النعيمي: التعليم عن بعد رافقته بعض مظاهر عدم العدالة في التعليم
مدار الساعة - قامت شبكة النساء كشركاء بالتطوير والتقدم في الأردن بعقد حوارعبر المنصة الالكترونية (زوم ) بعنوان " التعلم عن بعد في أوقات الأزمات – التحديات والفرص" وذلك ضمن سلسة حوارات الشبكة لمؤتمر " ديناميات النوعلاجتماعي في عصركوفيد-19" . استضاف المؤتمر عدد من المتحدثين البارزين على رأسهم وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي وذلك لتسليط الضوء على العملية التعليمية في خضم أزمةكوفيد-19 وخطة الاستجابة السريعة التي أطلقتها الوزارة كما استضاف اللقاء كل من سعادة العين هيفاء النجار وسعادة النائب المحامي مصلح الطروانة وبحضور كل من الدكتور مي ريحاني من جامعة ميرلاند الامريكية والسيدة ميادة ابو جابر مديرة الشبكة في الاردن ، وأدار الحوار سعادة النائب وفاء بني مصطفى .
في الافتتاح ، رحبت السيدة ميادة أبو جابر مدير شبكة النساء كشركاء في التطوير والتقدم في الاردن والرئيس التنفيذي لمؤسسة عالم الحروف التربوية بالمشاركين و قدمت لمحة موجزة عن تجربة المؤسسة في التعليم عن بعد من خلال إعداد محتوى الطفولة المبكرة واستخدام فكرة الواقع الافتراضي والشخصيات ثلاثية الأبعاد في التعليم، كما تحدثت أيضا عن برنامج الإرشاد الوظيفي الذي تم تقديمه عن بعد للفتيات العاملات خلال الأزمة وأكدت على أهمية استغلال الأزماتوتحويلها لفرصة للإبداع والإبتكار.
ومن ثم تحدثت الدكتورة مي الريحاني، مديرة كرسي جبران للقيم والسلام في جامعة ميريلاند الأمريكيةعن أهمية وزارة التربية والتعليم وقيمتها الكبيرة حيث أن التربية حيث هي حجر الاساس في التقدم والتطور وبطاقة السفر إلى المستقبل، والمنصة التي تسمح بإزالة جميع العوائق من خلال إعداد الجيل الجديد الذي باستطاعته التغلب على الصعوبات من خلال الحصول على التعليم النوعي ذو الجودة.
كما ذكرت الدكتورة ريحاني أن الاردن يعد سباقا في مجال التربية وتحدثت عن تجربتها الخاصة في العمل مع وزارة التربية والتعليم في الأردن في الفترة ما بين عام 1990 والعام 2004 والتي كتنت تجربة فريدة ومميزة.
ومن ثم استهلت مديرة الجلسة سعادة المحامية وفاء بني مصطفي ، النائب في مجلس النواب الأردني ومديرة ائتلاف البرلمانيات العربيات لمناهضة العنف ضد المرأة ، استهلت حديثها بالترحيب بالمتحدثين والحضور وذكرتالإقبال العريض على المشاركة في الجلسة من قبل العديدين. وأشارت إلى خيار الأردن الشجاع في ابتكار حلول تعليمية ودروس متلفزة لاستدامة تدفق العملية التعليمية خلال الأزمة بالرغم من التحديات العديدة مثل ضعف البنية التحتية وعدم القدرة على الوصول إلى الانترنت، وقدمت سعادتها بعض الاحصائيات فيما يتعلق بانتشار الهواتف الذكية في الأردن والذي بلغ نسبته إلة 95%، كما تطرقت إلى أن قدرة النساء على امتلاك الهواتف الذكية و الوصول إلى الانترنت ما زالت أقل من الرجال.
تحدث وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي عن عناصر خطة الاستجابة الأردنية في قطاع التعليم خلال الجائحةـ وذكر أن التحضير لخطة الاستجابة بدأ مبكرا منذ بدايات شهر شباط 2020، حيث تم مسح المصادر التعليمية وتدريب الفرق الفنية ورصد وتحليل عوامل الخطورة التي قد ترافق عملية التعليم عن بعد، كما تم وضع خطة التخفيف من تلك المخاطر.
ذكر أن تعليق الدراسة في المدارس كان في 15 أذار وفي 18 أذار تم بث الدروس التعليمية بثلاث قنوات تلفزيونية.. كما ذكر ان المنصة التعليمية التي تم بنائها لهذه الغاية كانت من الصفر كما لم تواجه أي مشكلة فنية أو تقنية و لم تتحمل الوزارة أي كلفة مادية وانما تم ذلك بالعمل والشراكة مع رياديين أردنيين وكانت المنصة متاحة لجميع الطلبةـ وأنه ولغاية الخميس الماضي كان عدد الفيديوهات والحصص التي تم مشاهدتها عبر المنصة 55 مليون مشاهدة.
كما تطرق إلى انه وفي خطة الاستجابة تم التركيز على الجانب البشري يحيث تم تدريب نخبة من المعلمين والمعلمات وتفريغهم في أوقات الإغلاق وكانوا يقضون الليل والنهار في مختبرات التصوير وما زالوا مستمرين حيث كان هناك 15 خطوة ومرحلة في عملية مضنية تتطلب جهدا وإبداعا أكثر بكثير من التعليم العادي وذلك كي تصل المادة التعليمية للطالب بهذا الشكل.
كما عبر عن رضاه التام عن تجربة التعليم عن بعد أخذا في عين الاعتبار الوقت والامكانات المتاحة مشيرا في الوقت نفسه إلى الجهود الكبيرة التي تم بذلها من قبل المعلمين والمعلمات والشراكات التي تم بنائها مع الأطراف المتعددة . أما بخصوص الدروس المستفادة من تلك التجربة فهي أن تحول أي نظام تعليمي من التعليم المدرسي العادي إلى التعليم عن بعد هو تغيير جذري في نمط التعليم وعلاقات المعلمين مع الطلبة وهذا التحول ليس سهلا وإنما تواجهه تحديات عديدة يجب العمل على إيجاد الحلول لها.
تطرق إن أن التعليم عن بعد رافقته بعض من مظاهر عدم العدالة في التعليم مثل عدم العدالة بين الجنسين أو عدم العدالة بين الأغنياء والفقراء أو بين المناطق الجغرافية المختلفة ولكن توفر البنية التحتية وإن شكلت تحديا رئيسيا ولكنها ليست فقط الكفيلة بنجاح تجربة التعليم عن بعد ولكن جودة النظام التعليمي ذاته تلعب دورا كبيرا في النجاح .
وذكر أنه بعيدا عن تحدي البنية التحتية فإن التحدي الآخر يكمن من ثقافة النظام التعليمي نفسه لأن هذا النمط من التعليم (التعليم عن بعد) يتطلب التحول بالأدوار سواء أدوار المعلمين أو الطلابلذا فأن من أهم الأمور الواجب العمل عليها هي كيف نسهل عملية هذا التحول سواء في أساليب التدريس لدى المعلمين او تغيير نمط التعليم لدى الطلاب أنفسهم والابتعاد عن تقديس العلامة والحفظ والتلقين، وأضاف أننا أمام فرصة هائلة وكبيرة لتحويل التحديات إلى فرص لتطوير نظامنا التعليمي بحيث تسوده العدالة والانصاف وتكافؤ الفرص.
واختتم حديثه أن الاردن وبتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعته الحثيثة هو دائما في عزيمة وإصرار على التقدم والتطور.
تحدثت سعادة العين هيفاء النجار والمديرة العامة لمدرستي الأهلية للبنات والمطران للبنين، تحدثت عن تجربة التعلم عن بعد وذكرت أن مدرستي الأهلية والمطران كانتا تمتلكان منصة جاهزة للتعلم عن بعد منذ فترة طويلة حيث لذلك علاقة بالبرامج الدولية في المدرستين وأشارت إلى الاستجابة السريعة التي قامت بها المدرستين، كما اكدت أنه يجب إعادة النظر بالنظام التعليمي وجودته ككل وتبني أنماط فكرية جديدة حيث لا يمكن اليوم وبعد الأزمة العودة إلى النظام القديم، لذا يجب إعادة النظر بالمدخلات التربوية والمناهج التعليمية والتعلم من خلال المهارات والمفاهيم ووجود العمق والنقد والتحليل في فلسفة التعلم. وتطرقت كذلك إلى أهمية الشراكة بين التعليم العام والتعليم الخاص وأهمية وجود العدالة ومشاركة الأهل في العملية التعليمية. وأشارت إلى أن المدرسة المبدعة ليست التي تقدم التعليم فقط وإنما التي تساعد الطالب على الابتكار والابداع، وشددت على أهمية التحجول إلى مجتمع متعلم بمشاركة الجميع ووجود الشفافية والانفتاح الحقيقي بالشراكات والعمل على الجانب الروحي والعاطفي والنفسي في المدارس.
كما ذكرت سعادتها البرنامج الاجتماعي الذي تقوم به كل من المدرستين اللتين تراسهما واختتمت حديثها حول أهمية مواجهة اية نقاط ضعف وتحويلها إلى نقاط قوة حيث أن الأردن لديه منجز حقيقي في الاستجابة السريعة والعالية من قبل وزارة التربية والتعليم وفي الاخلاص في العمل من قبل الجميع.
أبتدأ سعادة النائب مصلح الطراونة رئيس لجنة التعليم والشباب في مجلس النواب الأردني حديثه أن الصلاحيات التشريعية التي تتمتع لجنة التعليم ليست بدافع الرقابة ولكن بهدف الشراكة وتطرق إلى التواصل المستمر بين اللجنة ووزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي خلال الأزمة بهدف بحث أية تحديات تواجه العملية التعليمية ومن ثم إيجاد الحلول لها.
كما أشاد سعادته إلى ان اول التحديات كان االتحدي القانوني وبخاصة أن النظم والتشريعات مبنية على التعليم التقليدي لذا تم أصدار أحد أوامر الدفاع والذي تم من خلاله اعتبار التعليم عن بعد تماما كالتعليم التقليدي من الناحية القانونية.
وتحدث كذلك عن خيار الدولة الأردنية حيث أن النجاح لا ينحصر فقط بمواجهة الوباء صحيا وإن كانت الجهود المبذولة كبيرة في المجال الصحي ولا يمكن انكارها ولكن النجاح يكمن أيضا في تقديم الأفكار الخلاقة للاستمرار بالعملية التعليمية. واشار سعادته إلى نجاح التجربة وذلك بحكم خبرته الشخصية كونه أيضا أستاذ جامعي يحاضر حاليا في جامعات أردنية.
عبر سعادته عن تمنيه لو ان شركات الاتصالات قامت خلال الازمة بتقديم حزم مجانية لجميع الطلبة لمساندة ودعم الدولة الأردنية لمواجهة التحدي في الوصول إلى الانترنت وبخاصة في الأماكن النائية. واختتم حديثه أننا بحاجة إلى عقد اجتماعات الطاولة المستديرة للتعلم من الدروس والتحديات التي واجهتنا خلال الأزمة.
كتن هناك العديد من الأشئلة التي طرحت على المتحديثين وتمن الاجابة على كافة الاستفشاراتواختتمت الجلسة بشكر كبير قدمته الدكتورة مي ريحاني للمتحدثين وعبرت عن فخرها بهم كخبراء ليس فقط على مستوى الأردن ولكن أيضا على مستوى العالم
تم متابعة المؤتمر على الهواء مباشرة من قبل العديد من المعنيين والمهتمين بشؤون التعليم في الاردن والعالم العربي والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا .