عدنان المساعده يكتب: بمداد الوفاء نكتب ونعلّم بالقرطاس والقلم
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/11 الساعة 02:09
بقلم: أ. د عدنان المساعده *
في ظلال احتفالات دولتنا الأردنية تعيش في ذاكرتنا الوطنية مناسبات غالية راسخة كرسوخ جبال عمان والشراة وعجلون،وشموخ مرتفعات السلط وعنفوان شيحان وإباء قلعة الكرك، وتفوح ذكراها برائحة شيح وقيصوم المفرق وزعتر ونعناع معان، وعبق زيتون وسنابل قمح سهول اربد وحوران والطفيلة، وفي كل بقعة على امتداد هذا الثرى المبارك. وهنا، من حق وطننا الغالي وقيادتنا الهاشمية الحكيمة وجيشنا الباسل علينا ان تنبري أقلامنا لتكتب على القرطاس بمداد الوفاء والصدق للعناوين الأبرز في ذاكرتنا الوطنية التي تشكّل مرتكزات وثوابت نلتقي عليها ونصونها لوحات عز وكبرياء على صفحات سفر هذا الوطن الأشم.
تزدان مملكتنا بهجة بالذكرى الواحدة والعشرين لتسلم جلالة مليكنا المفدى عبد الله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية، ويوم الجيش درع الوطن وحامي الاستقلال، وذكرى الثورة العربية الكبرى، والدولة الأردنية تسير بخطى واضحة وواثقة ضمن ثوابت ومباديء رصينة قوية لم تتلون ولم تتبدل يوما، ولم تنحن لعاصفة الظروف والتحديات، وكانت تواجه الصعاب بقوة وصلابة لتبقى أسوار أردننا حصينة منيعة عالية برعاية الله وحمايته.
سيدي جلالة الملك، ونحن في أردن العزم نتفيا ظلال خيمتنا الهاشمية الكبيرة مضمونا ومعنى، نحن على وعد الأوفياء وعهد الأنقياء معكم وبكم، فأمض بنا كبيرا للدار وراعيا للمشوار ورمزا لسيادتنا وعنوانا لكبريائنا الوطني، نسير معكم في كل المواقف المشّرفة في كل زمان ومكان، نحمل في عقولنا وقلوبنا دستورنا العظيم، نمضي معكم وبكم وفي أعناقنا ميثاق غليظ وعقد اجتماعي رصين يربط الشعب بقيادته الهاشمية في بيعة متجددة ودائمة وعلى طول المدى.
لقد كنتم لنا يا سيدي المعلم والقدوة والقوي الأمين تمتلكون الرؤية الاستباقية الاستشرافية التي تمتلك علو الهمة والتفاني لرسم المستقبل المشرق باذن الله ضمن نهج وطني شمولي ينهض بالأردن وطنا يستحق منا كل التضحية.
نعم يا سيدي، لم تلن لكم قناة في مواجهة الأخطار والأجندة التي تحاول النيل من منعة اردننا ليبقى مهاب الجانب عزيز الشأن. وكنتم يا مولاي القائد الشجاع قكرا ورأيا وجنديا مقداما في كل المواقف، كما كنتم قلب الأمة النابض وضميرها اليقظ وصوتها القوي صدقا وانتماء لرسالتها ومبادئها.
أما أنتم أحفاد الثورة العربية الكبرى وأحفاد الكرامة الخالدة من أبناء جيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية اليقظة الأمينة، ستبقون السادة الأخيار حماة لسياج الوطن المنيع وصمام أمننا الاجتماعي والتربوي والاقتصادي، وكنتم على الدوام قرة عين الوطن وموضع اعتزاز وثقة جلالة قائدنا الأعلى، تتقدمون الصفوف بكبرياء وصلابة وصمام الأمان والحارس الأمين على حياة الناس والمجتمع، ورجال المهام الصعبة والأزمات تقدّرون الواجب وتتحمّلون المسؤوليات الجسام بضمير وأمانة وتؤدونها بحرفية واتقان، وتدافعون دائما ببسالة ورجولة وبطولة عن ثوابت الدولة الاردنية وحمايتها من العاديات بايمان ويقين أن كلّ شيء مهما أشتد من أجل أردن العزم يهون. فبوركت هذه السواعد القوية والزنود الأبيّة، وبوركت تلك الهامات العالية التي لا ولم ولن تنحن الا لله.
ولشهدائنا الذين مضوا الى رحاب الله الخلود والسلام والطمأنينة، وستبقون الشعلة المضيئة في سماء أردننا الغالي حيث سطّرتم بحروف من نور ونبض شرايين دمائكم معاني التضحية والبطولة والفداء على امتداد هذه الارض المشرقة بنور ربها لتبقى أسوار الحمى الأردني عالية قوية عصية أمام الاخطار والتحديات.
واستمرارا لنهج الحكم الفريد للدولة الأردنية التي حملت مبادئ الثورة العربية الكبرى، وكانت عربية الرسالة والنهج هاشمية الفكر والمنطلق حيث شكّلت الرؤية الملكية السامية على الصعيدين الوطني والعالمي والاهتمام بقضايا الأمة والدفاع عنها بارادة قوية وعزيمة لا تلين. وكان الأردن ملاذا لكل مستضعف كتبت عليه الأقدار وضاقت به السبل من أبناء أمتنا العربية، كما اشتملت على بناء الانسان الأردني المؤهل والمتطور بعقله وفكره، ومتابعة مسيرة الانجاز في كل المجالات لتحقيق مفهوم التنمية الشمولي والمستدام.
وستبقى دائرة وطننا الأردني هي الأرحب والأكثر اتساعا بإذن الله، معتبرين هذه المناسبات من الثوابت الوطنية التي نلتقي عليها وتعيش في ضمير الشعب الأردني ونتطلع بكل همة وعزيمة صروح مجد الاردن على كل صعيد، وأن نبتعد عن جلد الذات ولا نتنكر لحجم الانجازات المضيئة والمشرقة والمشرّفة التي تحققت، لنواصل مسيرة العمل والبناء في أردن العزم الهاشمي الوجه والعربي الرسالة.
ونبارك للوطن، ولجلالة سيدنا ولكافة منتسبي جيشنا الأردني الباسل وأجهزتنا الأمنية كل في موقعه هذه المناسبات الغالية، وحمى الله أردننا آمنا مستقرا ومنيعا قويا، ودام جلالة الملك سيدا وقائدا، وحفظ الله سمو ولي عهده الأمين.
* كاتب واستاذ جامعي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
* عميد كلية الصيدلة سابقا في جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا الأردنية
* رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا
massadeh@just.edu.jo
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/11 الساعة 02:09