دردشة تاريخية.. الوزير السابق أمين محمود يكتب: لينين والمسألة اليهودية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/22 الساعة 12:16
كتب: الوزير السابق امين محمود
استمد كارل ماركس وصفه لليهود بأنهم برجوازيون كبار يمثلون الرأسمالية التجارية من خلال تجربته المعيشية في كل من فرنسا وألمانيا والنمسا ، حيث لم يكن فيها تجمعات يهودية كبيرة كما كان عليه الحال في أوروبا الشرقية وروسيا بشكل خاص . وكانت غالبية اليهود في أوروبا الغربية يعملون في التجارة والصيرفة وزاد ارتباطهم اكثر وأكثر بالنظام الراسمالي مع تطور المجتمعات الغربية في أعقاب الثورة الصناعية وتداعياتها.
وقد تمكن لينين من استيعاب نتاىج الوضع الاجتماعي الخاص بمسار التاريخ اليهودي بوضوح اكثر مما استوعبه ماركس . وكان لينين قد واجه وضعا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا مختلفا لليهود في روسيا وأوروبا الشرقية حيث كانت تنازعهم اتجاهات ثلاثة : الاتجاه الصهيوني الذي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر وأخذ يتحول تدريجيا الى حركة سياسية تستمد دعمها من الجاليات اليهودية في أوروبا وتدعو اليهود الى التكتل وعدم الاندماج في المجتمع الروسي تمهيدا لهجرتهم الى * ارض الميعاد * لينشىوا فيها وطنا قوميا لليهود . اما الاتجاه الثاني فهو الاتجاه الذي تبنته مجموعة صغيرة من اليهود الذين لعبوا دورا بارزا في الحركة الثورية الروسية منذ ثمانينات القرن التاسع عشر والذين كأنوا يَرَوْن حل المسالة اليهودية في انصهار اليهود مع الجماهير الروسية والمشاركة في تحرير الشعب الروسي بمختلف مكوناته من الطغيان القيصري والاستبداد الاقطاعي والانحلال الاجتماعي ، وأصبح اصحاب هذا الاتجاه من المنتسبين للحركة البلشفية حيث لعب بعضهم دورا قياديا في هذه الحركة أمثال تروتسكي وغيره.
وهناك اتجاه ثالث كان دوره دورا وسطا بين الاتجاهين السابقين وكانت تمثله * حركة البوند * . وقد تبنت هذه الحركة في بداياتها معظم برامج الماركسية ، ولكنها تحولت فيما بعد لتصبح تنظيما يهوديا مستقلا يحافظ فيه العمال اليهود على إستقلالية حركتهم العمالية بعيدا عن العمالة الروسية وتنظيماتها النقابية والحزبية على اعتبار ان للعمال اليهود وضعا خاصا بهم.
وكانت قيادة البوند تركز على فقراء اليهود ممن كانوا يعيشون في عزلة في مناطق استيطان خاصة بهم . وقد ساهمت ظروف التحديث في روسيا ( تحرير الأقنان عام ١٨٦١ ) الى تحول قطاع كبير من هولاء اليهود الى * بروليتاريا * . غير ان هذه الحركة لم ينتج عنها اَي شيء يذكر ، وذلك لوجود توجهين متناقضين في داخلها : التوجه القومي والتوجه الاشتراكي . ولَم ينجح اَي من هذين التوجهين من السيطرة على الاخر . وكانت البوند في بدايتها حركة ماركسية اشتراكية ، ثم دخلت عليها العناصر القومية خلال تطورها فأحدثت صراعا في داخلها أدى الى شلّها عن العمل . وقد دخل لينين في جدل عنيف مع البونديين حيث اعتبر طرحهم بوجود قومية يهودية هو السبب الذي أدى بهم الى عزلة ذاتية انطوائية النظرة يعيشون في معزل على هامش المجتمع الروسي . غير ان المفكر اليهودي بوروخوف اعترف للبوند بفضل كبير في نشاطها من اجل البروليتاريا اليهودية ، فقد ساهمت الحركة - على -حد تعبيره - في * تنمية وعي اليهود لأنفسهم وتعليمهم تنظيم النضال من اجل مصلحتهم ، اضافة الى تنمية روح النظام فيهم وزرع المفاهيم الديموقراطية لديهم
وكان لينين من ناحية اخرى اكثر حساسية للاوضاع العاطفية تجاه المسالة اليهودية من باقي الزعماء الاشتراكيين الروس الآخرين أمثال بليخانوف ومارتوف وتروتسكي.فقد استوعب من جهته الفكرة التي طرحها بوروخوف حول ظروف واحوال الشتات اليهودي واتي أدت الى قيام هجرة عفوية مبكرة للعمال اليهود الى فلسطين ، حيث كان من المأمول ان تتمكن * القوى المنتجة * منها من تأسيس اقتصاد يهودي يمهد السبيل الى صراع طبقي يودي في نهاية المطاف الى خلق كيان اشتراكي يهودي .
الا ان هناك تساؤلا يبرز حول السر في عدم اعتراض لينين في هذه المرحلة المبكرة على مبدأ هجرات اليهود الى فلسطين . وتراه ينادي في المقابل بانه اذا كان لا بد من حدوث هذه الهجرات فالافضل ان يشارك فيها اليهود ذوو الميول الاشتراكية والمنحدرون من أصول أوروبية شرقية او روسية للتصدي للصراع ضد ما كان يطلق عليه * الاستبداد الشرقي * بصفة عامة والفلسطيني منه بصفة خاصة . وهذا التساؤل يجب ان لا يوضع ضمن سياق دعم لينين لتكوين كيان يهودي مستقل في فلسطين بل ضمن سياق الثورة ، اَي إمكانية ان يودي تزايد الهجرات اليهودية الى فلسطين الى قيام ثورة نتيجة هذا التزايد وهذه النوعية من المهاجرين ، رافضا فكرة البوند القائلة ان الثورة يجب ان تقوم على صراع من اجل المساواة القومية في حد ذاتها ، ولكن لينين أشار الى ان فكرة المساواة القومية ان كان لا بد منها ،فيجب ان ترفد الصراع الطبقي الذي هو أساس الثورة ، ولذلك فانه رفض الصهيونية من ناحية سياسية لانها تمثل الانفصالية القومية . وكحركة قومية اعتبرها لينين عاملا معيقا لتقدم الثورة .الا انه لم يعارض الصهيونية بسبب اصلها البرجوازي بل لانها اصرت على هدفهافي إيجاد حل للمشكلة اليهودية فقط بدلا من ان تتحول الى حركة تتجاوز الاطر القومية لتصبح حركة اممية او عالمية. ومع ان لينين أعلن ان الصهيونية معادية سياسيا للثورة ، الا انه ادرك حجم.الطاقة الثورية الكامنة في المظاهر الاقتصادية لتلك الحركة ومدى فاعليتها . وفِي حديث له عام ١٩٠٢ في سياق تعليقه حول الطاقات المتوفرة لليهود كان قد ادلى به المفكر الماركسي كاوتسكي ، قال لينين ان * ...الجنس اليهودي بالفعل قدم اجل الخدمات للعالم * كما أشار لينين مرة اخرى عشية الحرب العالمية الاولى الى انه * على الماركسيين المنظمين إيلاء اهتمام لاىق بالمسألة اليهودية . ( Vladimir Lenin ,Selected Works ,Vol 2 p.101 ) . وقد أدى اندلاع.الحرب العالمية الاولى الى تولد قناعة لدى لينين وغيره من القيادات البلشفية في روسيا ان بمقدور اليهود في فلسطين خلق الظروف المؤدية الى نمو وتطور الرأسمالية ضمن الزراعة المحليةلان من غير المعقول الإصرار على ان الجنس اليهودي غير قادر بطبيعته على ممارسة الزراعة . وعلى العكس من ذلك فان المهاجرين اليهود في فلسطين تمكنوا من إقامة منشات زراعية على نطاق واسع مما أدى في النهاية الى زيادة مطردة في حجم العمالة الزراعية . وقد رأى لينين في الريف قاعدة اجتماعية اقتصادية لمستقبل الثورة في فلسطين لان لديها فرصا اكثر لتطوير صراع طبقي نابع من الاستغلال المستتر لليهود والعرب من قبل البرجوازية اليهودية والإقطاعيين العرب، كما وجه لينين الدعوة الى قيام تحالفات للقوى الاجتماعية في فلسطين بين البروليتاريا والديموقراطيون التقدميين . ( المصدر السابق ) . بيد ان معنى البروليتاريا والقوى الديموقراطية في فلسطين لم يكن مرادفا بمعناها المتعارف عليه في الأقطار الصناعية في الغرب. فمن ناحية كان اولىك البروليتانيون اليهودينحدزون من أصول روسية وأوروبية شرقية ، وقد أبدوا قدرة كبيرة على مقاومة البرجوازية اليهودية الريفية في فلسطين وذلك برفضهم ان يستخدموا ويشتغلوا كقوة عمل زراعية او ان يعملوا في صناعات ومجالات حرفية صغيرة . ومن ناحية اخرى كانت القوى الديموقراطية مؤلفة من عمال زراعيين من أصول يهودية متواضعة اضافة الى صغار البرجوازيين . وهكذا اعتقد لينين ان هناك فرصا مؤاتية لتحالف العمال والفلاحين في ثورة مستقبلية في بلد كفلسطين يعيش اَهلها ظروفا اقتصادية واجتماعية بأىسة . كما اعتبر العمال الزراعيين فيها عناصر ملاىمة للثورة لا شيما انهم كانوا من العمال المأجورين ذوي الدخل المتدني والمعارضين للاستغلال والاضطهاد . وقد كتب لينين علم ١٩١٩ يقول ان * الثوريين في فلسطين يجب ان لا يفصلوا أنفسهم عن العمال والفلاحين في الأقطار العربية المجاورة لها ، بل بالعكس يجب ان يكونوا حلفاء لهم ، اذ ان اَي اضطرابات في فلسطين. لا يمكن ان تتم بمعزل عن هذه الأقطار * .( المصدر السابق) . وهكذا تحدث لينين عن أهمية الثورة في فلسطين ، وتولدت لديه قناعة بقدرة المهاجرين اليهود الروس على قيادة الحركات الثورية ليس في فلسطين وحدها ، وانما فيما جاورها من أقطار عربية وكان اهتمام لينين وقادة البلاشفة يتركز غلى تلك النخبة الثورية من اولىك المهاجرين اليهود الذين اعتقدوا ان بمقدورهم القيام بالتحريض والاثارة في أوساط الفلاحين والعمال سواء كانوا من أصول يهودية او عربية ، وذلك لاشعال ثورة اشتراكية تقوم على الصراع الطبقي من جانب العمال والفلاحين ضد كبار البرجوازيين والإقطاعيين يهودا كانوا ام عربا . وهكذا توصل لينين الى نتيجة مفادها إمكانية تدويل الصراع الطبقي وتطبيقه في فلسطين حيث اعتقد ان العرب واليهود سيحاربون جنبا الى جنب طبقة واحدة ضد مضطهِديهم . ومن اللافت للنظر انه بالرغم من ان لينين والعديد من الزعماء البلاشفة نددوا بالمظاهر السياسية للصهيونية واتهموها بأنها حركة انفصالية رجعية ، الا انهم استخدموا نتاىج تداعياتها في فلسطين من اجل تعزيز مفهومهم للثورة . فبالنسبة للينين كان من المهم استغلال البوس الاقتصادي الذي تمخضت عنه الهجرة اليهودية كعنصر ضروري للثورة . لذلك فان فكرة الثورة التي برزت تدريجيا بهدف احداث تطورات اقتصادية واجتماعية أصبحت تستهدف فيما بعد تحقيق إنجازات ونتائج سياسية . اما فكرة استخدام فقراء اليهود كعناصر ثورية ، فإنها ارتكزت بصورة رىيسة على أسباب غوغائية غير واضحة ، وذلك.بجعل هذه الشريحة من المهاجرين اليهود يعتقدون انهم سيحصلون على حياة أفضل بانضمامهم الى الثورة المقبلة ، بينما هم في واقع الامر سيلقى بهم في خضم النشاطات والهزات الثورية المقلقة. لقد دعا لينين الى استغلال المظاهر الاجتماعية والاقتصادية للصهيونية من قبل * البروليتاريا اليهودية * وذلك من خلال دعم صراعها الطبقي بعد إقامة دولة يهودية في فلسطين . وهكذا وبمعنى اخر نجد لينين وزعماء البلاشفة يتبنون استراتيجية مزدوجة بالنسبة لليهود : التنديد بالصهيونية من ناحية واستعمالها في الوقت ذاته كوسيلة لأحداث ثورة اشتراكية في المنطقة تتيح للفلاسفة التدخل المباشر في شؤونها وإيجاد موطء قدم لهم فيها.
الا ان هناك تساؤلا يبرز حول السر في عدم اعتراض لينين في هذه المرحلة المبكرة على مبدأ هجرات اليهود الى فلسطين . وتراه ينادي في المقابل بانه اذا كان لا بد من حدوث هذه الهجرات فالافضل ان يشارك فيها اليهود ذوو الميول الاشتراكية والمنحدرون من أصول أوروبية شرقية او روسية للتصدي للصراع ضد ما كان يطلق عليه * الاستبداد الشرقي * بصفة عامة والفلسطيني منه بصفة خاصة . وهذا التساؤل يجب ان لا يوضع ضمن سياق دعم لينين لتكوين كيان يهودي مستقل في فلسطين بل ضمن سياق الثورة ، اَي إمكانية ان يودي تزايد الهجرات اليهودية الى فلسطين الى قيام ثورة نتيجة هذا التزايد وهذه النوعية من المهاجرين ، رافضا فكرة البوند القائلة ان الثورة يجب ان تقوم على صراع من اجل المساواة القومية في حد ذاتها ، ولكن لينين أشار الى ان فكرة المساواة القومية ان كان لا بد منها ،فيجب ان ترفد الصراع الطبقي الذي هو أساس الثورة ، ولذلك فانه رفض الصهيونية من ناحية سياسية لانها تمثل الانفصالية القومية . وكحركة قومية اعتبرها لينين عاملا معيقا لتقدم الثورة .الا انه لم يعارض الصهيونية بسبب اصلها البرجوازي بل لانها اصرت على هدفهافي إيجاد حل للمشكلة اليهودية فقط بدلا من ان تتحول الى حركة تتجاوز الاطر القومية لتصبح حركة اممية او عالمية. ومع ان لينين أعلن ان الصهيونية معادية سياسيا للثورة ، الا انه ادرك حجم.الطاقة الثورية الكامنة في المظاهر الاقتصادية لتلك الحركة ومدى فاعليتها . وفِي حديث له عام ١٩٠٢ في سياق تعليقه حول الطاقات المتوفرة لليهود كان قد ادلى به المفكر الماركسي كاوتسكي ، قال لينين ان * ...الجنس اليهودي بالفعل قدم اجل الخدمات للعالم * كما أشار لينين مرة اخرى عشية الحرب العالمية الاولى الى انه * على الماركسيين المنظمين إيلاء اهتمام لاىق بالمسألة اليهودية . ( Vladimir Lenin ,Selected Works ,Vol 2 p.101 ) . وقد أدى اندلاع.الحرب العالمية الاولى الى تولد قناعة لدى لينين وغيره من القيادات البلشفية في روسيا ان بمقدور اليهود في فلسطين خلق الظروف المؤدية الى نمو وتطور الرأسمالية ضمن الزراعة المحليةلان من غير المعقول الإصرار على ان الجنس اليهودي غير قادر بطبيعته على ممارسة الزراعة . وعلى العكس من ذلك فان المهاجرين اليهود في فلسطين تمكنوا من إقامة منشات زراعية على نطاق واسع مما أدى في النهاية الى زيادة مطردة في حجم العمالة الزراعية . وقد رأى لينين في الريف قاعدة اجتماعية اقتصادية لمستقبل الثورة في فلسطين لان لديها فرصا اكثر لتطوير صراع طبقي نابع من الاستغلال المستتر لليهود والعرب من قبل البرجوازية اليهودية والإقطاعيين العرب، كما وجه لينين الدعوة الى قيام تحالفات للقوى الاجتماعية في فلسطين بين البروليتاريا والديموقراطيون التقدميين . ( المصدر السابق ) . بيد ان معنى البروليتاريا والقوى الديموقراطية في فلسطين لم يكن مرادفا بمعناها المتعارف عليه في الأقطار الصناعية في الغرب. فمن ناحية كان اولىك البروليتانيون اليهودينحدزون من أصول روسية وأوروبية شرقية ، وقد أبدوا قدرة كبيرة على مقاومة البرجوازية اليهودية الريفية في فلسطين وذلك برفضهم ان يستخدموا ويشتغلوا كقوة عمل زراعية او ان يعملوا في صناعات ومجالات حرفية صغيرة . ومن ناحية اخرى كانت القوى الديموقراطية مؤلفة من عمال زراعيين من أصول يهودية متواضعة اضافة الى صغار البرجوازيين . وهكذا اعتقد لينين ان هناك فرصا مؤاتية لتحالف العمال والفلاحين في ثورة مستقبلية في بلد كفلسطين يعيش اَهلها ظروفا اقتصادية واجتماعية بأىسة . كما اعتبر العمال الزراعيين فيها عناصر ملاىمة للثورة لا شيما انهم كانوا من العمال المأجورين ذوي الدخل المتدني والمعارضين للاستغلال والاضطهاد . وقد كتب لينين علم ١٩١٩ يقول ان * الثوريين في فلسطين يجب ان لا يفصلوا أنفسهم عن العمال والفلاحين في الأقطار العربية المجاورة لها ، بل بالعكس يجب ان يكونوا حلفاء لهم ، اذ ان اَي اضطرابات في فلسطين. لا يمكن ان تتم بمعزل عن هذه الأقطار * .( المصدر السابق) . وهكذا تحدث لينين عن أهمية الثورة في فلسطين ، وتولدت لديه قناعة بقدرة المهاجرين اليهود الروس على قيادة الحركات الثورية ليس في فلسطين وحدها ، وانما فيما جاورها من أقطار عربية وكان اهتمام لينين وقادة البلاشفة يتركز غلى تلك النخبة الثورية من اولىك المهاجرين اليهود الذين اعتقدوا ان بمقدورهم القيام بالتحريض والاثارة في أوساط الفلاحين والعمال سواء كانوا من أصول يهودية او عربية ، وذلك لاشعال ثورة اشتراكية تقوم على الصراع الطبقي من جانب العمال والفلاحين ضد كبار البرجوازيين والإقطاعيين يهودا كانوا ام عربا . وهكذا توصل لينين الى نتيجة مفادها إمكانية تدويل الصراع الطبقي وتطبيقه في فلسطين حيث اعتقد ان العرب واليهود سيحاربون جنبا الى جنب طبقة واحدة ضد مضطهِديهم . ومن اللافت للنظر انه بالرغم من ان لينين والعديد من الزعماء البلاشفة نددوا بالمظاهر السياسية للصهيونية واتهموها بأنها حركة انفصالية رجعية ، الا انهم استخدموا نتاىج تداعياتها في فلسطين من اجل تعزيز مفهومهم للثورة . فبالنسبة للينين كان من المهم استغلال البوس الاقتصادي الذي تمخضت عنه الهجرة اليهودية كعنصر ضروري للثورة . لذلك فان فكرة الثورة التي برزت تدريجيا بهدف احداث تطورات اقتصادية واجتماعية أصبحت تستهدف فيما بعد تحقيق إنجازات ونتائج سياسية . اما فكرة استخدام فقراء اليهود كعناصر ثورية ، فإنها ارتكزت بصورة رىيسة على أسباب غوغائية غير واضحة ، وذلك.بجعل هذه الشريحة من المهاجرين اليهود يعتقدون انهم سيحصلون على حياة أفضل بانضمامهم الى الثورة المقبلة ، بينما هم في واقع الامر سيلقى بهم في خضم النشاطات والهزات الثورية المقلقة. لقد دعا لينين الى استغلال المظاهر الاجتماعية والاقتصادية للصهيونية من قبل * البروليتاريا اليهودية * وذلك من خلال دعم صراعها الطبقي بعد إقامة دولة يهودية في فلسطين . وهكذا وبمعنى اخر نجد لينين وزعماء البلاشفة يتبنون استراتيجية مزدوجة بالنسبة لليهود : التنديد بالصهيونية من ناحية واستعمالها في الوقت ذاته كوسيلة لأحداث ثورة اشتراكية في المنطقة تتيح للفلاسفة التدخل المباشر في شؤونها وإيجاد موطء قدم لهم فيها.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/22 الساعة 12:16