زيد الفايز يكتب: التعلم عن بُعد

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/21 الساعة 00:21

الدكتور زيد غالب الفايز

‏ الأردن يمتلك‏ ‏طاقات أردنية شابه قادرة على العمل والإبداع وهذا مثبت من خلال تصدير الأردن للطاقات البشرية ذات الكفاءات التعليمية العالية لدول العالم.‏ وعليه فلابد للحكومة الأردنية من تسخير هذه الطاقات للإستثمار في تطوير مناهج التعليم و التعلم عن بعد. استطاعت وزارة التربية والتعليم ‏والجامعات خلال جائحة كرونا والأزمة الحالية من إيجاد الحلول لإستكمال السنة الدراسية للطلبة من خلال التعلم عن بعد. وكانت هذه الخطوة بمثابة بداية موفقة في وضع حجر الأساس لهذا المشروع الذي كان سيستغرق سنوات من العمل وسيتطلب ميزانية كبيرة ولكن رب ضارة نافعة فاستطاعت الدولة من تحقيق هذا الهدف في وقت قصير لتتعامل مع الوضع الحالي. وحيث أن هذا الاستثمار يجب أن يستمر في مسألة التعلم عن بعد‏لما له من فائدة تعود على الطالب والمعلم ‏حيث أن أبنائنا الطلبة لم ‏ينقطعوا عن ممارسة ‏حقهم التعليمي، فهنا يجب على وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي أن تعملا على تطوير هذا البرنامج وإستدامة التعلم عن بعد. وبهذا الأسلوب تستطيع الدولة أن تضمن‏أن المدارس النائية ‏ومن خلال هذا البرنامج قادرة على أن تتواصل مع مدارس أخرى أو مع مدرسين قادرين على تغطية النقص الحاصل في بعض المواد التعليمية. ‏و الجدير بالذكر أن الأردن متقدم جدا في مجال نظم المعلومات الإلكترونية وشركات الإنترنت تستطيع أن تدعم هذه الفكرة الرائدة التي هي ليست فقط لتقوية المدارس النائية ‏وإنما لتجعل شبكة تواصل التعليم متاحة لجميع مدارس المملكة مع بعضها البعض. وبهذا يستطيع اخوتنا المعلمين ‏‏من ‏دمج حصة من المواد الاساسية مثل الرياضيات أو الفيزياء أو العلوم أو أي مادة أخرى وبثها على شبكة التعليم المتاحة من وزارة التربية والتعليم ‏ليستفيد منها اكبر عدد‏من أبنائنا الطلبة وهذا ينطبق على طلبة الجامعات أيضا. ‏تعتبر هذه التجربة الأولى للتعلم عن بعد والتي كانت نتيجة للإستجابة لهذا الوباء و‏ في أي تجربة يكون هناك فرص وتحديات نريد أن ‏نركز عليها حتى نتفادى في المستقبل العثرات التي حصلت في استخدام هذا البرنامج الحالي ومن بعض هذه التحديات ما يلي:

الحاجة إلى بنية تحتيّة، من حيث توفّر أجهزة حاسوب، وسرعة عالية للاتصال بالإنترنت.

ضعف دافعيّة الطلاب نحوَ التعلّم، بسبب قضاء الكثير من الوقت أمام شاشة الحاسوب والمواقع الإلكترونيّة.

صعوبة التقييم مما يخفّض مستوى الإبداع والابتكار في الإجابات في الامتحانات، حيث يكون على الطالب أن يجيب بإجابة نموذجية، وليس هناك مجال لمناقشة الإجابة أو فهمها بطريقة مختلفة.

الحاجة إلى وجود متخصّصين لإدارةِ أنظمة التعليم الإلكتروني، فهو نظامٌ غير بسيط ويحتاج إلى دراسة وذكاء في التنفيذ والتطبيق.

فقدان عامل الحوار والنقاش الفعال في العمليّة التعليمية، وحيث أنّ العديد من الطلاب غير قادرين على التعبير عن أفكارهم كتابيّاً، فهم بحاجة إلى التواصل عن طريق الحوار المباشر للتعبير عن أفكارهم.

أما فرص وإيجابيات التعلم عن بعد فهي كالاتي:

التعلم عن بعد يوفر سهولة وسرعة التواصل بين المعلّم والطالب في أوقات مختلفة، حيث تتوفّرُ العديد من وسائل التواصل الفوريّ عن بعد.

فرصة التنوع في أساليب التعليم وملائمتها للطلبة بحيث تتناسب وقدرات الطلبة المختلفة وتسمح بتقديم مواد و واجبات بدرجات متفاوته لتفي بالغرض.

توفر المادّة التعليميّة بشكل مستمر مما يمكن الطالب من العودة لها في اي وقت وأي مكان مما أعطى الطلبة الحرية لتنسيق الوقت ولإنجاز مهام أخرى في حين يتم إنجاز مهام الدراسة والواجبات المنزلية حسب تفرغهم.

ومن هنا يجب على كافة المدارس والجامعات في الأردن العمل على تطوير هذا المفهوم الجديد للتعلم عن بعد لما فيه مصلحة الطالب والمؤسسة التعليمية. ويجب العمل على استدامة هذا ‏‏المفهوم الجديد ‏والذي يتم حاليًا استخدامه في دول عده منذ اكثر من عقدين من الزمن. ولكن لابد من توخي الحذر ووضع مقاييس ومعايير لضمان جودة التعليم حتى يتم ضبط أسس هذه التقنية والحفاظ على الكفاءات التعليمية والموارد البشرية.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/21 الساعة 00:21