خولة الكردي تكتب: كوفيد-١٩ وحق العامل
بقلم خوله الكردي
ومع تواصل جهود حكومات العالم لتفادي الانزلاق في المرحلة الثانية من إنتشار وباء كورونا، ومع تزايد تحذيرات منظمة الصحة العالمية ومنظمات صحية أخرى، تبرز الحاجة إلى ضرورة النظر في تأثيرات كورونا في المرحلة السابقة، وأهمية أن تلتفت الدول حول مواطنيها وتقديم الرعاية الكافية في ظل الظروف الراهنة.
وبالرغم من الآثار الكبيرة لأزمة كورونا وعلى جميع القطاعات، مازال العديد لا يدرك أهمية أن يكون أفراد المجتمع متازرين ويدعم بعضهم البعض، إلا أننا لا زلنا نرى أن الأزمة قد تركزت آثارها السلبية على قطاع العمل، وبخاصة على كثير من العاملين. وفي دراسة حديثة أجراها مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية بين أن ما يقارب من ٨.٦٪ من العاملين تعرضوا للفصل من أعمالهم وبشكل دائم، وأن ١٥.٣٪ من الذين عملوا حديثاً قبل كورونا لم يستلموا رواتبهم، وآخرون تم خصم ما يقارب من ٣٠٪ من رواتبهم، في حين تعرض ما يقارب من ١٣.٥٪خصم ٥٠٪ من رواتبهم.
لنا أن نتصور الوضع المعيشي الصعب الذي يعانيه هؤلاء وعائلاتهم، كيف سيلبون حاجات أسرهم اليومية؟! ومن أين سيدفع من لهم أبناء يدرسون بالجامعة اقساط أبناءهم الجامعية؟! وكيف سيتدبرون الأمور المعيشية الأخرى والتي تعتمد بالأساس على الوضع الاقتصادي لرب الأسرة؟! فهل ستشعر تلك الشريحة من المجتمع بالاستقرار النفسي والاجتماعي في ظل غياب حل يعينهم على تجاوز آثار أزمة كورونا؟! وكيف سيكون حال المجتمع وأمنه واستقراره؟!
إن التوقف للحظات ومراجعة أحوال العاملين، سنجد حالات عديدة تعاني الأمرين في توفير الحاجات الضرورية لأسرهم، أليس من الأحرى بالمؤسسات المعنية بتلك الشريحة الهامة من المجتمع، التقصي عن أحوالهم وايلاءهم كل اهتمام، وتوفير على الأقل العمل لأولئك الذين فقدوا وظائفهم؟! والتواصل مع المؤسسات والشركات التي تعاني خسائر نتيجة لأزمة كورونا، وتقديم المساعدة لها من منح وقروض وذلك للتخفيف من آثار جائحة كورونا..ولضمان أن يستلم العامل راتبه الشهري بشكل دائم.
هنالك حالات كثيرة تحتاج إلى البحث عنها والتعرف على وضعها، وكما نحتاج إلى توسيع قاعدة الفئات المستهدفة من صندوق المعونة الوطنية ومبادرة همة وطن والعديد من البرامج المعونية، والايعاز إلى توجيهها بالصورة التي يستفيد منها أكبر عدد من الأشخاص، علما بأن الكثير من عمال المياومة والأعمال البسيطة من أصحاب البسطات وغيرهم، من العاملين الغير منضوين تحت مظلة الضمان الاجتماعي بسبب عدم قدرتهم المادية يحتاجون للمساعدة العاجلة، هذا عدا نساء كثر لديهن اطفال وفقدن من يعيلهن اما بسبب وفاة أو مرض، يحتجن لمن يعيلهن ويحسن من الوضع المعيشي لهن ولاطفالهن.