مناسبات وطنية في ظرف استثنائي
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/10 الساعة 19:28
مدار الساعة - كتب: العميد الركن المتقاعد الدكتور المهندس هشام عوده العبادي
يحتفل الأردن في هذه الأيام بعيد جلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على عرش المملكة الأردنية الهاشمية ويوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى، ويأتي الاحتفال بهذه المناسبات الوطنية العزيزة والغالية على قلوب الأردنيين جميعاً في ظرف استثنائي يواجهه الأردن وجميع دول العالم، إلا أننا ورغم ذلك نجد لزاماً علينا أن نستذكر هذه المناسبات التي تجذر معنى الانتماء للوطن والولاء للقيادة، وتأكيداً على تعزيز الإنجازات ومواصلة بناء الدولة الأردنية.
في عيد الجلوس الملكي يجدد الأردنيون الولاء للقيادة الهاشميه وميثاق المحبة والفخر والإعتزاز والوفاء لقائد الوطن من خلال المضي خلف هذه القيادة الاستثنائية لتحقيق المزيد من اجل رخاء الأردنيين وعزتهم ورفعة الوطن وحماية استقلاله ومجده وجعله الدولة النموذج التي يباهي بها العالم، دولة المؤسسات والقانون والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وتكافؤ الفرص والعدالة. يفتخر ويعتز الأردنيون بقيادتهم الهاشمية الفذة التي تتواصل معهم في كل اماكن وجودهم على امتداد رقعة الوطن الغالي، تستمع الى مطالبهم وتتفقد احوالهم، وتأمر بتلبية احتياجاتهم وتوجه الحكومة وكل من يعنيهم الأمر بوضع الخطط والبرامج ذات الاجندة الزمنية المحددة لاقامة المشاريع التنموية المبتكرة. ويتطلع الأردنيون إلى الارتقاء بالخدمات وتجويد الانتاج وابداء المزيد من القدرة على المنافسة، وهو الهدف الذي يسعى اليه جلالته منذ اطلق مرحلة بناء النموذج الذي يراكم على الخبرة والانجازات التي تحققت ويعظم مكتسبات التنمية ويفتح الآفاق والنوافذ أمام الكفاءات والعقول الأردنية التي اثبتت تميزها وقدراتها واراداتها القويه، وهي تنطلق اليوم الى آفاق اكثر انفتاحاً واكثر قدرة للمحافظة على منجزات وطنهم وتعزيزها.
وفي ذكرى يوم الجيش الأردني " الجيش العربي " نستذكر انجازات قواتنا المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية على مستوى الوطن وخارجه لنصرة الشعوب المظلومة والمضطهدة دعماً للسلام في ربوعها ولقد كانت ومازالت قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية مصدر أعجاب وتقدير كافة شعوب العالم .
وتمثل القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي هيبة الوطن وعنوان أمنه واستقراره، فقد حمل إرثّ رسالة الثورة العربية الكبرى، لأنه الامتداد الطبيعي لجيشها وارتبط تاريخه بتاريخها ارتباطاً عضوياً، وتشكلت نواته من النخبة التي اتحدت تحت راية سمو الأمير عبدالله بن الحسين في الحادي والعشرين من تشرين الأول عام 1920 في معان، بعد أن كان لها الدور الكبير في عمليات الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من بطحاء مكة على يدِّ الشريف الهاشمي الحسين بن علي عام 1916.
وفي عهد جلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وارث الثورة العربية الكبرى، ومنذ اللحظة الأولى لتسلم جلالته سلطاته الدستورية، أولى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية جلّ اهتمامه ورعايته لتواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً، فسعى جلالته لتطويرها وتحديثها بحيث تستوعب كل ما هو جديد ومتطور اعتماداً على التكنولوجيا الحديثة كي يساير بذلك احدث الجيوش في العالم وكي تكون غاية في الكفاءة والتميز، وقد اصبحت تحتل مكانة إقليمية ودولية مرموقة لما تتميز به من احترافية وانضباطية عالية جعلتها تواكب أحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا وتقنيات الدفاع من اسلحة ومعدات حديثة ومتطورة، ولذلك جاءت نظرة العالم إليها نظرة احترام وتقدير جعلت الأمم المتحدة تعطيها الأولوية ضمن مهام قوات حفظ السلام الدولية.
وقد بذلت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، جهوداً كبيرة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة المختلفة لمواجهة أزمة فيروس كورونا. واثبتت مهارة وحرفية عاليةً في الحفاظ على أمن الوطن وأمن المواطن خلال مواجهة هذه الأزمة، بحيث احتلت مكانةً إقليميةً ودوليةً مرموقةً، ولذلك جاءت نظرة العالم اليها خلال هذه الأزمة، التي تواجهها كل دول العالم، نظرة احترام وتقدير .
وفي ذكرى الثورة العربية الكبرى التي انطلقت في العاشر من حزيران 1916 نستذكر الشريف الهاشمي الحسين بن علي طيب الله ثراه الذي أطلق الرصاصة الأولى من مكة ثورةً على الظلم والجهل والفقر، هذه الثورة الجامعة للأمة ذات البعد الإسلامي والإنساني، والتي استهدفت تحرير الأرض والإنسان العربي وتأسيس الدولة العربية الواحدة المستقلة ضمن مبادىء الحرية والعدالة وبناء مجتمع عربي حر موحد قوي وقادر على مواجهة كل التحديات، فقد كان اليوم العاشر من حزيران صفحة مشرفة في تاريخ الأمة العربية ومنعطفاً تاريخياً هاماً من اجل عزة العرب ووحدتهم وكرامتهم ومستقبل اجيالهم. وقد جسدت الثورة العربيه الكبرى الأحداث العظيمة في تاريخ هذه الامة، حيث قاد الهاشميون مسيرة التحرر ولم الشمل العربي ودحر المحتلين وفاءً لواجباتهم ومسؤولياتهم التاريخية فكانت الثورة أهم انجاز تشهده الأمة العربية، وكانت البداية لنهضة الامة ووحدتها والخطوة الأولى على طريق تحررها وبناء مستقبلها.
وفي هذه المناسبات الخيرة على وطننا نجدد عهد الوفاء والولاء لقيادتنا الهاشمية ليبقى الأردن عزيزاً قوياً فوق كل المصالح والاعتبارات وسيبقى حماته، وحراس مجده البواسل من نشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية هم هيبة الوطن وعنوان أمنه واستقراره.
حفظ الله قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وكافة مؤسساتنا الوطنية وحماها من كل مكروه وأدام علينا نعمة الأمن والإستقرار في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/06/10 الساعة 19:28