وزارة الشباب الغائب عن العمل الشبابي
مدار الساعة – يتواصل تراجع دور وزارة الشباب منذ اكثر من عقد وخصوصاً بعد التخبط الحكومي بين الالغاء والالغاء حيث مرة يحل اسم الوزارة بدل المجلس الاعلى للشباب الذي حل محل وزارة الشباب في العام 2001 ثم العودة الى المجلس وأخيراً الى الوزارة.
مثل هذا التخبط، ليس له تفسير سوى عدم اهتمام الحكومة، سواء كان مجلساً او وزارة، وربما لو لم ينبّه الملك الى ضرورة الالتفات الى الشباب، لما تم تعيين رئيس او وزير.
كلنا يعرف ما هو الخطأ الذي وقعت به الحكومة عندما تعين الدكتور محمد نوح القضاة وزيراً مع انه لم تكن هناك وزارة وانما مجلس اعلى للشباب ، وتكرر الخطأ الفادح بتعيين الوزير رامي وريكات، دون ان يكون هناك الغاء للمجلس، وقبل مجيء الوزير الحالي حديثة الخريشا.
المواطن الاردني والمتابع لوزارة الشباب ومن قبلها المجلس الاعلى للشباب في السنوات العشر الأخيرة يشعر بحرقة لتراجع العمل الشبابي فما كان يقوم به المجلس والوزارة خلال هذه السنوات من نشاطات ليس له اي تأثير او تفعيل لدور الشباب انفسهم، حتى اننا نرى اخباراً وصوراً للمسؤولين وليس للفئات المستهدفة في هذا القطاع الكبير.
ما هي النشاطات والبرامج التي قامت بها الوزارة ومن قبلها المجلس، بحيث نرى مشاركة شبابية تؤكد اننا نملك شباباً ينصرف الى الجامعات دون ان يكون هناك عنف بين حين وآخر، شباباً يقدم خدمة في العمل التطوعي، زراعة اشجار او صيانة مرافق ، او مشاركة في حل أزمة السير، شباباً ينظم ندوات ، يتحدث فيها لا ان يكونوا طلاباً في المرحلة الأساسية وهم يصغون لمحاضر لا يملك من الثقافة وفن الحوار سوى سرد سيرته الذاتية او الحديث بأمور عفا عليها الزمن.
شباباً ليس لهم دور في الانتخابات البرلمانية، بينما يظهر دورهم في عنف الانتخابات الجامعية، وليس لهم دور في القضايا السياسية، لأنهم عازفون عن الالتحاق بالأحزاب اياً كان شكلها، والسبب ان الوزارة والجهات المعنية لم تنجح في نزع رعب الالتحاق بتلك الاحزاب او اقناعهم بأنهم هم القادرون على احداث التغيير.
اين الوزارة من نقل الشباب من المقهى الى المركز الشبابي او المرافق الشبابية، واين هي من توعية الشباب وابعادهم عن التطرف او العنف وكل اشكال الانغلاق الفكري، والابتعاد عن الانحراف وتعاطي المخدرات وحتى التدخين، اذا كانت المحاضرة او الندوة تدار بالطريقة التقليدية؟
وزارة الشباب في حيرة من أمرها، هل هي تشجع على الرياضة من خلال مسؤوليتها في التأسيس، هذا ليس دورها بعد ان اخذت الاندية سياسية الاحتراف، او الأهلية المجتمعية منذ عقود طويلة.
هل دعوة وزير الشباب لأن تكون المراكز الشبابية جاذبة كافية، وكيف ؟! هذه دعوة نادى بها كل من تولى رئاسة المجلس الاعلى وتولى الوزارة وزير ، ولم يكن هناك خطوة واحدة، فالمراكز عاجزة ان تكون بيئة تجذب الفئات العمرية المبكرة والنشء قبل الالتحاق بالجامعات.
لا نسمع بوزارة الشباب كمؤسسة مهمة في رعاية او صناعة الموهوبين ثقافياً وفنياً وسياسياً او اي نوع من انواع المواهب، كالشاعر او العازف او المسرحي ...الخ.
ولتأكيد غياب وزارة الشباب عن المشهد ، فقد نظم منتدى الفكر العربي اعمال المؤتمر الشبابي العربي برعاية سمو الامير الحسن بن طلال دون ان يكون للوزارة مشاركة كجهة معنية في قطاع الشباب، ما يدل على ان الوزارة وكأنها لوحة معدنية مخطوط عليها وزارة الشباب وأُخرى مخطوط عليها المجلس الاعلى للشباب، كل منهما جاهزة لحمل اسم الشباب عند تشكيل الحكومات فيما دور الوزارة او دور المجلس غير موجود على ارض الواقع.. هذا هو الواقع الشبابي.