خماش يكتب: اَلْحُلْمُ اَلْأَمْرِيْكِي أَصْبَحَ سَرِاباً
مدار الساعة - كان يراود حملة الشهادات الجامعية من جميع بلدان العالم الحلم الأمريكي وهو الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للإقامة فيها وبناء مستقبلاً زاهراً ومشرقاً لهم. وذلك عن طريق حصولهم على فرص عمل ممتازة في نظرهم تعود عليهم وعلى أفراد أسرهم في المستقبل بالمال الكثير والحياة الأفضل من كل النواحي العلمية والإقتصادية والإجتماعية ... إلخ. نعم كانت أمريكا في الستينات والسبعينات والثمانينات وربما في التسعينات حيث كانت أمريكا في الصعود وتأخذ الجزء الصاعد من المنحى المعياري، ولكن بعد أن وصلت أمريكا القمة في المنحى المعياري أصبحت تنحدر وتتحول نحو الجزء النازل من المنحنى وتهبط قليلاً قليلاً. لا أريد أن أدخل في تفاصيل الأسباب التي أدت إلى ذلك ولكن بإستطاعتنا ذكر ما هو ظاهر للعيان على المستوى العالمي وهو تورط أمريكا في حروب في جميع بقاع العالم تارة لنشر الديموقراطية وأخرى دفاعاً عن حقوق الإنسان وتارة أخرى لتحرير المرأه أو لتحقيق السلام بين دولتين متحاربتين أو تيارين متحاريين في بلد ما ... إلخ من الأسباب الظاهرية. ولكن ليس للقضاء على الديموقراطية التي لا تروق لهم في بلد ما وليس لتعيين الموالين لسياساتهم في دول معارضة لهم وليس لتدمير الأسرة وذلك بإفساد الأم في المجتمعات التي يصعب عليهم قيادتها لأن الأم هي الأساس في بناء الأسرة والمجتمعات وليس لمناصرة فئة سياسية معهم ضد فئة أخرى تساند حلف آخر من الدول التي تعرضهم وليس للسيطرة على بترول بعض الدول، وليس للسيطرة على اليورانيوم في بعض الدول أو للسيطرة على الليثيوم في أفغانستان إلخ من مصالحهم الخاصة.
فنرى ما حدث في أمريكا عندما داهم بعض ولاياتها أعاصير مدمرة كيف طلبت المساعدات من دول أخرى في العالم ولا أريد أن أطيل في إعطاء الأمثلة الكثيرة. يكفينا أدلة وبراهين مما حدث في أمريكا هذه الأيام بسبب جائحة الكورونا فآخر إحصائيات اضرار فايروس الكورونا في أمريكا هي: بلغت عدد الإصابات المؤكدة 1,859,323، عدد الوفيات 106,925، عدد المتعافون 615,416. كما ورفع فايروس كورونا نسبة معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 14.7 في المائة ويتوقع المراقبون أن ترتفع إلى 20 في المائة. ولو عدنا إلى مقالة نشرتها صحيفة Chicago Tribune عن حالة إهدار الأدمغة (Brain Waste) عام 2017 وهي أن ولاية إلينوي بها 340 ألف مهاجر ما فوق سن 25 سنة من الحاصلين على شهادة جامعية، ربعهم عاطلون عن العمل أو يشتغلون في مهن تصنف على أنها لا تتطلب سوى مهارات بسيطة. كما وذكر بعض أقوال لشخصيات معروفة سياسية وإجتماعية وغيرها عن أمريكا منها ما يلي: الحياة في أمريكا مثل الفاكهة الأمريكية ... مغرية و براقة من الخارج لكنها بلا طعم (دكتور كرم دوس)، أمريكا هي المناخ الحر الذي يرتع فيه الخير والشر معاً، إن قلب أمريكا دائماً مع إسرائيل، وإنما عينها علي جيبوكم. أعظم مساهمات أمريكا للعالم هي مفهوم الديمقراطية، مفهوم الحرية، حرية الفعل، حرية الكلام، وحرية الفكرة فقط، ويطبق على من ترغب أمريكا فقط (امرأة الولاية، إمرأة سياسية، وزير سابق، وزير الدفاع، وزير مالية، رئيس وزراء (1953 -2007)). لا أفهم لماذا ينبغي لدول الأوبك مواصلة خفض الإنتاج فقط للحفاظ على سعر مرتفع للنفط. هذا لن يؤثر على الدول الصناعية وحدها، فإنه سيضر الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أيضًا، فمن سيعتني بهم؟ (حمد بن خليفة آل ثاني)... إلخ. نعود ونقول للشباب في جميع دول العالم ولكل من يحاول أن يحقق حلمه في امريكا ما قاله الشاعر منذ سنين: بلادي وإِنْ جَارت عَلَيَّ عَزِيْزَةٌ ... وأهلي وإِنْ ضَنُّوا عليَّ كِرامُ. فإبنوا بلادكم وإخدموا اممكم وطبقوا شعار جلالة الملك الحسين بن طلال المعظم طيب الله ثراه: فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الأمة.