المعاني يكتب: على طاولة دولة الرئيس.. كورونا مستوردة.. كورونا محلية.. الحظر الحظر!
كتب: د. عبدالرحمن المعاني
يجب أن نستفيد من أخطاء البشرية في الجوائح السابقة بحيث لا نكرر أو نسمح بتكرار نفس الخطأ، حيث كانت إحدى الجوائح في التاريخ والتي استمرت لمدة عامين على ثلاث موجا ت،وظهرت أعداد الاصابات الكبيرة في الموجة الثانية ،كان الناس يشعرون بالسوء حيال إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي حتى عندما تم رفعها لأول مرة ابتهج الناس في الشوارع مع التخلي عن الاحترازات الوقائية ما أدى إلى ظهور إصابات كبيرة وقعت خلال الموجة الثانية دعونا لا نكرر نفس الأخطاء ففيروس كورونا لن يسترخي بعد.
وكما هو معروف فإن فيروس كورونا المستجد سريع العدوى ويختلف من أشخاص لآخرين بناء على التقيد بالتعليمات الصحية من نظافة، وتباعد اجتماعي، والمدة الزمنية للمخالطة ومناعة الجسم الطبيعية، والقدرة على المقاومة وكما أن معدل نسبة الوفيات حسب آخر أرقام من الاصابة في فيروس كورونا المستجد تتراوح ما بين 1% الى غاية 6% وتختلف هذه النسبة من دولة الى اخرى معتمدا على عدد الاصابات وعدد الفحوصات التي تم إجراؤها.
أما بخصوص الدول التي تقل بها الاصابات فإن النسب لا تكون دقيقة وعند إجراء دراسة علمية تزيد دقتها كلما زاد عدد المشمولين بالدراسة، حيث لا يميز مرض فيروس كورونا بين الناس لكنه إجمالا يؤثر أكثر على المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والامراض المزمنة بشكل عام ونقص المناعة ولا ننسى المدخنين ولكن حوالي 94% من المرضى يتم شفائهم ،وعلى الغالب لا يحتاج جميع المرضى الادخال من ناحية طبية ولكن الدول التي يظهر فيها إصابات قليلة تقوم بإدخال المرضى بالمستشفيات كنوع من الحجر الصحي لمنع انتشار المرض.
وحسب الرؤية الوبائية وما دام يوجد أشخاص يدخلوا البلد من دول أخرى موبوءة بفيروس كورونا المستجد يبقى انتشاره وارد جدا في البلد كون الدول المجاورة جميعها موبوءة وينتشر العدوى بهذا الفيروس بطريقة سريعة جدا لا بل وصل الى حالة انفلات وعدم السيطرة ،وفي الاردن سوف تزيد أعداد الاصابات بفيروس كورونا المستجد خلال الفترة القادمة من هذا الشهر والشهر القادم لأسباب عديدة وأدرجها هنا على سبيل المثال وليس الحصر :
1- استمرار دخول السائقين من الدول المجاورة .
2- وصول الطلبة والمواطنين الذين تقطعت بهم السبل.
3- بدء وصول أفواج المواطنين برا وهم بأعداد كبيرة وحسب ما ذكرت الاجهزة المعنية عددهم حوالي 8 الاف مواطن إن لم يكن أكثر علما بان هؤلاء المواطنين حضروا من دول مجاورة ظهرت فيها أعداد إصابات من فيروس كورونا بآلاف يوميا لا بل وصل الوضع الى حالة انفلات وعدم السيطرة على انتشار هذا الفيروس .
4- عدم التزام المواطنين بشروط الوقاية الصحية والوبائية قبل عطلة عيد الفطر السعيد بتاريخ 21/5و 22/5 عند الاعلان عن الحظر الشامل أول 3 أيام من العطلة.
5- وجود بؤر وبائية في بعض المدن الاردنية وبالتالي ظهور إصابات في مخالطين المخالطين. وحتى تكون الصورة واضحة للجميع حول فترة الحضانة في نقل العدوى ما بين المصاب إلى المخالط والمخالط إلى المخالطين:
1- فترة حضانة في نقل العدوى من المصاب إلى المخالط هي من (5-14) يوماً وممكن أن تصل إلى 28 يوماً.
2- فترة حضانة نقل العدوى من المخالط إلى المخالطين تتراوح ما بين 4 أسابيع إلى 7 أسابيع.
وبالتالي الإصابات بفيروس كورونا التي ممكن ظهورها من تجمعات وازدحامات المواطنين والتي كانت بتاريخ 21/5 و 22/5 قبل عطلة عيد الفطر ظهورها سيكون خلال هذا الشهر وبداية الشهر القادم وستكون بإعداد كبيرة لم نعهدها سابقا نظرا للإزدحامات الكبيرة التي كانت موجودة في أغلب المدن الأردنية خلال هذه الفترة.
إذا ظهور الإصابات في الوقت الحالي سيكون بطريقتين:
1- اكتشاف حالات الإصابة بفيروس كورونا عند المواطنين العائدين من الدول المجاورة ودول العالم الأخرى وستكون بإعداد كبيرة وهم من فئات: (الطلبة والمواطنين الذين تقطعت بهم السبل والسائقين ).
2- إصابات بعدوى فيروس كورونا سوف تظهر محليا من مخالطين المخالطين وفترة حضانتها تتراوح ما بين 4 أسابيع إلى 7 أسابيع كما أسلفنا سابقا ،وعندنا من الشواهد ما يؤكد ذلك من الحالات التي ظهرت في نفس الطريقة أي من مخالط إلى مخالطين، وهذا يعتمد على تاريخ الاحتكاك أو المخالطة وفترة المخالطة وكلما زادت الفترة ارتفعت نسبة الإصابة أو العدوى.
ومن منطلق النصيحة الوبائية والوقائية اقترح على الأجهزة المعنية بمتابعة فيروس كورونا العمل على ما يلي:
1- تكثيف الفحوصات المخبرية العشوائية للمواطنين القاطنين حول بؤر الإصابة التي ظهرت في المدن الأردنية.
2- العمل على إجراء الفحوصات التالية للمواطنين العائدين إلى البلد من الدول الخارجية (المجاورة أو غير المجاورة ) في موقع الحجر الصحي المخصص للحالات المشتبه بها سواء على المعابر الحدودية أو في مواقع الحجر الأخرى :
1-PCR
2- IgG/IgM(فحص مستوى الأضداد)
3- التصوير الشعاعي الطبقي
4- تطبيق العلاج الوقائي للعائدين من خارج البلد وكذلك للمخالطين ومخالطين المخالطين وإذا ثبت إصابتهم بفيروس كورونا يستمر علاجهم بالكامل حسب البروتكول المعتمد في أماكن العزل المخصصة.
5- أن تكون أماكن علاج مرضى فيروس كورونا في المستشفيات المتخصصة على الاستعداد الكامل لاستقبال الإصابات المتوقعة خلال الفترة القادمة وهي سوف تكون بأعداد كبيرة وغير معهودة حيث أن النظام الصحي في الاردن لم يتم امتحانه لغاية الان في استقبال أعداد كبيرة ومعالجتها.
6- على الجهات المختصة القيام بحملات تثقيفية وتوعوية للمواطنين في مجال تطبيق الوقاية الصحية والإرشادات الضرورية من التباعد الاجتماعي واستعمال أدوات الوقاية وعدم التجمهر والاستمرار بغسل اليدين ؛ لتقليل وتبطيئ سرعة انتشار فيروس كورونا في المجتمع.
7- الاستمرار في إجراء عملية التعقيم للبؤر الوبائية الموجودة أو التي ستظهر مستقبلا بالإضافة إلى تعقيم وسائل مواصلات العامة والطائرات .
8- إلزام جميع المولات والمحلات بوضع أدوات الوقاية على مدخل المحل من قفازات وأقنعة ومعقمات ومنع أي مواطن بالدخول أليها الا باستعمال ادوات الوقاية بالإضافة إلى تعقيم عربة المشتريات بعد كل استخدام ووضع صندوق نفايات مغلق مخصص للتخلص من أدوات الوقاية بعد استخدامها عند الخروج.
9- على الجهات المختصة أن لا تكون سبباً في الإزدحامات وتجمهر المواطنين وذلك بالإعلانات المفاجئة وأن تعلن قرارتها التي تتخذها بخصوص الحظر أو قرارات الدفاع الأخرى قبل فترة مناسبة ،حيث لوحظ في السابق أن الإزدحامات وتجمهر المواطنين كانت بعد القرارات المفاجئة.
وبالتالي السيناريو المتوقع للفترة المتبقية من شهر 6 وشهر 7 القادم ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا بإعداد كبيرة ،ودخول الاردن في الموجة الثانية من الإصابة بالفيروس ،ونأمل من المواطنين الالتزام الكامل بجميع وسائل الوقاية وأخذ الأمر على محمل الجد دون تهاون حتى نجنب بلدنا من هذا الوباء حمى الله الوطن من كل وباء وشر .
والله من وراء قصد.....
وللحديث بقية....
* باحث وخبير في الإدارة الصحية والوبائيات