د. محمد محيلان يكتب: نعم لملاحقة أئمة الفساد وأكابر اللصوص

مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/22 الساعة 20:18

كتب: د. محمد حيدر محيلان

نشد على يد الآمر بملاحقة أئمة الفساد والنهب بالأردن كائنا من كان، والجهة الملاحقة لهم مهما كانت، ونؤيد الهدف مهما كان مقصده او من وراءه، ومن المستفيد من ذلك، لأنه أولا وأخيرا اطاحة برؤوس عفنة وفاسدة مهما كانت اصولهم ومنابتهم، ومنفعة للوطن وانتصار للحق والصلاح. ونهيب بالآمر الناهي ان تعم الملاحقات والمداهمات ولا تخص، لأن أئمة النهب واللصوصية فسقوا في الاردن وأكثروا فيها الفساد.

نعم للإطاحة برؤوس المفسدين، لأن الرأس إذا فسد تبعه الجسد كله، وتغلغل بكل مفاصله، فأصاغر المفسدين أصبحوا يتغلغلون في مفاصل الدولة ومرافقها تيمنا وتشبها بأكابر مجرميها ... وليذوقوا من العذاب الأصغر في الدنيا قبل العذاب الأكبر في الاخرة لعلهم يرجعون.

ان هذه الضربة القاصمة لظهور المفسدين والمطيحة برؤوسهم، ستحسب لحكومة الرزاز لأنها حصلت بعهده، وأن كان تفاجأ بها كبقية الأردنيين، لأن هؤلاء أكابر المفسدين وأئمة الفساد والنهب يستعصون على الحكومات ورؤسائها، ويحتاجون لسلطة عليا مطلقة ونافذة للقضاء على امبراطورياتهم، واتباعهم المتخندقين في كهوف عفنة، تعج بفايروسات وجراثيم قاتلة ومعدية هي أشرس من كورونا. وهي فرصة مواتية للرزاز أن يستغلها ويوسع الدائرة ويلاحق المشبوهين والمتهربين من دفع الضرائب وغيره من الفساد الإداري والاقتصادي المتراكم في مفاصل الدولة والمتغلغل فيها حتى النخاع ... ولتكن ضربة مقفي.. و(يا رايح كثر ملايح) على مبدأ الأردنيين ..

ونريد ان يشمل الرزاز حكومته بعملية التطهير، فقد تجاوزت حكومة الرزاز أزمة كورونا (صحيا) بنجاح ولكن إداريا وماليا ما زالت تتخبط، وان في قراراتها المتعلقة بالحجر الصحي للقادمين من الخارج شبهات تنفيع ومصالح لغايات ومقاصد جبائية محضة، حيث ان كثيرا من دول العالم والعربية منها جعلت الحجر في بيوت ومنازل الأهالي والقادمين من الخارج، مع الفحص ووسائل الاحتراز الأخرى كالأسورة التعقبية الالكترونية ، الا ان الحكومة تصر على حجر القادمين من المغتربين بالذات، وتبيح للسائحين الانطلاق والتجوال في طول البلاد وعرضها دون حجر والاختلاط مع الناس.

وان أول من انتقد السائحة الكندية المصابة بفيروس كورونا والتي اربكت الحكومة ، كان وزير الصحة نفسه، حين قال انها صافحت (29) شخصا، مستهجنا عليها ذلك.. فكيف اذا دخل الاف السياح وصافحوا الاف الأردنيين ؟!... وبنفس الوقت يؤيدون اطلاق السياح على حل شعرهم ويقيدون أبناء البلد بالحجر المدفوع ثمنه بالإضافة لكل وسائل الاحتراز من المرض ابتداء من الفحص وانتهاءا بالنقل. ثم إصرار الحكومة على عودة المغتربين بدون سياراتهم خوفا من نقل العدوى، ودمجهم مع ركاب اخرين بالحافلات الكبيرة والطائرات، اليس في ذلك شبهة تنفيع ومصالح خاصة لشركات النقل والفنادق وغيرها..

لقد اقلع معظم الأردنيين في الخارج عن فكرة العودة للوطن وقضاء إجازة فيه، ومنهم من غادر ليقضي اجازته في بلدان تسهل دخولهم وتنقلهم، في حين اضاعت الحكومة الملايين على خزينة الدولة جراء قراراتها غير الحكيمة والتي تخلو من الرشد وبعد النظر، أليس في هذا فساد اداري ومالي ؟؟

ان تعطيل مصلحة الوطن وابناءه وتغليب مصلحة الشركات والافراد هو فساد كبير يجب القضاء عليه كما يجب القضاء على أكابر المفسدين ...فهل يلتفت الرزاز لهذه القضية وغيرها الكثير التي تعج بها المؤسسات الحكومية ...تلك فرصة أتت.. وهبت رياح التطهير فاغتنمها يا عمر..يا صاحب الولاية، فقد لا تتكرر الفرصة ولم يبق من عمر الحكومة الا القليل.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/22 الساعة 20:18