امجد الكريمين يكتب: الشباب والاستقلال رؤية ملكية بامتياز
كتب - امجد صقر الكريمين *
منذ أن تولّى جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستوريّة، وضع جلالته الشباب نُصب عينيه، ومرتكزاً لفكره، حتّى أضحى الشباب العنصر الأهم في فكر ووجدان الملك؛ ليُصبِح هَمُّ جلالته توفير البيئة الآمنة لإبداعهم وطموحاتهم، وتأهيلهم ليكونوا بحق فرسان التغيير وبناة المستقبل.
وفي عهد الملك، لقي الشباب اهتماماً غير مسبوقِ، إذ شهِدت مختلف القطاعات الشبابيّة تطوّراً ملحوظاً، بث روح العمل والبناء في عروق الشباب؛ لينثروا حراكاً شبابيّاً، بدءوا يجنون ثماره، إسهاماً منهم في عملية التنمية الشاملة التي ينشدها الوطن.
وأُطلِقت في عهد جلالته العديد من المبادرات الشبابيّة، وأُنشِئت مؤسسات تُعنى بالعمل الشبابي، وتطوّرت مؤسسات أخرى عاملة، بل وأصبح الشباب المحرّك الأساسيّ في مختلف المحافل الوطنيّة؛ الأمر الذي بدا واضحاً من خلال تشرّف العديد من الشباب بمرافقة جلالة الملك في زياراته الخارجيّة المتعدّدة.
ويحتفل شباب الأردن اليوم بعيد الاستقلال الـ"74" مستذكرين ذلك اليوم الوطني المشرف الذي تحققت فيه الآمال وأعلن فيه بزوغ فجر المملكة الأردنية الهاشمية ، ومتطلعين بعزم وثقة إلى مستقبل أكثر إشراقا بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
ويعد إعلان استقلال الأردن وتحرره من تبعات الاستعمار الانجليزي الذي تصادف ذكراه اليوم نقطة هامة في بناء الأردن الحديث الذي تشكل بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة وبعزم وهمة أبنائه المخلصين الغيورين فكانت يد تحمل معاول البناء والأعمار واليد الأخرى تحمي هذا الانجاز وتصونه وتحفظ ديمومته.
وقد كانت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي من أولى المؤسسات الوطنية التي وقع على كاهلها مسؤولية بناء الوطن بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية في جو يسوده التعاون والتكافل الاجتماعي للوصول إلى أردن متطور مزدهر ينعم أبناؤه بالأمن والأمان شعارهم (الله ، الوطن ،الملك) والسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق عنوانه الانتماء للوطن والأمة والولاء والإخلاص للقيادة الهاشمية الحكيمة.
فالاستقلال مبدأ نبيل وهدف سياسي سامٍ من أهداف ثورة العرب الكبرى التي سعى مفجرها من جوار بيت الله العتيق لاستقلال الأمة وتحريرها بعد أن عانت من التبعية زهاء أربعة قرون فطمست هوية العرب وذوبت شخصيتها ، فكانت الثورة النور الذي انبثق منه الأمل وجاء الاستقلال ليكون الرجاء وبداية الطريق الصحيح لبناء الأردن الحر المستقل الكريم فعزز هوية الأردن وعقيدته ودوره التاريخي تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية .
اليوم يحتفل الأردن بعيد الاستقلال في ظروف مختلفة في ظل جائحة كورونا فتغمر هذه الذكرى المجيدة ربوع الوطن كله بالفخر والإباء ، وتملأ النفوس بالبهجة والحبور ، ويعيش الشعب أمجاده وذكرياته في أروع صورها ومعانيها ويستعرض معها سجل تاريخه ومراحل جهاده الحافل بالتضحيات والآمال والعبر والدروس ، ويرقب مسيرة الأردن وما تحقق خلالها من المكاسب والطموحات والانجازات ، وتمثل أمامه القيادة الهاشمية الصادقة الأمينة القدوة والأسوة والقوة الدافعة للمنعة والتقدم والعقل الموجه لمسيرة الخير على كل صعيد .
وقد نذر الهاشميون أنفسهم لمجد الأمة العربية ولمجد الأردن فكانوا رمزاً للاستقلال وعنواناً للعزة والسيادة وبقي الجيش العربي قرة عين قادته وسياجاً منيعاً يحمي الاستقلال وكان الشعب بكل فئاته ظهير الجيش فكانوا محور التغيير وأداة التطور والنماء.
والاستقلال إنجاز أردني أصيل حصنه الهاشميون بالأمل وبالعمل، ببوصلة الحكمة وبعْد النظر وعمْق الرؤية والوعي المستنير.
وفي ذكرى الاستقلال نرفع جبيننا عالياً ونمشي على ترابٍ طهورٍ متعطرٍ بأرواح شهداء المعارك الخالدة ونرفع بأيادينا عالياً فرحين بوطنِ الصّمودِ ووطنِ الإنجازات وبلد الكرم والجود والعزّ والفخر.
حمى الله الأردن عزيزاً أبياً وحفظ الله أبناءه من كل سوء وسدد على طريق الخير والفلاح خطى جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني بن الحسين وأبقاه ذخراً وسنداً للوطن والأمة وقائداً ورائداً لمسيرة الخير والعطاء.
* منسق وحدة الشراكات والعمل التطوعي هيئة شباب كلنا الأردن