الاردن قهر اسرائيل بالثلاث

مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/02 الساعة 11:42


الكاتب : كمال زكارنة
معركة الكرامة 1968، واعادة الحياة لرئيس حركة حماس السابق خالد مشعل 1997، واليوم الموقف الصلب من مخطط الضم الصهيوني لاراض فلسطينية.
في الثلث الاخير من شهر آذار بعد النكسة بتسعة اشهر ،حاول العدو الصهيوني تحقيق اكثر من هدف عسكري ،احتلال اراض اردنية جديدة وتصفية المقاومة الفلسطينية في الاغوار،لكنه فشل ومني بهزيمة نكراء وقهر الجيش العربي الاردني والمقاومة الفلسطينية الجيش الصهيوني الذي كان لا يقهر ، وفي عمان قام جهاز الموساد الصهيوني في العام 1997 بعملية اغتيال فاشلة للقائد الفلسطيني خالد مشعل رئيس حركة حماس في ذلك الوقت ،ودخل في غيبوبة بفعل السم المستخدم في العملية ،وكان موقف جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال واضحا وحاسما وقال للاسرائيليين حرفيا معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية في كفة وحياة خالد مشعل في كفة ،واجبرهم على اعطائه الترياق الذي يعالج السم الذي استخدموه لاغتياله ونجا من الموت وها هو حي يرزق، اما اليوم والشعب الفلسطيني يواجه اخطر مخطط صهيوني يهدف الى ضم اراض فلسطينية للكيان المحتل،فقد اتخذ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين موقفا صلبا شجاعا ثابتا منذ البداية ،وقد وضع جلالته العلاقات الاردنية الاسرائيلية السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والامنية وفي جميع المجالات ومعاهدة السلام على الطاولة وفتح الابواب على جميع الاحتمالات ،واوصل رسالة لحكومة الاحتلال بأن الضم يعرض معاهدة السلام للخطر وقد ينهيها ،لان البادىء في تدمير السلام والمعاهدة هو الجانب الاسرائيلي ،لانها تتضمن بندا اساسيا يؤكد على حل القضية الفلسطينية على اساس قراري مجلس الامن الدولي 242 و 338 والضم يعني تلقائيا الغاء هذا البند وبالتالي خرق المعاهدة من طرف واحد،وهذا الموقف الى جانب الصمود الفلسطيني في مواجهة مخطط الضم ،هو الذي ارغم نتنياهو على عدم تنفيذ تهديداته في الاول من تموز الموعد المعلن لتنفيذ مخطط الضم ،او على الاقل تأجيل الاعلان ان لم يكن التراجع عنه ،وكذلك التسبب بحالة من الارباك في صفوف حكومة نتنياهو والادارة الامريكية بين مؤيد ومعارض ،وداخل الكونغرس الامريكي.
والمطلوب الدول العربية والاسلامية ضرورة اسناد الموقف الاردني الفلسطيني في هذه الازمة الخطيرة المفصلية ،والاتفاق على موقف عربي جماعي موحد ضد مخططات الاحتلال ،والتمسك بمبادرة السلام العربية ،وتوفير الدعم اللازم للاردن وفلسطين ماليا ومعنويا.
في الماضي القريب كنا نتابع تظاهرات ومسيرات واحتجاجات ضخمة في عمان ودمشق والقاهرة وبغداد والرباط وباقي العواصم العربية والاسلامية ضد الاحتلال الصهيوني وتأييدا لفلسطين ،لكن اليوم نتحدث عن تلك التظاهرات والمسيرات في عمان واربد والكرك ورام الله والخليل وجنين والناصرة.
الشعب الفلسطيني يتأهب للدفاع عن ارضه ،وعيونه ترنو الى امته العربية والاسلامية عمقه الاستراتيجي وظهيره القوي لعل وعسى يهتز الجسد العربي الاسلامي المثخن بالسكون.
المعركة مع الاحتلال ليست وقف مخطط الضم انها اكبر من ذلك بكثير ،الضم جزئية بسيطة من معركة الوجود مع المحتلين ،والمعركة لا تتوقف هنا ،بل يجب ان تحتدم وتزداد اشتعالا وعنفا ضد الاحتلال حتى زواله بالكامل.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/02 الساعة 11:42