محمد الفرجات يكتب: ثلاثة أشهر مصيرية أمام العالم، ودور ملكي حاسم
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/24 الساعة 17:29
كتب أ.د. محمد الفرجات
في حديث شيق ضمن تهاني العيد لهذا اليوم مع صديقي عطوفة م. محمد أبو الغنم رئيس مفوضية البترا سابقا، وحيث تناولنا أخبار العالم والفيروس المستجد، تحدثت عن الأشهر الثلاثة القادمة حزيران وتموز وآب من عام 2020، وقلت بأنها أشهر مصيرية وحاسمة أمام العالم وسكان كوكب الأرض.. لماذا؟
السبب يتعلق بما سيأتي بعد شهر أيلول من نفس العام، والذي تفصلنا عنه ثلاثة أشهر فقط، حيث سيدخل موسم البرد، والنذر تشير إلى موجات قد تكون أكثر عنفا من إنتشار الفيروس وأثره على البشر، فهل إستعد العالم، وهل لديه خارطة طريق واقعية وقابلة للتطبيق للتعامل مع ذلك؟
الفيروس الذي ظهر فجأة يتطور بنفس السرعة التي ظهر فيها، وتظهر منه سلالات وطفرات، والمفاجآت واردة، ومراكز البحث العالمية تقف عاجزة فقط،
وكل ذلك أمام أخبار ونتائج سباق عن تصنيع علاج ولقاح للمرض، وكلها تحتاج سنوات لتثبت فاعليتها من ناحية، وقلة آثارها الجانبية من ناحية أخرى، وذلك أمام قطاع صحي لم يتنفس الصعداء بعد، ولم يرمم ويطور ذاته ليتعامل مع الوباء،
يرافق ذلك موسم العودة للمدارس في كل العالم، وموسم عودة الدراسة الجامعية، والقبول والبدء بالدراسة الجامعية كذلك لخريجي الثانوية العامة، والعالم لم يحسم أمره بعد نسبة للتعليم عن بعد وجدواه وبناه التحتية، ووزارات التعليم والتعليم العالي لم تحسم أمرها بعد، وما زالت تبني نماذجها على إنحسار الفيروس والتعافي،
الدول التي طبقت خيار الحظر والعزل باتت تخشى أنها قد تغدو وحيدة بلا مناعة مجتمعية مما سيعزلها عن العالم، والدول التي طبقت خيار مناعة القطيع لا تعلم إن كان خيارها صائباً، فالكرة تتدحرج،،، فلا نعلم بعد إن كان الفيروس يعاود إصابة من تعافى منه، ولا نعلم جيدا ما يترك من آثار على الرئة والكلى وغيرها من أعضاء وأجهزة البشر، ولم تجد منظمة الصحة العالمية طريقها للخيار الأفضل،
الغذاء العالمي بعد الحظر تناقص، والدول المنتجة ستوقف جزئيا أو كليا التصدير لتحقيق الإكتفاء الذاتي، وهذا سيرفع ثمن الأغذية، وقد تصل الأمور للشح والمجاعات لا قدر الله تعالى، ولم نسمع بعد عن حلول من منظمات الأغذية والزراعة،
الحظر جفف منابع السيولة المالية عالميا، وأوقف النقل والسياحة، وحد من التبادل التجاري، وأدى لفقدان الوظائف، ولا يوجد مؤتمر عالمي إقتصادي واحد تطرق لشيء،
نستغرب كثيرا ونستهجن إختفاء منظمي المؤتمرات العالمية الإقتصادية والعلمية المختلفة، وغيرها، فأين تبخروا أمام هذه الجائحة، ولماذا لا نسمع صوت العالم وكيف سيدير أموره في الأيام القادمة؟
السؤال ببساطة، أين دور المنظمات العالمية، أين دور مفكري العالم، أين دور المجالس الدولية المختلفة؟
الوحيد الذي حاول وما زال يحاول جمع كلمة العالم لمواجهة الكارثة هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وجدير بالدوائر المختصة في مكتب جلالته وبمستشاريه وبسفاراتنا في الخارج دعم وإسناد هذا الدور الملكي العالمي المشرف، بمزيد من المراسلات على كافة الأصعدة، وصولا إلى قرارات حاسمة تنقذ الكوكب وسكانه، وقبل دخول الشتاء القادم.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/24 الساعة 17:29