عندما قالها قعوار قبل 5 سنين: الأغلبية الصامتة في يوم الصمت العالمي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/23 الساعة 00:13
مدار الساعة - قبل خمس سنين وتحت عنوان "الأغلبية الصامتة في يوم الصمت العالمي" كتب المحامي سامر غازي قعوار مقالا في يومية الغد، نعيده اليوم، لأن الحدث وكلام المقال، يفرض نفسه أيضاً على واقع اليوم:

وتالياً المقال:

يؤمن الاردنيون وهم في جلال صمتهم وحكمته العظيمة ، بأن الكلام من فضة والسكوت من ذهب.

ويدرك الأردنيون بأن الصامت عن الحق شيطان أخرس، إنما بكبرياء صمتهم وفي قرارة نفوسهم يعلمون ان رسالة الصمت أقوى وأصدق وأبلغ من نقيق البعض ، وأكبر من جعجعة أصحاب الصالونات السياسية وحديثي النعمة وأولياء الفساد.

وعليه ، فإنه في يوم الصمت العالمي يتكلم الأردنيون بهدوء الكبار والاقتدار، بأن على السادة مدعي الكلام والطروحات السياسية والاقتصادية ، والذين أورثونا بلايين الدنانير من الديون، أن يصمتوا وأن يرحلوا بعيدا وكفى.

في يوم الصمت العالمي يصغي الأردنيون لأرضهم التي تتكلم بالحب ، هذه الارض على رحابتها وسعتها تصرخ في السادة الذين تعاقبوا على التطاول عليها رغم قصر قامتهم وادعائهم المعرفة والإرشاد أن يتواضعوا ويبتعدوا عن الكذب والإدعاء، وأن يلتمسوا حقيقة أن هذا الشعب يريد المساواة والعدل في الواجبات والحقوق ، وأن الشباب ، شباب الأردن والذين هم غالبية هذا الشعب ، يريدون وطنا جميلا يكبر بهم ، لأنهم القادرون على صناعة المستقبل من دون وصاية القلة القليلة التي تعاقبت على الاستيلاء على صناعة القرارات والمكاسب لتشرع النهب وتعلل الفساد ، حيث أصبحت حكاية "والله شاطر برافو عليه" وساما يرصع صدور طغمة الفاسدين وحماة الفساد.

الصمت الأردني طال ، ليس خشية ، بل من طيبة وأصالة هذا الشعب ، ولكنه في يوم الصمت العالمي يرسل رسالة واضحة وصادقة بأن الأردنيين لم يعودوا قانعين بكل أطياف اللون السياسي والحزبي والأوصياء الذين مارسوا الوصاية بأشكالها ضجيجا واستغلالا وشللية ، يورثها الأباء للأبناء والمحاسيب ، وكأن هذا الوطن بقرة حلوب أو حقيبة " سمسونايت".

في يوم الصمت العالمي ، الأردن كل الأردن يتكلم وبصوت واحد ، وبعظمة فجر الكلمة الصادقة ، وبحكمة الغد المقبل والمشرق ، أن " كفاية " ؛ كلمة واحدة يرددها الأردنيون علنا وهمسا وبمحبة ... "كفاية " استهتار بمقدرات البلد ...

"كفاية" للتخلف بكل أنواعه نريد وطنا جميلا ، نريد أردنا يتسع للجميع فلا يهاجر أبناؤه ، نريد وطنا يزدهر بشبابه وعزيمتهم الصادقة على البناء وقدرتهم على العطاء ، لا نريد الصدقة والفزعات والهّبات ، ليرحل كل الذن أساؤوا للوطن بصمت ، لأنه في يوم الصمت العالمي يتكلم الأردن ويطلب باقتدار وعزة وشموخ من كل الذين تطاولت أعناقهم على حسابه ان يصمتوا ، لأن إنجازاتهم الكاذبة قد زرعت مديونية بالبلايين ، وأثمرت فسادا طال ضرره كل الشعب الطيب الأصيل الذي يعلم أن للفساد وجهين : راشيا ومرتشيا ، وهذا ما تقوله الأغلبية في يوم الصمت العالمي.

لا شك أن هذا الصمت وليد الثقة والمحبة والعطاء التي تعلمناه منذ نعومة أظفارنا في مدرسة الراحل العظيم المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه ، وما نلمسه اليوم من حرص كبير من جلالة الملك عبدالله الثاني على نقاء وإزدهار المسيرة المباركة ، مؤكدين العزم على استئصال الفساد ، لا سيما فساد من يزينون النصح بالورود وهم يغفلون ان للورود شوكا وللنصيحة ابواباً.

إن هذه الأغلبية الصامتة ترى في جلالتكم القيادة والأمل والدافع للمزيد من العمل الدؤوب والمخلص لرفعة هذا الوطن خلف قيادتكم الحكيمة.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/23 الساعة 00:13