محمد الزيود يكتب: كُنّا هُنا

مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/26 الساعة 14:04
كتب : محمد عبدالكريم الزيود جاء في أخبار الصحافة العبرية يوم أمس أنه تم إكتشاف ذخيرة تعود للجيش العربي الأردني في حفريات تحت بهو فى موقع أنفاق الحرم القدسي بالقرب من حائط البراق في ساحات المسجد الأقصى.. تم إخفاء الذخيرة في قاع بئر من زمن الانتداب البريطاني، وتشمل ذخيرة بنادق ورشاشات ... كانوا هنا جنود الجيش العربي، قاتلوا وإستبسلوا دفاعا عن فلسطين.. أتوا من الرمثا ومن العالوك ومن حوفا، ومن الثنية ومن السلط ومعان، جمعهم الشعار والبندقية وحب البلاد والشهادة... ذهبوا شهداء وبقيت ذخيرتهم التي خبأوها للدفاع عن القدس... صعدت أرواحهم وبقيت أجسادهم تحت زيتونها وأسوارها لا يعلم مكانهم إلا الله... في حزيران حيث كانت التضحية والبطولة ، يعود ذكرهم من جديد والحقّ ما شهدت به الأعداء، تعود الذخيرة لتقول أن الأردنيين كانوا هنا ، وأن بارودهم صنع سجلا من التضحيات والفداء .. ذخيرة شهدت شجاعة أصلب من الفولاذ، كانت بين أصابع لا تهاب الموت ، ظلّت قابضة على الزناد وتراخت رغم صاحبها عندما صعدت الروح نحو الغيم.. قصص الاردنيين وجيشهم في فلسطين تشهد لها أجساد شهدائهم في صور باهر وتل الذخيرة والشيخ جراح والعبيدية ووادي التفاح واليامون... ذخيرة لم تصدأ وهي أصدق من كل القصائد... وما نفع الحبر أمام عطر الدّم .. وما نفع الكلام امام كل هذا البهاء..
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/26 الساعة 14:04