محمد داودية يكتب: الأردني يطلب الشهادة من أجل الأقصى
على بُعد سنة من هزيمة حزيران 1967، وعلى بعد اقل من ثلاثة أشهر على نصر الكرامة المجيد، وبالتحديد يوم الإثنين الثالث من حزيران 1968، كان صديقي الملازم فرحان الابن الأكبر للشيخ محمد سلامة الحسبان رئيس بلدية المفرق، مرابطا على الشريعة في اغوار الأردن.
كتب فرحان من خيمته رسالة تنبؤية، تحمل مئات الدلالات وتكشف جوهر وبنية الجيش والشعب الأردني، الملتحم إلى الأبد بالأقصى والقدس وفلسطين، المعادي الى الأبد، مشروع الحرب الصهيوني التوسعي.
كتب فرحان وصية نادرة في التاريخ الأردني والعربي، يجب أن تحفظها الأجيال في وجدانها إلى يوم النصر الكبير على الصهيونية.
كتب فرحان وصية الى ابنته الطفلة فيحاء، ذات العشرة شهور، قال فيها إنه يتطلع الى الاستشهاد في سبيل المسجد الأقصى!!.
بدوي أردني يطلب القتال ويطلب الشهادة من أجل المسجد الاقصى !
في اليوم الموالي الثلاثاء 4 حزيران 1968، تحققت أمنية الملازم فرحان محمد الحسبان.
استشهد فرحان.
وجد اخوانه جنود الجيش العربي الأردني، رسالته الى ابنته الطفلة فيحاء، في جيب سترته وعليها قطرات من دمه الطهور.
إنها أشهر وصايا الشهداء الاردنيين. لقد تنبأ الشهيد البطل ضابط اتصالات المدفعية، ابن العشرين سنة، بما تمناه وسعى اليه: الشهادة في سبيل المسجد الأقصى.
تاليا نص رسالة الشهيد فرحان الى ابنته الطفلة فيحاء فرحان الحسبان:
(بنيتي، أكتبُ هذه الرسالة في الليلة الثالثة من شهر حزيران سنة 1968م عندما كنت جالسا في خيمتي، مؤمناً ان الموت حقٌّ وكذلك الشهادة في سبيل الحق والواجب والمسجد الأقصى. فإذا وهبني الله الشهادة فآملُ ان تفخري عندما يذكرُ اسمي وان تجهري بصوتك أن والدك شهيد، اجل انه شهيدٌ، لقد فارق الحياةَ وهو مقبلٌ لا مدبرٌ. فقد اقسمت أن اموت مقبلا، وان ابذل روحي رخيصةً في سبيل الدفاع عن المسجد الأقصى.
كنت احلم ان اراك فتاة وان أطرب لسماع كلمة بابا وانت تقولينها، ولكن لنا لقاء في جنات الخلد ان شاء الله. والدك فرحان). انتهت الرسالة.
هذا ضابط اردني، فتى من بني حسن، أبوه رئيس بلدية المفرق لعدة عقود وامهُ فضة الحسبان العموش، أَقسَم ان يبذل روحه رخيصة في سبيل الدفاع عن المسجد الأقصى.
الشهيد البطل فرحان الحسبان يمثل الوطنية الأردنية الملتحمة الى الأبد بالوطنية الفلسطينية المناضلة.
فعن اي عاصمة ابدية للشعب اليهودي وعن ضم أي غور وضم اية يهودا والسامرة يتحدث نتنياهو ومخططو الحركة التوسعية الصهيونية ورعاتها الجدد؟!
اطلعت الدكتور محمد الذنيبات نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم على رسالة الشهيد فاوعز بتضمينها احد كتب التربية الوطنية.
ففرحت فيحاء وكتبت: «اللهم لك الحمد والشكر. تمت الموافقة على ادراج وصية والدي الشهيد فرحان في منهاج التربية الوطنية».
يتم تدريس هذه الشهادة-الوصية التي جاءت في الصفحة 70 من كتاب التربية الاجتماعية والوطنية للصف الرابع الابتدائي-الجزء الثاني، اعتبارا من العام الدراسي 2015-2016.
تحل علينا هذه الايام بركة الشهيد البطل فرحان الحسبان فعلى روحه الطيبة الطاهرة وأرواح شهداء الأمة، الفاتحة والترحم.الدستور