيا يحظر دخولهم . العلاقة مع الاوروبيين وحلف الناتو : - شهدت العلاقة بين ادارة اوباما والاوروبين تعاوناً في كثير من الملفات . - يتبنى ترامب لهجة حادة باتجاه أوروبا ويطالبهم بان يكون الانفاق العسكري لأعضاء الناتو بنسبة 2% من ناتجهم القومي . - ويطالبهم بشراء الغاز الصخري الامريكي , وضرورة تامين احتياجاتهم من النفط بعيدا عن الغاز الروسي . الموقف من الاسلام والاسلام السياسي : اوباما كان يتعامل مع الاسلام السياسي بتعريف مستقل عن التنظيمات الإرهابية, أما ترامب فهو يدين الاسلام السياسي بشدة ويتهم أوباما أنه ساند وصول الأخوان المسلمون للسلطة في مصر وفي غيرها. - تتسم سياسة اوباما بالمثالية بما يختص بثورات الربيع العربي ودعم الديمقراطية اما ترامب فهاجم هذه السياسة واتهم سياسته بانها صنعت الفوضى . العلاقة مع النظام المصري : - لقد عانى النظام المصري الحالي من اضطراب واسع في علاقته مع إدارة أوباما، - بعد فوز ترامب شهدت العلاقات بين مصر وامريكا اعلى مستوى من التنسيق المشترك بينهما. العلاقة مع الاعلام الامريكي : - اوباما كانت معظم وسائل الاعلام الامريكية الليبرالية بجانبه مع بعض الانتقادات باستثناء وسائل الاعلام اليمينية كالفوكس نيوز مثلا . - اما ترامب فقد وقفت معظم وسائل الاعلام الامريكية الليبرالية مثل قناة "السي ان ان" وصحف "الواشنطن بوست" و"النيويورك تايمز" ضده , بالمقابل وسائل الاعلام اليمينية كالفوكس نيوز على سبيل المثال ووقفت بجانبه . الموقف من القضية الفلسطينية : - اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقله السفارة الأميركية إليها وطرح مشروع القرن . - ادارة اوباما امتنعت عن التصويت على مشروع قرار تبناه مجلس الأمن يدين بناء المستوطنات الإسرائيلية في أراض تابعة للفلسطينيين، ما أثار غضب اسرائيل الذي رأت في عدم استخدام واشنطن حق الفيتو تخل عنها. العلاقة مع دول الخليج والسعودية بشكل خاص: - يعتبر توجه ترامب نحو دول الخليج بخاصة السعودية اكثر ميلا من سلفه اوباما, والتي قدمت له أكثر من 480 مليار دولار مساعدات واستثمارات في الداخل الامريكي (...) - ادارة أوباما كانت فاترة في علاقتها مع دول الخليج وبالذات بعد تاييده خلع مبارك وعدم معارضته الربيع العربي , وايضا عندما وقع الاتفاق النووي مع ايران . التعامل مع القضية السورية: - سياسة اوباما كانت عدم التدخل المباشر في الحرب في سوريا بل كان يدعم قوات من المعارضة المسلحة. - سياسة ترامب هي عدم التورط في النزاع السوري حيث اوقف كل اشكال الدعم عن المعارضة السورية لمسلحة باستناء المعارضة المسلحة الكردية " قسد" . الخلاصة ؛ ان الأهداف الرئيســـة بين ترامب وأوباما ، كالحفاظ على أمن وتفوق إسرائيل سياسيا وعسكريا واقتصاديا ، والسيطرة المباشرة على أهم مصادر الطاقة في العالم وغيرها , والاستمرار بسيادة امريكا على العالم , لا تختلف ولا تتبّدل بتغير الرؤساء , ولكن تختلف احيانا التكتيكات والاساليب من اجل الوصول لهذه الاهداف. * باحث سياسي اردني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/09 الساعة 20:35