الزميل اليماني يكتب: عن «صبحا» ويصور فيلماً (صور)
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/14 الساعة 23:49
أمضيت يوما بين ربوعها الخضراء وسكانها البسطاء الساكنة بالقلب وحدقات العيون
يا وصفي ذبحنا الظمأ حريمنا خالاتك ( يردن ) على بصرا يجبن الميه من حوران ( السويداء) عاصمة جبل العرب
وصفي التل (انكس )يا عايد ع ( صبحا ، تلقى خيام النقطة الرابعة مبنيّة قدامك
بيتهم شهد أحداثا تاريخية أردنية وعربية هامة ضمت سلطان باشا الأطرش زعيم الدروز والسياحة أقفلت الباب وأهملت المحتوى
أول طيار من البادية الأردنية العميد المتقاعد موفق عايد المدارمه
كان العسكر يتلذذون بأكل صمون الجيش وبقاياه علف للمواشي
حلق هيمانا بروحه وجسده فاردا جناحي طائرته
اربد كانت متصرفيه و( ذوقان الحسين العوامله أبو زهير ) الرجل المهيب متصرفها
مساعد الراعي أصبح ( طيارا) يشهد له القاصي والداني بعلمه الوافر وذكائه الخارق
المرحوم الشيخ عايد المدارمه هيبته من هيبة ربعه فهم الوقار والهيبة
كتب :عبدالله اليماني
صباح جميل من صباحات الأردن الغالي ، كان ذاك هو يوم (الأحد ) في السابع من حزيران 2020م. والمناسبة دعوة كريمة من عطوفة الأخ العميد الطيار المقاتل المتقاعد موفق عايد المدارمه السردي بزيارة صبحا . هذه المدينة الجميلة ذات البساتين الغناء ، حيث فيها ما لذ وطاب من شتى أنواع الفاكهة والخضار والزيتون والرجال الرجال الذين بالجد والاجتهاد قد حولوا الصخور البازلتية السوداء إلى مباني وفلل وقصور ، تلفت نظر المارين في شوارعها ، فالارض خضراء كأنها جنان ساحرة تسر الناظرين .
ونحن في الطريق إليها من ( عمان ) حيث مضارب ( الهواشم ) غادرنا في الصباح الباكر قاصدين الوصول إليها قبل أن تصحوا ( صبحا ) وتسوي لنا الشاهي ، ويتوجه الحصادين إلى حقول الشعير للحصيده . والموظف إلى وظيفته والراعي ، يسرح في أغنامه .
لم نترك شاردة أو واردة إلا وتطرقنا لها ، من أجواء الراحة والاستقرار ،وغبار ( الفدين ) الطوز ) المفرق حاليا . فكانت (العجه ) تغلق أجواء مدينة المفرق في الصيف ، التي كانت تقطب ) فوق المفرق وتجبر السكان إلى إحكام إغلاق الأبواب والشبابيك لمنع الغبرة من دخول البيت . وعرجنا على وصف الطريق ومن كان يود ركوب أي وسيلة نقل على طريق بغداد التي كانت تعاني من الحفر والمطبات الهوائية والتعرجات المخفية فالراكب جرائها ينهكه ذاك المشوار لان السيارة تارة ترتفع وتارة تنخفض والجسد يتحرك معها . لكنهم يتحملون ذلك ، لأنهم يواجهون صعوبة ( الحل الترحال ) نظرا ل( شح )، وسائط النقل أيام زمان . وفي الطريق كانت تسكن مخيلتي عشرات الصور الجميلة عن صبحا ، وطريق المفرق بغداد ، تذكرت الرجال الذين أجريت معهم حوارات صحفية في الثمانينيات من القرن الماضي ، عندما كانت لي صفحة في جريدة ( صوت الشعب ) واسمها ( في رحاب البادية ) ، واذكر منهم : المرحوم الشيوخ ، هايل السرور ، حمادة الفواز ، وكنوش العلوان ، عقلة اخو أرشيدة ، عقله نواش أبو دلبوح ، خليف عواد السرحان والشيخ عودة عويد مقيبيل السرحان رحمهم الله جميعا .وكتابة تحقيق صحفي عن صيد الصقور الذي كلفني به الزميل العزيز محمد أبو غوش أطال الله في عمرة وعندما انتهيت من التحقيق ذهبت إلى الجريدة لتسليم المادة الصحفية إلى الزميل أبو غوش وأنا أطير فرحا . بادرني مرحبا ( جيت ) يا راعي الجمل ، ووضع جريدة الرأي أمامي ، وطلب لي الشاي .وقال لي : شوف الرأي سبقوك ، قرأت الموضوع ، ولم اعلق علية ، لكني وضعت موضوعي بين يديه وقلت له : اقرأ ما طلبته مني . وكان عنوانه :
( اللي ما يعرف الصقر يشويه ) . وأنواع الصقور، وأسعارها وطريقة صيدها ، وأماكن تواجدها وبيعها . وأول مرة وآخر مرة كانت زيارتي إلى جامعة آل البيت ولقاؤنا برئيسها شيخ المؤرخين الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت ، الذي كتب يومها مقالا ( يا الله غوثك يارب ). وبسببه بلغ من قبل دولة رئيس مجلس أمناء الجامعة ، دولة الأستاذ احمد أللوزي بقرار إبعاده عن رئاسة الجامعة ،بناء على طلب رئيس الوزراء آنذاك . فابلغنا انه مروح معنا إلى جامعته التي أمضى سنوات عمره وهو يعمل فيها انها ( الجامعة الأردنية ).
مرافقة العميد المتقاعد الطيار المقاتل ( موفق عايد المدارمه ) وهو غني عن الوصف والتعريف ، فهو قامة عسكرية فذة ، لا يهادن ولا يساوم ، عزيز النفس وكريم ومعطاء . بالنسبة لي كصحفي مكسب كبير ، معه عرجنا على شريط من الذكريات من نشأته في ربوع البادية التي أحب أهلها الانتماء والولاء إلى سماء الأردن الرحب واجزم أننا لم نترك شاردة أو واردة إلا ( وردنا ) عليها ودلونا بدلونا منها فنقلني محلقا كالصقر أتغنى بجمال الأردن ، فهو احد صقور سلاح الجو الملكي الأردني ، وابن بادية غنية بتضحيات الرجال في ميادين البطولة والرجولة والشرف . مرافقته تعني لي اكتشاف كز ثمين ومادة صحفية دسمة .
( الكابتن موفق ) وله من اسمه نصيب قد أحب الطيران وعشق السماء ،مثلما غيره من أبناء بلدته ( صبحا ) الذين عشوا في ميادين الرجولة والبطولة والفداء . فنجد من عشق صوت جنازير الدبابة ، وآخر يتنومس على طلقات المدفعية ، وذاك يحتضن البندقية ويضعها على صدره . ومن يفكك ( الألغام ، والاويلس ). وكل صنوف الجيش .
هؤلاء هم من عاهدوا الله، والوطن ،والملك ، بان يكونوا الفرسان ، في ميادين العز ، والشرف والبطولة . ولكي تصل إلى وجهتك فلا بد أن تعرج على المفرق حيث يحرص عطوفة الأخ الطيار المقاتل موفق عايد المدارمه أبو ثامر ، على أن يكون للقهوة والهيل جزء من مرافقته إلى حيث ربعه وأهله الذين ينتظرون قدومه وتعودوا علية فلا يأتي إليهم إلا وهو محملا ب( محبوبته الخضرا وهيلها ) القهوة .
وتذكرت دوار الجمرك ، والعم المرحوم الحاج ( نعمان اليماني أبو محمد ) الذي كان يعمل فيه موظفا ، والدوار اليوم سمي بدوار الدبابة . ومررنا من أمام كلية الملك الحسين الجوية التي تخرج في كل عام كوكبة من نشامى صقور سلاح الجو الملكي الأردني الذين يملاؤون الأجواء فرحا لكل ( نشمي ونشمية ) راغب بأن يصبح طيارا.
وعلى جانبي الطرق كنت أشاهد حقول الشعير ( الحصادين وهم يرجدون ، وتذكرت بيادر القمح و( لوح الدراس ) ،والبقر والخيل و(الحمير) أجلكم الله ،التي كان يوضع على رقبتها ( عكفه ) من خلالها يتم جر لوح الدراسة . والغماره وجورعه والعونه ، والشاعوب والمذراة. وصاع الخليلي ، الذي يتم إخراجه عند أول تكييل للقمح ، فأول صاع من القمح يعطونه للأطفال السهرانيين ، من اجل شراء( الحلقوم والبسكويت).
عمار يا ذيك الأيام ، راح الشوال أبو خط احمر وأبو خط ازرق . ومن جتنا ( هدية الشعب الأمريكي . خريطة الطحين اللي رحمة( أمي) ، ما كانت تحب تخبزه كانت تفصلها لي سروال وهي أول هدايا الذل . حيث ادخلوا ماكينات الحصيده التي من يومها ما شفنا البركة، فقد انتهت بيادر القمح وغاب ألهجيني وزغاريد الحصادين وكل طقوس الحصيده .
في ( صبحا ) رأيت غمور الحصيده والتراكتور(المكينة ) يشيل الحصيده ، وما شاء الله بيادر الشعير كنها جبال . والنوق للي حاب يشرب حليبهن ، و
الحلال يرعى ومشتقاته موجودة ( الشنينة ،الزبده ، والحليب. وخيرات كثيرة والحمد لله . وفي أول مكان توقف به صاحب الدعوة ، في صبحا للتزود بالماء والعصائر جمعته الصدفة بأحد أبناء جيله ،حيث التقطت لهما صورة( تذكارية)
ودار بينهما حديث ذو شجون عن رجال السردية ،من توفي خلال أيام الحذر ، ومن ما زال على قيد الحياة . حديث سريع لكن بين حروفه حسرة وألم لأنهم يروون تاريخهم يموت مع الذين صنعوه ولا يوجد متبرع لكتابة تاريخ عشائر السردية . انتم مهابيل ومن هناك توجهنا إلى بيت شقيقه أبو طلال الذي عندما رآنا متقيدين بإجراءات السلامة الصحية بادرنا قائلا : وش المهابيل خايفين من كورونا . حنا محنا خايفين منها . تقهوينا عند أبو طلال الذي كان يعمل مدربا في الجيش رأسه مرفوع ، صدره بارز إلى الأمام ، يضع الخطوة اليمنى ويتبعها باليسرى بكل ثقة، وإتقان وصورته بالبزة العسكرية تزين المضافة . كانت الزبده من تحت يدين أم طلال ولا ألذ منها ، واللبن والشنينه ، تسلم يديك يا أم طلال ، والتمر وإبريق ( الشاهي الحل ) مطلب الأخ موفق أبو ثامر ، وقد اكتشفت أن عطوفة الأخ موفق بيك يعشق الشاهي الحل . الطابور أينما ذهبت تجد أن في كل بيت من بيوت ( صبحا ) حكاية جندي من جنودنا البواسل وهي حال كل ( مدنا وقرانا وبوادينا وأريافنا الأردنية) تحكي عشقهم للجيش فهو حلمهم وأملهم ومستقبلهم ، لان أول شيء يتكحل فيه المولود هو تراب الوطن الغالي . وكأي أبناء الأردن ممن خدموا في الجيش والأجهزة الأمنية ، يسأل موفق بيك كل من يصادفه من أبناء عشيرته الذين يرحبون به هلا وغلا بالكابتن ، ويبادرهم بالسؤال ، وش أخباركم اللي يقول : له ترفعت هذي الأيام ، أو قيدت بالجيش أو بالمدرسة طالع ع الصف السابع . أو في الجامعة سنه ثانية ، أو ع أبواب التوجيهي ، وهكذا . فلذلك اجزم انه لو سمع سكان صبحا صوت الطبل والقرب ، ومعزوفات موسيقى القوات المسلحة لتدافع شيبهم قبل شبانهم ونساءهم ومعهن أطفالهن حيث تصدح الموسيقى ووقفوا بانتظام في طوابير كل حسب الطول والرتبة . فهم لا يحتاجون إلى وكيل قوة أو قائد مراسم أو قايد فصيل أو قائد كبير إذ بينهم أعلى الرتب العسكرية . كما لا يحتاجون إلى مسعفين فمنهم ( طبيب ، ممرض ، وممرضه ، فأسماء ذات النطاقين تفك منديلها من على رأسها ، وتضعه على جرح خويها ، بمعنى كلهم عسكر حراس ، للوطن وحماة للعرش الهاشمي . ودقون الطبل يا نشامى دقوا ، دقة الطبل. ويا بيي قديش قلبي يحب الجيش . هل صبحا مسكونين بحب الجيش . ومن هناك إلى مكان له دلالات ومعاني وقصص لإبطال مازالت أسماءهم يتداولها الناس بكل فخر واعتزاز رغم مرور سنوات على رحيلهم وهم اليوم في دار الحق بين يدي الله عزوجل وأناس آخرين لا احد يذكر . إنهم القامات الوطنية ، أصحاب سجلات ناصعة البياض ، فلذلك يذكرونهم بالخير والمواقف الرجولية والقومية . ومن هؤلاء الأفذاذ زعيم جبل الدروز سلطان باشا الأطرش ، وزياراته إلى مضارب السردية ، والتقائه بالشيخ عايد المدارمه أبو ارشيد الذي كلما جابوا طرياه تحدثوا عنه وتضحيات السردية فيتبوأ اسم الشيخ عايد في مقدمة الرجال الأبطال ممن لهم صولات وجولات في شتى المحافل والميادين . بهذا المبنى الذي شيد من الحجارة البازلتية ، وبني على طراز معماري جميل، أخاذ عام 1949 وشيده بناة من الدروز ، لم يستعمل فيه الاسمنت ولا الحديد ،وإنما جوانبه وسقفه، من الحجارة والطين فقط ، وهذا المبنى ما زال واقفا يتحدى كل العوامل الطبيعية والبشرية . وبدلا من تعيد له مكانته الوطنية ، قامت وزارة السياحة والآثار ، بوضع اليد علية . وتركته مهملا لا حياة فيه . لا يستفاد منه على الصعيد السياحي أو السكني . هذا البيت ضم أربع نساء وأطفالهن ،والقاسم المشترك بينهن إضفاء الحب والسعادة على الشيخ أبو ارشيد ( عايد المدارمه ) . فيه كان يلتقي أحرار العرب الذين كانوا يقاومون الاستعمار الفرنسي الجاثم على سورية حتى تم طردهم. في غابر الأيام (الزمن الجميل ) كان بيت الجار ملاصق لمنزل جارة ، والطيبة والمحبة والإخوة ،وحماية الجار ، كما حماية الدخيل ، هي من المسلمات فيها . فلا نقاش فيها ولا تراجع عنها مهما اقتضت الظروف ، فلا أسوار كأنها ناطحات سحاب ، ولا كراجات للسيارات ولا كاميرات مراقبة ولا كلاب بوليسية . ولا مراكز أمنية ودوريات للشرطة . وهنا أناشد وزارة السياحة والآثار ، بان تقوم بترميم هذه المنازل ، لان فيها تاريخ بناء الأردن . وإذا الوزارة غير جادة ، أو لا يوجد لديها توجه أو أدنى اهتمام بذلك ، فيتوجب عليها إعادتها إلى أصحابها لكي يقوموا في ترميمها وتحويلها إلى متاحف ، تفتح أبوابها إلى عشاق البادية من كل جنسيات العالم . والنداء الآخر موجه إلى وزارة المياه والري بان تعمل على الاستفادة من برك المياه الموجودة في المنطقة ، حيث يوجد عدد من برك المياه ، وآبار المياه القديمة ، يمكن استعمالها في جمع مياه الأمطار. ونحن نصور في بيتهم القديم ذكر شيخ الطيارين صقور سلاح الجو موفق المدارمة أن والدته رحمها الله ، وهي من بنات عمومه والده واسمها (فلحه قبلان القنون المدارمه ) . و( غلُبهْ ، فلحه وورده أم ذياب) . كنّ يسهرن مع بعضهن . و( غلبه ) هي أخت غالب الفواز ، وكانت هي المتحدثة ، توفيت يرحمها الله ، عن عمر يناهز ألـ ( 100) عام.وكانت صاحبه عنفوان، وذات مرّه قالوا لها : يا أم فنطول في سردي وده يتجوّز فوازيه . ردت باستكبار( الشيخات ) أي والله هذا اللي ينقصنا ،وسخ اجرينا ويرقى علينا . يومها كنت صغيرا آتي بالعطلة الصيفية قادما من الضمير في سوريا . العزوة والده الشيخ (عايد المدارمه ) قاتل في القدس مع الحسيني , وضد الفرنسيين مع صديقه سلطان باشا الأطرش . و التقى الملك فيصل بن سعود رحمه الله ورئيس الجمهورية السورية شكري القوتّلي وعبد الحكيم عامر , وكان الملك المؤسس عبد الله بن الحسين الأول يرحمه الله و سمو الأمير الحسن يعرفانه حق المعرفة . وتعرفه ارض حوران وجبل العرب إذ له فيها ذكريات مسطرة بالتضحيات والعرق وقهر وطرد الأعداء انها مواقف لا تنسى . وهيبته من هيبة ربعه فهم الوقار والهيبة. هكذا كان الشيخ عايد المدارمه ،وسادته سلاحه وركوبته حصانه . وعنوانه ( زرع باسق ) يقاوم العاتيات جذوره تمتد إلى أعماق الأرض ، شجر للوفاء مكان امن تحمي ، من استظل فيها ، كلما أراد مر بالقرب منها ، هي أشجار المحبة ، والوفاء تنتشر على مساحه الوطن ، لا تفصله خطوط الاستعمار على الورق ، تروي حكاية ( بدوي ) مر من هنا ، حاملا روحه على كفه . أحب عيشة الحرية والوحدة والاتحاد ، لان الاتحاد قوه ومنعة وازدهار . أحب الفقراء لأنهم يذكرونه بأيام الجفاف والمحل وقلة تساقط الأمطار . مثلما أحب العزوة ، فقد تزوج من النساء أربع ، ومنحه الله من الأبناء( 14 ) رجلا يشتد بهم حزام الظهر . ومن شقائق الرجال (9) سيدات كريمات . وله من الأحفاد ما يزيد عن 200 حفيد . اللهم زد وبارك فيهم جميعا . ما عشنا أيام طفولة ... كبرنا قبل أواننا توقفنا بالقرب من بيير الميّه ( لجمع المياه ) . وحدثني أن على ألبير ( ناطور) اسمه ( عليان ناصر المدارمه أبو ناصر) وان ( 90% ) من القاطنين كانوا مع الحلال . ( أغنام و ماعز و بعاريين ) . وخصص لكل أسرة 20 لتر . وفي يوم من الأيام إحدى النسوة تجاوزت حصتها بان أخذت 20 لتر إضافية ، فما كان من أبو ناصر ، إلا أن كزها ( دفعها ) في ألبير. مضيفا أنهم بالسنين ( الزينة ) ينصون حوران . وقد وصلوا الجزيرة شمال سوريا على الفرات . والجولان وحتى لبنان .
وينقلون المياه بالروايا على البعارين والروايا تدلف على الدرب. ولما تصل البيت تكون الروايا قد فقدت ( نص الميه ) . والروايا مصنوعة من الكاوتشوك . في يوم من الأيام سافر والدي إلى عمان والطرق في البادية ترابية وباص يتيم بين صبحا و( الفدين ) ، وهي المفرق تبعد ( 37 ) كيلومتر ، بمحاذاة الحد السوري الأردني . وذلك من اجل مقابلة رئيس الوزراء وصفي التل ،الله يرحمه ، قام الحاجب بمنعه من الدخول ، فدفعه والدي ودخل عند وصفي التل رحمه الله وبالصوت العالي قال : ( الظمأ ذبحنا ) أي ( العطش ) ذبحنا (يا وصفي ) . كلمات مغموسة بصبر وألم وشعور بالظلم . يومها (معظم موازنة ) الدولة تذهب ( للضفة الغربيّة ) . نهض و صفي . وعلا صوت أبي ، يا وصفي انته وعدت ، يا وصفي ، ما تمون . حريمنا ( يردن ) ،على بصرا يجبن ميّة ألشفه ..( بصرى تبعد 40 كيلومتر حصرا شمال صبحا ) ،وعلى مقربه من (قليب حوران ، السويداء عاصمة ، جبل العرب . ( استح ) على خالاتك يا و صفي ، أم وصفي كرديّه. أما زوجة والده الثانية فهي سرحانية وهي أم صايل ، طه ،وصفيه وعلياء التل . رد وصفي ، (انكس ) لـ ( صبحا ، تلقى الخيام مبنيّة. ولما عاد والدي إلى صبحا وجد (خيام النقطة الرابعة ) ،مبنية . وقامت النقطة الرابعة ، على حفر بئر دقّ ، بالصخر الأسود ، المائل إلى الزرقة ، بوادي المكسر . الوادي بأرض والدي . حفروا البئر بعد أشهر ، بعمق 12 متر ومصافي ( 2 ) .عمق كل واحده( 3 ) م . وقطره (10 ) م . الوادي منبع مياهه من ( جبل العرب ) ، فيملأ أولا المصافي . وكان البير مفتوح ، لم يغلق . ولي أخت ولما وردت ( الفرس ) على مشارب البير .الفرس رفعت رأسها وسقطت أختي بالبير .وكانت تكبرني بعامين . عمرها حوالي (9 ) سنوات . على أثرها اشتكى أبوي ، وجاؤوا صبوا سطح البير ، وتركوا طاقه للدلو والرشا لإخراج الميّة . وفي العطلة الصيفية عندما كنت صغيرا ، كانت مهمتي ( ملحاق ) بمعني مساعد للراعي . والرعاة كانوا المرحومين (عايد الزموخي ، خميس الزموخي وعايد عبدالله القنون المدارمه . ومازلت أقول : إلى قريبي ( عايد ) ، أنا الملحاق يا خال ، ( عايد القنون ) ولد (عم أمي ) يرحمها رحمن رحيم غفور ودود. وأتمنى له الصحة والعافية وطول العمر . كان يحلب النعجة ، ومعه مساه ، ( يسوي ) أي يصنع لنا جبنه طازجة. والخبز ( يلحقونا ) إياه عقب ، ما نمد بالغنم . ويلحقونا ( يحسبون ) الخبز لـ ( كلب الغنم ) .أنا وكلب الغنم لنا نفس المخصصات.ما في حدا أحسن من كلب الغنم.لأنة هو من يبعد الوحوش.الضواري . باص أبو هلال ويستعيد شيخ الطيارين ذكرياته وهو يتحدث عن باص أبو هلال ( اليتيم ) أي الوحيد آنذاك . بقوله : ينطلق بنا الباص برحله صباحيه عبر عمره وعميرة والباعج ، والى الشرق من القاعدة الجوية حتى ملاقاة شارع بغداد الدرب ترابية . والركّاب الذين يصعدون الباص لأول مره فرحانين ، لأنهم يركبون باص ، ولا احد يستغرب إذا كان الباص محمل على ظهره ركاب . وآخرون تجد أن مع بعضهم خروف أو ما شابه لسوق الحلال ( جلب ) . بينما نحن نفكر متى نصل المفرق حيث المدرسة ، والتفكير بالعودة إلى أهلنا . الشارع ترابي فلذلك تشاهد ( العجة تقطب ) من خلف السيارة ، تسير مسرعة وكأنها حاملة مهربين . هذا بزمان الناس البسطاء والكرماء سنوات (1957-1961. ويصف معاناة العودة نهاية النهار إلى بلدته قائلا : إذا راح علينا الباص (انقطعنا ) ذاك اليوم، فان أمامنا احد الخيارين . إما ننتظر على طريق بغداد لكي يسر الله لنا ، وسيلة ركوب شاحنه ، نزل ب ( عمره ) على طريق بغداد أو على مثلث صبحا (10 ) كيلومتر نطرقها مشي . أو نروح ننام عند وين فيه ، سردي ساكن بدور عائلات الجيش ، حظك يابو الحظوظ . حكم الإعدام على والده يستذكر شيخ الطيارين المقاتلين موفق المدارمه بالحكم الذي صدر على والده من الإقامة الجبرية ، ويتطور إلى الإعدام عام 1958 م . وذلك بعد أن غدر العراقيون بملك العراق ، الملك غازي الثاني وقتله. توجه والدي إلى سورية ، ودخل مدرج قلعة بصرا ومعه ( اثنان من الخيالة) بسيوفهم . وهم يحدون: أم الوحيد تبكي عليه ... والموت ما يرحم حدا . نقلت المعلومة الاستخباراتية، حيث جرى تأويل هالحديويه على أن المقصود هو الملك حسين . وهذه مؤامرة ،وجاء الحكم بالإعدام . وكان متصرف اربد آنذاك رجل مهيب ،وهو ذوقان الحسين ألعوامله أبو زهير من السلط . وقد أجتمع أبي مع المشير عبد الحكيم عامر نائب الرئيس جمال عبد الناصر، أيام الاتحاد مع سوريا. واتهم أبي بما اتهموه،وبنقل أسلحه من درعا لقرى العبيدات . أيامها كان الملازم عنبر دهش قائد مقاطعه البادية . ورجال البادية ليس لديهم (سيارات) وإنما لديهم ( الهجن ) الجمال . وقد رابطوا بوادي صبحيه لأيام طوال حتى قبضوا على أبوي. ولما سمعوا شيوخ البدو من الجنوب والوسط والشمال بان والدي حكم علية بالإعدام ، قصدوا إلى سيّدنا في قصر بسمان وجاء العفو بديلا للإعدام . طبّاخ مدرسة المعسكر
ويواصل شيخ الطيارين المقاتلين ( المدارمة ) سرد سيرته ، من الألف إلى الياء ،حنّا العسكر كنّا نتلذذ بأكل صمون الجيش . وبنينا أجساما صلبه ، وبقايا صمون الجيش . كانت الوحدات العسكرية ، تبيعه لمربي المواشي .وحتى مواشي بلادي كانت تسمن على صمون بلادي .ثمنه كان يذهب إلى النوادي لتحسين الخدمات التي تقدمها للعسكر . أبو اصطيف ، خريج مدرسه الطهاة، والأرزاق من والتموين والنقل الملكي . كنّا نشبع والأرزاق وافره . والذبايح مجففه مكتوب عليها 1944 ، تضرب على اجرها ينط بوجهك رقبتها . أبو اصطيف كان طباخا ماهرا ، ينقعها بالمية السحنة .
مدرسه الطبخ أيام زمان أفتقدك .على الأقل أنا أذكر أبو اصطيف .الله يرحمك يا من أشبعتنا( لحما ورزا) ،ويوم الثلاثاء كان خاليا من الدسم ( بدون لحمه ). قبيل سنين ،كان خبز الجيش الألذ والأطيب طعما . لأنه كان من قمح بلادي .الولاء لـ ( ولاء بلادي و وفاءا) لـ ( بلادي ) . والحب لـ ( ديرتنا ) . ديرتي أتدرون من وين لوين. ( قريناها ) من زمان ، في المناهج القديمة ، قبل التعديل .قالوا من يمن إلى تطوان . ( الجوع كافر ) لو كان عسكريا لقاتلته ، كونه كافر، ويوم يجوع ، بني آدم يبطّل ( يحق ) ( يرى) قدامه . وبعدما يملأ بطنه ، يبطّل يعرف الخوف ، الجائع ما يهمه الموت . أبو طلال شدد على العزومة بقولة: ترى ذبيحتكم بالحوش . واخية عيد فقد أصر ع ألغدا . فضلا عن واخية أبو طارق فقد تقهوينا عنده وهو الآخر ألح على تقديم واجب الضيافة ( الغداء ) . وقدمنا واجب العزاء برحيل رئيس نادي صبحا الرياضي المغفور له بإذن الله فهاد مشرف البقوم ، الذي توفي بحادث سير . وهو قامة رياضية أمضى عمره من اجل احتضان شباب صبحا وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الرياضية والثقافية . ودعونا الله له بالمغفرة وان يدخله الله جنان النعيم مع الأنبياء والشهداء والصديقين ودعونا لأهلة الصبر والثبات . وكان مسك اللقاء في منزل صديقه أبو صقر الذي قال لنا : وهو زعلان قوموا روحوا .لأننا رفضنا عشاه . وقد عرفت لماذا المطرب السوري موفق بهجت كان يغني يا صبحا هاتي الصينية ،صبي الشاي ليك وليا ويا صبحا الهوا طاب الهوا طاب .
السردية سباع وبلداتهم ( سبع ) ، وسبعه في عين اللي ما يصلي ع النبي صل الله علية وسلم ، وهي (صبحا ، صبحيه ، سبع أصير ، الحرارة ، ألفيصليه وواسط ) . وفيها تجد العلية ما زالت متواجدة رغم التطور العمراني الموجود . العلية التي غنى لها الفنان توفيق النمري ، في صبحا موجودة ، كما هي في مدنا الأردنية تحدثك عن ماض تليد ، بانها ما زالت شاهدت على العصر، أيام الزمن الجميل ،والسوالف التي تبرز حكايا لمجد عريق لعشائر السردية. ومن أحب الكلمات التي كان يقولها : ( سلطان باشا الأطرش) زعيم جبل الدروز ، للشيخ عايد ( خيي عايد ) . يا الله ما أجمل مخارج حروفها ، وصدق معانيها ، ونبل أخلاق قائلها . هكذا كانت أحاديث الرجال ، ومواقفهم التي لا تنسى ، انها تحمل عبقا، ولا أجمل منه ، ولن يأتي ذاك العبق .
كانوا رجال أشداء ، على الأعداء ، رحماء بينهم . أقوياء شامخون، كالجبال، لا يتبدلون ولا يتغيرون ولا يتلونون ، كالصوان قلوبهم ،على الأعداء ، ثابتون في مواقفهم ووفاءهم، (أياديهم ساريات للإعلام ) و( أرجلهم مزروعة ) كأشجار الزيتون ، في الأرض ( الموت أو الحياة ). ولباسهم (شموخ وكبرياء وأنفة ) تطير فوق السحاب.
هم من علموا الآخرين ، كيف نساء البادية ، ينجبن أبطالا ارضعن أبنائهن قيم ( الوفاء والرجولة والشهامة والإقدام ) . هؤلاء هم رجال الوطن.الذين واجهوا اشد أنواع المعاناة لكنهم بالصبر تحملوها وذلك من اجل الوطن ، حتى كبروا وكبر الوطن معهم ، اخلصوا له ، وأعطاهم كل ما يتمنونه . كبير يا وطن ورجالك وصلوا إلى كل أنحاء العالم ينثرون عطر وردك ، أنت من وين ؟ ( أردني ) من وطن يحكمه ( الهاشميون ) بتبادل (الحب والحنان والحرية والكرامة وعزة النفس والكبرياء ) . كل قطرة دم لـ ( أردني ) تروي حكايات وقصص وبطولات يشيب لها الولدان . هذا الأردن ، أرضا وشعبا ، وهذول ( الهاشميين نبع سيدنا محمد صل الله علية وسلم ،الذي لا يتوقف جريانه حتى ( النشور ) يوم يبعث الله عزوجل خلقة . هم للوطن عنوان في كل مكان ، وللنشامى أمثال شيخ الطيارين ( موفق ) ، آنا ( جوردن ) الأردنيون حياتهم قصص عز وفخار وملح بارود ونار ونور حول ( الصوان ) إلى واحات غناء . آه .. ما أجمل تلك الأيام ، فيها درسنا على الفوانيس وتحت عامود مخفر البادية على طريق بغداد . وفيها تعلمنا معنى الصبر ، وكيف تعيش حياتك على الحلوة والمره . هكذا بين الحين والآخر كنا نتحدث . فكل من يصادفنا ( يهلي ) بالكابتن رغم كمامة الإخفاء التي كنا نضعها على وجوهنا . من اجل صحتنا وصحة من يقابلنا .غادرنا رغم الإنهاك الذي كان باديا علينا إلا أنني اردد : يا صقر يا للي طاير ( ن) بالسما سلم ع صبحا وأهلها قلهم تراني ذبحني الشوق أهل النخوة والطيبة والذوق من شهامة وكرم ومرافقة ولدها ياشيخ علــيــتـني واعتليت ياريتني لي عندك بيت انده منه عليكم بعالي الصوت يشهد الله أني عنكم ما استغنيت . نحن من رحم أمهاتنا ، رضعنا حليب الشجاعة والرجولة والإقدام ، وحلقنا في الفضاء كالنجوم، وقذفنا بطائراتنا شهبا ولهبا وصواريخ أمطرناهم نيرانا ومدانا أضحى ابعد من حدود الوطن ، قطعنا القارات والبحار .تخرجنا من جيش كان لنا قلبا كبيرا رؤوما ، علمنا كيف يكون الإنسان مشاعل تضيء كل مكان. رحم الله شهيد الأردن دولة الرئيس وصفي التل ورحم شهداءنا على مر الأيام ورحم الله الشيخ عايد المدارمه أبو ارشيد وبناة الوطن الأخيار . وأمد الله في عمر العميد الطيار المقاتل المتقاعد موفق عايد المدارمه السردي أبو ثامر . بهاك اليوم (.بريج شاهي رايح ، وبريج جاي ،وبالنسبة لي أسميته يوم الشاهي والقهوة الأردني . وفي طريق عودتنا ،قال لي : ذاك مطار خو ، تذكرت خو التدريب العسكري ، والأردنيون أبناء الحراثيين يبحثون عن واسطة لكي يصيروا عسكر ، وغيرهم يتعينوا قبل تخرجهم من الجامعات . السالفة لم تنته بعد تجدونها بهذا الفيديو، صوت وصورة لـ عطوفة الأخ العميد الطيار المقاتل المتقاعد موفق عايد المدارمه . لا أريد أن افشي ماذا قال : عطوفة الشيخ العميد الركن المتقاعد الطيار المقاتل موفق عايد المدارمه فقد أثرى جولتي في فليم فيديو تحدث فيه عن (صبحا ) ورجالاتها ،ونساءها خوات رجالها ، وصعوبة العيش ، والترحال مابين سورية والأردن . حيث تبعد آخر نقطة الحد الفاصل مابين صبحا وحدود سورية اقل من 2000 متر . وهو عبارة عن ساتر ترابي . دمتم وعاش الوطن أرضا وشعبا ،وقيادة هاشمية شجاعة .
في ( صبحا ) رأيت غمور الحصيده والتراكتور(المكينة ) يشيل الحصيده ، وما شاء الله بيادر الشعير كنها جبال . والنوق للي حاب يشرب حليبهن ، و
الحلال يرعى ومشتقاته موجودة ( الشنينة ،الزبده ، والحليب. وخيرات كثيرة والحمد لله . وفي أول مكان توقف به صاحب الدعوة ، في صبحا للتزود بالماء والعصائر جمعته الصدفة بأحد أبناء جيله ،حيث التقطت لهما صورة( تذكارية)
ودار بينهما حديث ذو شجون عن رجال السردية ،من توفي خلال أيام الحذر ، ومن ما زال على قيد الحياة . حديث سريع لكن بين حروفه حسرة وألم لأنهم يروون تاريخهم يموت مع الذين صنعوه ولا يوجد متبرع لكتابة تاريخ عشائر السردية . انتم مهابيل ومن هناك توجهنا إلى بيت شقيقه أبو طلال الذي عندما رآنا متقيدين بإجراءات السلامة الصحية بادرنا قائلا : وش المهابيل خايفين من كورونا . حنا محنا خايفين منها . تقهوينا عند أبو طلال الذي كان يعمل مدربا في الجيش رأسه مرفوع ، صدره بارز إلى الأمام ، يضع الخطوة اليمنى ويتبعها باليسرى بكل ثقة، وإتقان وصورته بالبزة العسكرية تزين المضافة . كانت الزبده من تحت يدين أم طلال ولا ألذ منها ، واللبن والشنينه ، تسلم يديك يا أم طلال ، والتمر وإبريق ( الشاهي الحل ) مطلب الأخ موفق أبو ثامر ، وقد اكتشفت أن عطوفة الأخ موفق بيك يعشق الشاهي الحل . الطابور أينما ذهبت تجد أن في كل بيت من بيوت ( صبحا ) حكاية جندي من جنودنا البواسل وهي حال كل ( مدنا وقرانا وبوادينا وأريافنا الأردنية) تحكي عشقهم للجيش فهو حلمهم وأملهم ومستقبلهم ، لان أول شيء يتكحل فيه المولود هو تراب الوطن الغالي . وكأي أبناء الأردن ممن خدموا في الجيش والأجهزة الأمنية ، يسأل موفق بيك كل من يصادفه من أبناء عشيرته الذين يرحبون به هلا وغلا بالكابتن ، ويبادرهم بالسؤال ، وش أخباركم اللي يقول : له ترفعت هذي الأيام ، أو قيدت بالجيش أو بالمدرسة طالع ع الصف السابع . أو في الجامعة سنه ثانية ، أو ع أبواب التوجيهي ، وهكذا . فلذلك اجزم انه لو سمع سكان صبحا صوت الطبل والقرب ، ومعزوفات موسيقى القوات المسلحة لتدافع شيبهم قبل شبانهم ونساءهم ومعهن أطفالهن حيث تصدح الموسيقى ووقفوا بانتظام في طوابير كل حسب الطول والرتبة . فهم لا يحتاجون إلى وكيل قوة أو قائد مراسم أو قايد فصيل أو قائد كبير إذ بينهم أعلى الرتب العسكرية . كما لا يحتاجون إلى مسعفين فمنهم ( طبيب ، ممرض ، وممرضه ، فأسماء ذات النطاقين تفك منديلها من على رأسها ، وتضعه على جرح خويها ، بمعنى كلهم عسكر حراس ، للوطن وحماة للعرش الهاشمي . ودقون الطبل يا نشامى دقوا ، دقة الطبل. ويا بيي قديش قلبي يحب الجيش . هل صبحا مسكونين بحب الجيش . ومن هناك إلى مكان له دلالات ومعاني وقصص لإبطال مازالت أسماءهم يتداولها الناس بكل فخر واعتزاز رغم مرور سنوات على رحيلهم وهم اليوم في دار الحق بين يدي الله عزوجل وأناس آخرين لا احد يذكر . إنهم القامات الوطنية ، أصحاب سجلات ناصعة البياض ، فلذلك يذكرونهم بالخير والمواقف الرجولية والقومية . ومن هؤلاء الأفذاذ زعيم جبل الدروز سلطان باشا الأطرش ، وزياراته إلى مضارب السردية ، والتقائه بالشيخ عايد المدارمه أبو ارشيد الذي كلما جابوا طرياه تحدثوا عنه وتضحيات السردية فيتبوأ اسم الشيخ عايد في مقدمة الرجال الأبطال ممن لهم صولات وجولات في شتى المحافل والميادين . بهذا المبنى الذي شيد من الحجارة البازلتية ، وبني على طراز معماري جميل، أخاذ عام 1949 وشيده بناة من الدروز ، لم يستعمل فيه الاسمنت ولا الحديد ،وإنما جوانبه وسقفه، من الحجارة والطين فقط ، وهذا المبنى ما زال واقفا يتحدى كل العوامل الطبيعية والبشرية . وبدلا من تعيد له مكانته الوطنية ، قامت وزارة السياحة والآثار ، بوضع اليد علية . وتركته مهملا لا حياة فيه . لا يستفاد منه على الصعيد السياحي أو السكني . هذا البيت ضم أربع نساء وأطفالهن ،والقاسم المشترك بينهن إضفاء الحب والسعادة على الشيخ أبو ارشيد ( عايد المدارمه ) . فيه كان يلتقي أحرار العرب الذين كانوا يقاومون الاستعمار الفرنسي الجاثم على سورية حتى تم طردهم. في غابر الأيام (الزمن الجميل ) كان بيت الجار ملاصق لمنزل جارة ، والطيبة والمحبة والإخوة ،وحماية الجار ، كما حماية الدخيل ، هي من المسلمات فيها . فلا نقاش فيها ولا تراجع عنها مهما اقتضت الظروف ، فلا أسوار كأنها ناطحات سحاب ، ولا كراجات للسيارات ولا كاميرات مراقبة ولا كلاب بوليسية . ولا مراكز أمنية ودوريات للشرطة . وهنا أناشد وزارة السياحة والآثار ، بان تقوم بترميم هذه المنازل ، لان فيها تاريخ بناء الأردن . وإذا الوزارة غير جادة ، أو لا يوجد لديها توجه أو أدنى اهتمام بذلك ، فيتوجب عليها إعادتها إلى أصحابها لكي يقوموا في ترميمها وتحويلها إلى متاحف ، تفتح أبوابها إلى عشاق البادية من كل جنسيات العالم . والنداء الآخر موجه إلى وزارة المياه والري بان تعمل على الاستفادة من برك المياه الموجودة في المنطقة ، حيث يوجد عدد من برك المياه ، وآبار المياه القديمة ، يمكن استعمالها في جمع مياه الأمطار. ونحن نصور في بيتهم القديم ذكر شيخ الطيارين صقور سلاح الجو موفق المدارمة أن والدته رحمها الله ، وهي من بنات عمومه والده واسمها (فلحه قبلان القنون المدارمه ) . و( غلُبهْ ، فلحه وورده أم ذياب) . كنّ يسهرن مع بعضهن . و( غلبه ) هي أخت غالب الفواز ، وكانت هي المتحدثة ، توفيت يرحمها الله ، عن عمر يناهز ألـ ( 100) عام.وكانت صاحبه عنفوان، وذات مرّه قالوا لها : يا أم فنطول في سردي وده يتجوّز فوازيه . ردت باستكبار( الشيخات ) أي والله هذا اللي ينقصنا ،وسخ اجرينا ويرقى علينا . يومها كنت صغيرا آتي بالعطلة الصيفية قادما من الضمير في سوريا . العزوة والده الشيخ (عايد المدارمه ) قاتل في القدس مع الحسيني , وضد الفرنسيين مع صديقه سلطان باشا الأطرش . و التقى الملك فيصل بن سعود رحمه الله ورئيس الجمهورية السورية شكري القوتّلي وعبد الحكيم عامر , وكان الملك المؤسس عبد الله بن الحسين الأول يرحمه الله و سمو الأمير الحسن يعرفانه حق المعرفة . وتعرفه ارض حوران وجبل العرب إذ له فيها ذكريات مسطرة بالتضحيات والعرق وقهر وطرد الأعداء انها مواقف لا تنسى . وهيبته من هيبة ربعه فهم الوقار والهيبة. هكذا كان الشيخ عايد المدارمه ،وسادته سلاحه وركوبته حصانه . وعنوانه ( زرع باسق ) يقاوم العاتيات جذوره تمتد إلى أعماق الأرض ، شجر للوفاء مكان امن تحمي ، من استظل فيها ، كلما أراد مر بالقرب منها ، هي أشجار المحبة ، والوفاء تنتشر على مساحه الوطن ، لا تفصله خطوط الاستعمار على الورق ، تروي حكاية ( بدوي ) مر من هنا ، حاملا روحه على كفه . أحب عيشة الحرية والوحدة والاتحاد ، لان الاتحاد قوه ومنعة وازدهار . أحب الفقراء لأنهم يذكرونه بأيام الجفاف والمحل وقلة تساقط الأمطار . مثلما أحب العزوة ، فقد تزوج من النساء أربع ، ومنحه الله من الأبناء( 14 ) رجلا يشتد بهم حزام الظهر . ومن شقائق الرجال (9) سيدات كريمات . وله من الأحفاد ما يزيد عن 200 حفيد . اللهم زد وبارك فيهم جميعا . ما عشنا أيام طفولة ... كبرنا قبل أواننا توقفنا بالقرب من بيير الميّه ( لجمع المياه ) . وحدثني أن على ألبير ( ناطور) اسمه ( عليان ناصر المدارمه أبو ناصر) وان ( 90% ) من القاطنين كانوا مع الحلال . ( أغنام و ماعز و بعاريين ) . وخصص لكل أسرة 20 لتر . وفي يوم من الأيام إحدى النسوة تجاوزت حصتها بان أخذت 20 لتر إضافية ، فما كان من أبو ناصر ، إلا أن كزها ( دفعها ) في ألبير. مضيفا أنهم بالسنين ( الزينة ) ينصون حوران . وقد وصلوا الجزيرة شمال سوريا على الفرات . والجولان وحتى لبنان .
وينقلون المياه بالروايا على البعارين والروايا تدلف على الدرب. ولما تصل البيت تكون الروايا قد فقدت ( نص الميه ) . والروايا مصنوعة من الكاوتشوك . في يوم من الأيام سافر والدي إلى عمان والطرق في البادية ترابية وباص يتيم بين صبحا و( الفدين ) ، وهي المفرق تبعد ( 37 ) كيلومتر ، بمحاذاة الحد السوري الأردني . وذلك من اجل مقابلة رئيس الوزراء وصفي التل ،الله يرحمه ، قام الحاجب بمنعه من الدخول ، فدفعه والدي ودخل عند وصفي التل رحمه الله وبالصوت العالي قال : ( الظمأ ذبحنا ) أي ( العطش ) ذبحنا (يا وصفي ) . كلمات مغموسة بصبر وألم وشعور بالظلم . يومها (معظم موازنة ) الدولة تذهب ( للضفة الغربيّة ) . نهض و صفي . وعلا صوت أبي ، يا وصفي انته وعدت ، يا وصفي ، ما تمون . حريمنا ( يردن ) ،على بصرا يجبن ميّة ألشفه ..( بصرى تبعد 40 كيلومتر حصرا شمال صبحا ) ،وعلى مقربه من (قليب حوران ، السويداء عاصمة ، جبل العرب . ( استح ) على خالاتك يا و صفي ، أم وصفي كرديّه. أما زوجة والده الثانية فهي سرحانية وهي أم صايل ، طه ،وصفيه وعلياء التل . رد وصفي ، (انكس ) لـ ( صبحا ، تلقى الخيام مبنيّة. ولما عاد والدي إلى صبحا وجد (خيام النقطة الرابعة ) ،مبنية . وقامت النقطة الرابعة ، على حفر بئر دقّ ، بالصخر الأسود ، المائل إلى الزرقة ، بوادي المكسر . الوادي بأرض والدي . حفروا البئر بعد أشهر ، بعمق 12 متر ومصافي ( 2 ) .عمق كل واحده( 3 ) م . وقطره (10 ) م . الوادي منبع مياهه من ( جبل العرب ) ، فيملأ أولا المصافي . وكان البير مفتوح ، لم يغلق . ولي أخت ولما وردت ( الفرس ) على مشارب البير .الفرس رفعت رأسها وسقطت أختي بالبير .وكانت تكبرني بعامين . عمرها حوالي (9 ) سنوات . على أثرها اشتكى أبوي ، وجاؤوا صبوا سطح البير ، وتركوا طاقه للدلو والرشا لإخراج الميّة . وفي العطلة الصيفية عندما كنت صغيرا ، كانت مهمتي ( ملحاق ) بمعني مساعد للراعي . والرعاة كانوا المرحومين (عايد الزموخي ، خميس الزموخي وعايد عبدالله القنون المدارمه . ومازلت أقول : إلى قريبي ( عايد ) ، أنا الملحاق يا خال ، ( عايد القنون ) ولد (عم أمي ) يرحمها رحمن رحيم غفور ودود. وأتمنى له الصحة والعافية وطول العمر . كان يحلب النعجة ، ومعه مساه ، ( يسوي ) أي يصنع لنا جبنه طازجة. والخبز ( يلحقونا ) إياه عقب ، ما نمد بالغنم . ويلحقونا ( يحسبون ) الخبز لـ ( كلب الغنم ) .أنا وكلب الغنم لنا نفس المخصصات.ما في حدا أحسن من كلب الغنم.لأنة هو من يبعد الوحوش.الضواري . باص أبو هلال ويستعيد شيخ الطيارين ذكرياته وهو يتحدث عن باص أبو هلال ( اليتيم ) أي الوحيد آنذاك . بقوله : ينطلق بنا الباص برحله صباحيه عبر عمره وعميرة والباعج ، والى الشرق من القاعدة الجوية حتى ملاقاة شارع بغداد الدرب ترابية . والركّاب الذين يصعدون الباص لأول مره فرحانين ، لأنهم يركبون باص ، ولا احد يستغرب إذا كان الباص محمل على ظهره ركاب . وآخرون تجد أن مع بعضهم خروف أو ما شابه لسوق الحلال ( جلب ) . بينما نحن نفكر متى نصل المفرق حيث المدرسة ، والتفكير بالعودة إلى أهلنا . الشارع ترابي فلذلك تشاهد ( العجة تقطب ) من خلف السيارة ، تسير مسرعة وكأنها حاملة مهربين . هذا بزمان الناس البسطاء والكرماء سنوات (1957-1961. ويصف معاناة العودة نهاية النهار إلى بلدته قائلا : إذا راح علينا الباص (انقطعنا ) ذاك اليوم، فان أمامنا احد الخيارين . إما ننتظر على طريق بغداد لكي يسر الله لنا ، وسيلة ركوب شاحنه ، نزل ب ( عمره ) على طريق بغداد أو على مثلث صبحا (10 ) كيلومتر نطرقها مشي . أو نروح ننام عند وين فيه ، سردي ساكن بدور عائلات الجيش ، حظك يابو الحظوظ . حكم الإعدام على والده يستذكر شيخ الطيارين المقاتلين موفق المدارمه بالحكم الذي صدر على والده من الإقامة الجبرية ، ويتطور إلى الإعدام عام 1958 م . وذلك بعد أن غدر العراقيون بملك العراق ، الملك غازي الثاني وقتله. توجه والدي إلى سورية ، ودخل مدرج قلعة بصرا ومعه ( اثنان من الخيالة) بسيوفهم . وهم يحدون: أم الوحيد تبكي عليه ... والموت ما يرحم حدا . نقلت المعلومة الاستخباراتية، حيث جرى تأويل هالحديويه على أن المقصود هو الملك حسين . وهذه مؤامرة ،وجاء الحكم بالإعدام . وكان متصرف اربد آنذاك رجل مهيب ،وهو ذوقان الحسين ألعوامله أبو زهير من السلط . وقد أجتمع أبي مع المشير عبد الحكيم عامر نائب الرئيس جمال عبد الناصر، أيام الاتحاد مع سوريا. واتهم أبي بما اتهموه،وبنقل أسلحه من درعا لقرى العبيدات . أيامها كان الملازم عنبر دهش قائد مقاطعه البادية . ورجال البادية ليس لديهم (سيارات) وإنما لديهم ( الهجن ) الجمال . وقد رابطوا بوادي صبحيه لأيام طوال حتى قبضوا على أبوي. ولما سمعوا شيوخ البدو من الجنوب والوسط والشمال بان والدي حكم علية بالإعدام ، قصدوا إلى سيّدنا في قصر بسمان وجاء العفو بديلا للإعدام . طبّاخ مدرسة المعسكر
ويواصل شيخ الطيارين المقاتلين ( المدارمة ) سرد سيرته ، من الألف إلى الياء ،حنّا العسكر كنّا نتلذذ بأكل صمون الجيش . وبنينا أجساما صلبه ، وبقايا صمون الجيش . كانت الوحدات العسكرية ، تبيعه لمربي المواشي .وحتى مواشي بلادي كانت تسمن على صمون بلادي .ثمنه كان يذهب إلى النوادي لتحسين الخدمات التي تقدمها للعسكر . أبو اصطيف ، خريج مدرسه الطهاة، والأرزاق من والتموين والنقل الملكي . كنّا نشبع والأرزاق وافره . والذبايح مجففه مكتوب عليها 1944 ، تضرب على اجرها ينط بوجهك رقبتها . أبو اصطيف كان طباخا ماهرا ، ينقعها بالمية السحنة .
مدرسه الطبخ أيام زمان أفتقدك .على الأقل أنا أذكر أبو اصطيف .الله يرحمك يا من أشبعتنا( لحما ورزا) ،ويوم الثلاثاء كان خاليا من الدسم ( بدون لحمه ). قبيل سنين ،كان خبز الجيش الألذ والأطيب طعما . لأنه كان من قمح بلادي .الولاء لـ ( ولاء بلادي و وفاءا) لـ ( بلادي ) . والحب لـ ( ديرتنا ) . ديرتي أتدرون من وين لوين. ( قريناها ) من زمان ، في المناهج القديمة ، قبل التعديل .قالوا من يمن إلى تطوان . ( الجوع كافر ) لو كان عسكريا لقاتلته ، كونه كافر، ويوم يجوع ، بني آدم يبطّل ( يحق ) ( يرى) قدامه . وبعدما يملأ بطنه ، يبطّل يعرف الخوف ، الجائع ما يهمه الموت . أبو طلال شدد على العزومة بقولة: ترى ذبيحتكم بالحوش . واخية عيد فقد أصر ع ألغدا . فضلا عن واخية أبو طارق فقد تقهوينا عنده وهو الآخر ألح على تقديم واجب الضيافة ( الغداء ) . وقدمنا واجب العزاء برحيل رئيس نادي صبحا الرياضي المغفور له بإذن الله فهاد مشرف البقوم ، الذي توفي بحادث سير . وهو قامة رياضية أمضى عمره من اجل احتضان شباب صبحا وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الرياضية والثقافية . ودعونا الله له بالمغفرة وان يدخله الله جنان النعيم مع الأنبياء والشهداء والصديقين ودعونا لأهلة الصبر والثبات . وكان مسك اللقاء في منزل صديقه أبو صقر الذي قال لنا : وهو زعلان قوموا روحوا .لأننا رفضنا عشاه . وقد عرفت لماذا المطرب السوري موفق بهجت كان يغني يا صبحا هاتي الصينية ،صبي الشاي ليك وليا ويا صبحا الهوا طاب الهوا طاب .
السردية سباع وبلداتهم ( سبع ) ، وسبعه في عين اللي ما يصلي ع النبي صل الله علية وسلم ، وهي (صبحا ، صبحيه ، سبع أصير ، الحرارة ، ألفيصليه وواسط ) . وفيها تجد العلية ما زالت متواجدة رغم التطور العمراني الموجود . العلية التي غنى لها الفنان توفيق النمري ، في صبحا موجودة ، كما هي في مدنا الأردنية تحدثك عن ماض تليد ، بانها ما زالت شاهدت على العصر، أيام الزمن الجميل ،والسوالف التي تبرز حكايا لمجد عريق لعشائر السردية. ومن أحب الكلمات التي كان يقولها : ( سلطان باشا الأطرش) زعيم جبل الدروز ، للشيخ عايد ( خيي عايد ) . يا الله ما أجمل مخارج حروفها ، وصدق معانيها ، ونبل أخلاق قائلها . هكذا كانت أحاديث الرجال ، ومواقفهم التي لا تنسى ، انها تحمل عبقا، ولا أجمل منه ، ولن يأتي ذاك العبق .
كانوا رجال أشداء ، على الأعداء ، رحماء بينهم . أقوياء شامخون، كالجبال، لا يتبدلون ولا يتغيرون ولا يتلونون ، كالصوان قلوبهم ،على الأعداء ، ثابتون في مواقفهم ووفاءهم، (أياديهم ساريات للإعلام ) و( أرجلهم مزروعة ) كأشجار الزيتون ، في الأرض ( الموت أو الحياة ). ولباسهم (شموخ وكبرياء وأنفة ) تطير فوق السحاب.
هم من علموا الآخرين ، كيف نساء البادية ، ينجبن أبطالا ارضعن أبنائهن قيم ( الوفاء والرجولة والشهامة والإقدام ) . هؤلاء هم رجال الوطن.الذين واجهوا اشد أنواع المعاناة لكنهم بالصبر تحملوها وذلك من اجل الوطن ، حتى كبروا وكبر الوطن معهم ، اخلصوا له ، وأعطاهم كل ما يتمنونه . كبير يا وطن ورجالك وصلوا إلى كل أنحاء العالم ينثرون عطر وردك ، أنت من وين ؟ ( أردني ) من وطن يحكمه ( الهاشميون ) بتبادل (الحب والحنان والحرية والكرامة وعزة النفس والكبرياء ) . كل قطرة دم لـ ( أردني ) تروي حكايات وقصص وبطولات يشيب لها الولدان . هذا الأردن ، أرضا وشعبا ، وهذول ( الهاشميين نبع سيدنا محمد صل الله علية وسلم ،الذي لا يتوقف جريانه حتى ( النشور ) يوم يبعث الله عزوجل خلقة . هم للوطن عنوان في كل مكان ، وللنشامى أمثال شيخ الطيارين ( موفق ) ، آنا ( جوردن ) الأردنيون حياتهم قصص عز وفخار وملح بارود ونار ونور حول ( الصوان ) إلى واحات غناء . آه .. ما أجمل تلك الأيام ، فيها درسنا على الفوانيس وتحت عامود مخفر البادية على طريق بغداد . وفيها تعلمنا معنى الصبر ، وكيف تعيش حياتك على الحلوة والمره . هكذا بين الحين والآخر كنا نتحدث . فكل من يصادفنا ( يهلي ) بالكابتن رغم كمامة الإخفاء التي كنا نضعها على وجوهنا . من اجل صحتنا وصحة من يقابلنا .غادرنا رغم الإنهاك الذي كان باديا علينا إلا أنني اردد : يا صقر يا للي طاير ( ن) بالسما سلم ع صبحا وأهلها قلهم تراني ذبحني الشوق أهل النخوة والطيبة والذوق من شهامة وكرم ومرافقة ولدها ياشيخ علــيــتـني واعتليت ياريتني لي عندك بيت انده منه عليكم بعالي الصوت يشهد الله أني عنكم ما استغنيت . نحن من رحم أمهاتنا ، رضعنا حليب الشجاعة والرجولة والإقدام ، وحلقنا في الفضاء كالنجوم، وقذفنا بطائراتنا شهبا ولهبا وصواريخ أمطرناهم نيرانا ومدانا أضحى ابعد من حدود الوطن ، قطعنا القارات والبحار .تخرجنا من جيش كان لنا قلبا كبيرا رؤوما ، علمنا كيف يكون الإنسان مشاعل تضيء كل مكان. رحم الله شهيد الأردن دولة الرئيس وصفي التل ورحم شهداءنا على مر الأيام ورحم الله الشيخ عايد المدارمه أبو ارشيد وبناة الوطن الأخيار . وأمد الله في عمر العميد الطيار المقاتل المتقاعد موفق عايد المدارمه السردي أبو ثامر . بهاك اليوم (.بريج شاهي رايح ، وبريج جاي ،وبالنسبة لي أسميته يوم الشاهي والقهوة الأردني . وفي طريق عودتنا ،قال لي : ذاك مطار خو ، تذكرت خو التدريب العسكري ، والأردنيون أبناء الحراثيين يبحثون عن واسطة لكي يصيروا عسكر ، وغيرهم يتعينوا قبل تخرجهم من الجامعات . السالفة لم تنته بعد تجدونها بهذا الفيديو، صوت وصورة لـ عطوفة الأخ العميد الطيار المقاتل المتقاعد موفق عايد المدارمه . لا أريد أن افشي ماذا قال : عطوفة الشيخ العميد الركن المتقاعد الطيار المقاتل موفق عايد المدارمه فقد أثرى جولتي في فليم فيديو تحدث فيه عن (صبحا ) ورجالاتها ،ونساءها خوات رجالها ، وصعوبة العيش ، والترحال مابين سورية والأردن . حيث تبعد آخر نقطة الحد الفاصل مابين صبحا وحدود سورية اقل من 2000 متر . وهو عبارة عن ساتر ترابي . دمتم وعاش الوطن أرضا وشعبا ،وقيادة هاشمية شجاعة .
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/14 الساعة 23:49