حسان ملكاوي يكتب: الاوطان ليست منتجعا سياحيا ولا صرافا اليا

مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/28 الساعة 12:22
مدار الساعة - كتب: حسان عمر ملكاوي مرة اخرى نقول انه في ظل العالم الرقمي ومواقع التواصل وتعدد المنابر ومع الاختباء بعباءة الحرية الشخصية، لا زال البعض يمارس دورا ويا له من دور مؤسف ان يصدر من اي شخص، فكيف اذا صدر ممن يعتبر نفسه او يعتبره البعض من الاشخاص المؤثرين والقياديين في المجتمع سواء كان ذلك التهيء والاعتقاد ناتجا عن موقع او علم او وظيفة. كل الدول لديها اشكالات وكل مسيرة يجب ان يعتريها بعض الهفوات، ولكن المشكلة ان البعض في بعض الدول يختزل ويتناسى كل النجاحات والبعض الاخر يرى الاوطان منتجعات او فنادق سياحية، ويهم ويدعو للمغادرة او الهدم كلما قل رضاءه عن جمالية المشهد وجودة الخدمة والكارثة ان يؤمن بقاعدة ان العميل دائما على حق. والبعض الاخر يرى الاوطان خزينه نقود وماكينه صراف الي، عليها ان لا تتوقف عن تلبية طلباته وامتيازته الناتجة من الفساد والسرقة، بين هذا وذاك ورغم اختلاف الطريقة لكن هناك توحد من حيث السبب و النتيجة وهي ضعف الانتماء وخيانه وتخريب الاوطان والامة و البعد عن الدين ومكارم الاخلاق وليس اعظم من ذلك ذنبا الا الكفر. ما اقوله ليس دعوة لتكميم افواه وليس اقرارا بعدم وجود فساد او اخطاء وليس مقصودا وطن معين بل هي دعوة للاعتدال بالطرح، وان يدرك اعضاء الفئات السابقة اننا بشر ويؤلمنا ما نحس او نشعر به من تصرفاتهم وتدمع عيوننا من كتاباتهم او افعالهم، ولنا صبر له حد، وينفذ ولا نحمل قلوبا من حجر ولا نعيش بمعزل عن البشر، وارى ان اهم اولويات المرحلة هي أن محاربة فساد الفكر والاخلاق اهم من محاربة فساد المال والادارة، لانه بالاصل ناتج عن الفساد الاول ولا يمكن ان يتواجد بمعزل عنه، ولان ضعف الانتماء هو المساهم الاول والمعيار الاساسي في اي تصرف يهدف الى الهدم او التخريب سواء على مستوى الدين او الوطن او الامة. فانني اقترح: ١. عمل مناهج خاصة تتضمن التركيز على مفاهيم الانتماء واليات التعامل مع مواقع التواصل وحدود وموانع وضوابط الحرية الشخصية والفكرية وتدريس هذه من المناهج للنشء وثم في الجامعات، ٢. اعتماد منهاج يتضمن المفاهيم والعناوين السابقة، ويجب النجاح في اختباره قبل التعيين في اي مؤسسة سواء كانت قطاع عام او خاص ٣. ضرورة وجود اعمال فنيه وفيديوهات توعوية تحمل وتبرز التاريخ والانجازات وتعزز مفاهيم الانتماء والمواطنة. ٤. تخصيص جزء من كل وسائل الاعلام سواء ورقي او الكتروني، وسواء اذاعي او تلفزيوني، للقيام بنشر وعرض ما يخدم ذلك وبشكل يومي وضمن برنامج وخطة واضحة ومعلنة. ٥. قيام منظمات المجتمع المدني بدورها في هذا المجال من خلال ندوات وبرامج وفعاليات. ٦. استخدام وسائل النقل العام والطائرات بعرض بعض الكتب والحقائق والمعلومات والعبارات التوعوية. ٧. الاشتراط على كل مؤسسة عامة او خاصة وجود لوائح تتضمن معلومات وحقائق وعبارات يجب ان نعلمها ونحفظها ونعمل بها. ٨. تغليظ عقوبات الاساءة والتحريض والاتهام وضعف الانتماء واساءة استخدام اي منبر او موقع او وسيلة تواصل اجتماعي نعم الانتقاد اساس الاصلاح وضرورة من ضرورات التقدم والارتقاء، شريطة ان يكون انتقادا بناء وهادف وعلمي، ويضع اليد على الجرح ويبحث او يقدم الحل حتى لا يكون كالعاصفة تغرق السفينة ولا تحل العقدة، وان لا ان يكون انتقاد مصدره ولاء خارجي لمال او اشخاص، او دافعه حب الظهور او عنوانه اعتلاء الموجة وكسب الشعبية او هدفه تصفية حسابات اوتفريغ شحنات حسد او حقد تجاه وطن او مسؤول. ختاما انا لست مدافعا عن احد ولا متهجما على احد بعينه، لكنني متهجم على بعض انواع الفكر ومحارب لضعف الانتماء متعصب ومتمسك بالحق الشخصي للانسان بعدم الاساءة اليه، وعدم توجيه رسائل الافتراء بحثا عن عنوان يحصل على اعجاب. كما انني لا ادعي الصح المطلق او الوطنية الاكثر ولكن اؤمن بالاوطان والانتماء و ان حدود الحريه تنتهي عندما تتعارض مع حقوق الاخرين، وعلى يقين ان ما سبق هو خطوط حمراء وقطعة من نار لا يجوز الاقتراب منها، والا لا نعرف اثار وحجم الاكتواء بنيرانها، ومن لا يلتزم بالانتماء والمواطنة والولاء فلا يلزم وجوده. وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.
  • مدار الساعة
  • ملكا
  • مال
  • الدين
  • نعي
  • عناوين
  • معلومات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/28 الساعة 12:22