لمحة عن آثار كوفيد 19على حقوق النساء والفتيات
إطلاق تقرير التقييم السريع - لمن يجرؤ على السؤال: استمع ثم باشر العمل: لمحة عن آثار كوفيد 19على حقوق النساء والفتيات والصحة الجنسية والإنجابية
مدار الساعة - إن جائحة كوفيد-19 غير المسبوقة، قد غيرت بشكل كبير حياة الملايين من النساء والرجال والفتيات والفتيان في جميع أنحاء العالم.
وقد تأثر الأردن مثله مثل غيره من دول العالم بهذه الجائحة، وهو البلد الذي يستضيف أكثر من 700,000 لاجئ في منطقة يسودها عدم الاستقرار، لذا تأثر الأردن بشدة بهذه الجائحة التي ألقت بظلالها على نظامه الاقتصادي والاجتماعي.
لذلك عمد صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن في شهر نيسان الماضي وبالتنسيق مع بلان انترناشونال (Plan International) ومعهد العناية بصحة الأسرة (IFH) التابع لمؤسسة نور الحسين على إجراء تقييم سريع لوضع كوفيد-19 في الأردن.
وكان الغرض العام من هذا التقييم السريع هو قياس تأثير الجائحة على العنف المبني على النوع الاجتماعي والصحة والحقوق الجنسية والإنجابية بين اليافعات في الأردن، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة.
وقد أظهرت نتائج التقييم أن القيود التي فُرضت بسبب الوباء أدت إلى تخوف من مستقبل مجهول، إلى جانب التوتر وغيره من المخاطر الصحية والنفسية التي تواجهها النساء والفتيات، وفي ذات الوقت الذي تواجه الكثير منهن أصلاً تحديات كبيرة من عدم المساواة بين الجنسين والتمييز المبني على النوع الاجتماعي.
وقد ازداد العنف المبني على النوع الاجتماعي - وخاصة العنف المنزلي - أثناء الوباء: حيث أشار 69 في المائة ممن شملهم التقييم ومن المبلغين الرئيسيين من مقدمي الخدمات إلى زيادة العنف المبني على النوع الاجتماعي منذ بدء انتشار الوباء.
وكما هو الحال في البلدان الأخرى التي يعمل فيها صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن الاعتداء النفسي والجسدي - الذي يرتكبه غالبًا الشريك (الزوج) أو أي فرد من أفراد الأسرة - كان أكثر أشكال الإساءة شيوعاً.
إن تقليص خدمات ومستلزمات الصحة الجنسية والإنجابية، يعني أن تخاطر النساء والفتيات بفقدان السيطرة على أجسادهن، وذلك يعني فقدانهن السيطرة والقدرة على التحكم في حياتهن ومستقبلهن.
وباختصار، فإن حقوق النساء والفتيات والشباب مهددة بشكل كبير بسبب الوباء، وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات حازمة ومنسقة من جانب كل من الأمم المتحدة والمجتمع المدني والحكومة والجهات المانحة لضمان حماية وتمكين النساء والفتيات في الأردن.
أوضحت انشراح أحمد، الممثلة الجديدة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن: "سيواصل الصندوق تقديم خدماته للمجتمعات المحلية من خلال منظمات المجتمع المدني، وذلك لدعم جميع الناجين من الاعتداء والعنف المبني على النوع الاجتماعي وتنويع نهجنا للتكيف مع تعقيدات بيئة العمل بسبب الوباء"، وأضافت: " كما سيعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن بالشراكة مع الحكومة الأردنية وجميع شركائنا على ضمان أن تكون الأولوية هي للتصدي للعنف المبني على النوع الاجتماعي وعلى تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية كعمل منقذ للحياة خلال فترة الحجر الصحي الحالية وفي سياق حظر التجول داخل الأردن."
من جانبها قالت منى عباس، مديرة منظمة بلان إنترناشونال- الأردن: "من المهم جداً خلال هذه الأوقات الحرجة أن نواصل تسليط الضوء على القضايا التي تتعرض لها الفئات الهشة من مجتمعنا كالفتيات والشابات.
فهن لا يواجهن التهديدات الصحية المباشرة التي يشكلها الوباء فحسب، بل سيتأثرن أيضًا بشكل خاص بالآثار الثانوية له كما هو الحال أثناء فترة الإغلاق، حيث يكن أكثر عرضة للمعاناة من العنف المبني على النوع الاجتماعي، فضلاً عن عدم تمكنهن من الحصول على حقوق الصحة الجنسية والإنجابية."
وتابعت: "ستواصل منظمة بلان إنترناشونال وضع احتياجات الفتيات والشابات وحقوقهن في صميم جهودنا للاستجابة لأزمة كوفيد-19 من أجل ضمان سلامتهن ورفاههن.
وذلك من خلال العمل مع المجتمعات المحلية والحكومة والشركاء، كما ستساعد منظمة بلان إنترناشونال على ضمان إبراز حقوق جيل الشباب وحمايتها وإدراجها في خطط الاستجابة المستمرة في الأردن."
وبين الدكتور إبراهيم عقل، مدير معهد العناية بصحة الأسرة: "سيواصل معهد صحة الأسرة المساهمة في الجهود الوطنية في الاستجابة لتبعات كوفيد-19 وخاصة توفير الوصول الآمن إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، والتصدي للعنف الجنسي المبني على النوع الاجتماعي للفئات الأكثر ضعفاً من مجتمعات اللاجئين والمجتمعات المضيفة".