بلال خماش يكتب: اَلأَطِبَاءُ اَلْمَهَرَهُ أَعْمِدَةُ وَقَوَاعِدُ وَجُسُورُ اَلْسِيَاحَةُ اَلعِلاِجِيةُ وَاَلْوَطِنِيَةُ

مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/29 الساعة 11:10
كان المسلمون من العجم والعرب وغيرهم أول من وضعوا أسس العلوم جميعا وبالخصوص علوم الطب والجراحة بكل أنواعها، وألفوا في تلك التخصصات آلافاً من الكتب التي ترجمت إلى لغات غير العربية عن طريق إبن حيوى. والكثير الكثير منها ترجمت من قبل غيره وأخفوا أسماء مؤلفيها المسلمين ونسبوها لغيرهم من الأجانب ولكن فيما بعد قام بعض العلماء العرب وحققوا فيها وإكتشفوا أنها منسوبة لغير مؤلفيها من المسلمين. وقد كان الرازي أول الأطباء المسلمين في العصور الوسطى ممارسة للطب بطريقة شاملة وموسعة (وكان عنده موسوعة طبية)، وقد اشتهر الرازي بأنه أول من وصف وفرّق بين مرضي الجدري والحصبة على نحو دقيق. لمع منهم أيضًا الزهراوي الذي أطلقوا عليه الغرب أبو الجراحة الحديثة، وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى. ولا أريد أن أطيل على القراء في ذكر إنجازات كثيراً من العلماء المسلمين لأن موضوع هذه المقالة هو الطب والجراحة بشكل عام وجراحة العيون بشكل خاص. ولكن حتى وقتنا الحاضر كثير من مشاهير أطباء العالم في الطب والجراحة هم من المسلمين والمسيحيين من العرب ونذكر من جراحي القلب المشهورين الطبيب المصري المعروف عالمياً مجدي يعقوب. ومن الأطباء الأردنيين المسيحيين العرب في جراحة القلب الدكتور داوود حنانيا والطبيب يوسف القسوس في الخدمات الطبية الملكية. ومن أشهر أطباء جراحة العيون الدكتور خالد الشريف وهو أول جراح عيون أجرى عملية الليزك للعيون وأول من أدخل تقنيات زراعة العدسات في الأردن وأجرى عمليات علاج المياة البيضاء (الساد) بالليزر في الأردن. والدكتورة الأردنية رئيسة قسم العيون في المدينة الطبية سابقا جانيت م. سعيد حينا في جراحة العيون وزراعة العدسات وأرجو المعذرة عن عدم تمكني من ذكر بقية أسماء الأطباء المهرة الآخرين في المجالات المختلفة. وقد تبعهم العديد من الأطباء الشباب والجدد في مجالات الطب والجراحة المختلفة. وأسمحوا لي أن أقول كلمة حق في بعض الأطباء الذين أعتبرهم ثروة وكنوزاً وأعمدة وقواعد وجسوراً حقيقية للسياحة العلاجية والوطنية في أردننا العزيز وبالخصوص الذين تعاملت معهم عن قرب في علاج المياة الزرقاء أو البيضاء في العيون. وهما كلٍ من الدكتور وسام شحادة عميد كلية الطب في جامعة اليرموك والذي تخرج الأول على دفعته من كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا وتخصص في جراحة العيون في أمريكا وعاد إلى أرض الوطن ليخدم أهله ووطنه بكل أمانة وإخلاص ووفاء. فبصراحة وصدق وأمانة يتصف أ. د. الطبيب وسام شحادة بالخلق والأدب والتعامل الطيب والتميز في علمه وعمله وتعامله مع كل من يعمل معه وبالخصوص مرضاه. وأصبح له أكثر من عشرون عاماً يجري عمليات زراعة عدسات وغيرها من عمليات العيون حوالي خمسة عمليات يومياً وجميع مرضاه يثنون عليه الثناء الكبير والحمد لله. وقد أشرف على فحوصاتي كاملةً وقرر لي إجراء عملية زراعة عدسة وقد شرح لي بالتفصيل الأنواع المختلفة من العدسات ... إلخ وكان طويل البال رغم إنشغاله بمسؤولياته المختلفة. وتم إجراء العملية لي يوم السبت الماضي الموافق 27/06/2020 وكانت إجراءات التحضير للعملية رائعة كأنك في دولة أجنبية وفريق عمله كان جاهزاً وخبيراً في ما يلزم من إجراءات خلال تنفيذ العملية وكان الطبيب وسام يحدثني خلال تنفيذ العملية عن العملية خطوة خطوة وهو يجريها ولم تأخذ منه أكثر من عشرة دقائق وكانت والحمد لله ميسرة جداً بعون الله. وقد كانت لي مراجعة صباح أمس الأحد الموفق 28/06/2020 للكشف على العملية ومتابعتها وكما أعلمني الأطباء أنها ناجحة تماماً والحمد لله. وقد تحدثت مع الدكتورة جانيت م. سعيد حينا عن العملية والعدسات من جميع النواحي ... إلخ، وكانت متعاونه معي تماماً وقد أعطتني الوقت الكافي وشرحت لي دقائق تفاصيل العملية رغم أنها تعلم أن الذي سوف يجري العملية لي هو الدكتور وسام شحادة، وشعرت منها أنها تعتبر مهنة الطب هي مهنة إنسانية قبل أن تكون مهنة مادية. فنحن بالفعل نشكر الله ونحمده على قيادتنا الأردنية التي جعلت من الأردن بلداً متطوراً جداً في الطب بكل تخصصاته بشكل خاص وفي معظم مجالات الحياة بشكل عام، ومحظوظين في أن كثيراً من أطبائنا الأردنيين يتميزون في مخافة الله والأخلاق العالية والأدب والتميز في عملهم وتعاملهم مع من يعمل معهم ومع مرضاهم وندعوا الله لهم التوفيق والتميز بإستمرار، وحفظ الله الأردن قيادة وحكومة ومسؤولين وشعباً.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/29 الساعة 11:10