كاترينا ابو فارس تكتب: في ذكرى الاستقلال..
الكانب: د. كاترينا ابو فارس *
"أردُنُّ أرضَ العزمِ أغنيةُ الظّبا"
مئة عام على تأسيس الدولة الاردنية المعاصرة، واربعة وسبعون اخرى على اعلان الاستقلال،مثلت المسيرة المظفرة لشعب مكافح،حول المستحيل الى حقيقة جسدها على ارض الواقع، فيما يشبه الملحمة الأسطورية.
لم يكن بناء الدولة الانموذج الا نتاجا طبيعيا ومحصلة لتفاعل عناصر اجتمعت معا لتشكل المعادلة الاردنية الفريدة،والتي هي نفسها "لغز" قوتها المحير، والتي اختبرت وعجم عودها في ميادين الصراع والتحدي.
انها،ببساطة،حالة اردنية بامتياز تفاعلت فيها الى درجة الانصهار عناصر :شعب تواق للحرية والكرامة، التف (كالسوار في المعصم) حول قيادة اصيلة ذات رسالة تاريخية نهضوية، في علاقة لا تنفك عراها،صقلتها التحديات الجسام،وعمدت
بالتعب والعرق والدم والمعاناة في مواجهة التحديات، لتخرج صلبة "كالفولاذ المسقي" (!)..
لقد امتزجت قيم الكرامة للانسان الاردني،التي تعبر عن هويته الوطنية المستقلة،مع فلسفة "الأنسنة" للنظام السياسي،الذي
تميز به الهاشميون خلال كفاحهم المرير لتوحيد ونهضة العرب. وسيبقى هذا الحمى الأردني، كما ارادوه، الانموذج
الساطع للقيم النبيلة في الحرية والكرامة والحقوق الإنسانية،التي امنوا بها وضحوا من اجلها.
ان الانجازات العظيمة التي حققها بلدنا في كافة الميادين، منذ انشاء الدولة الاردنية،وصولا الى المملكة الرابعة، لا بد ان
نستذكرها في يوم الاستقلال الناجز،الذي تحول به بلدنا الى دولة عصرية ديموقراطية، تمتلك مؤسسات الادارة القوية،
والدستور المتطور الراسخ،ويحمي سياجها،ويحافظ على منجزات شعبها جيش عربي مصطفوي واجهزة امنية تصل الليل بالنهار باحترافية وكفاءة واقتدار قل نظيرها.
رسالة لا بد ان نوجهها في ذكرى الاستقلال الى الاعداء الطامعين والمتربصين :الاردن قوي، والوحدة التاريخية، التي
لاتنفصم، بين شعب وقيادته، عصية على الاختراق، وقد اختبرت في ميادين الكفاح والفداء على مر العقود.
في عيد الاستقلال نقول :مرحى لاردن ارض العزم،ارض الخير والسيوف المسنونة !.."في حجم بعض الورد،الا انه.. لك شوكة ردت الى الشرق الصبا.. نبت السيوف وحد سيفك ما نبا.."
كل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير..
* رئيسة الجمعية الأردنية للتثقيف الصحي