وزير الأوقاف يستذكر يوم فتح مكة: رسالة المسلم الإصلاح لا الإنتقام
مدار الساعة - قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة إن المؤمن يجتهد في شهر رمضان المبارك أكثر من غيره من الشهور اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يزيد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان المبارك. واضاف خلال إلقائه خطبة الجمعة من مسجد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخص العشر الأواخر بالأعمال لأنه كان يلتمس ليلة القدر بهذه العشر، وكان عليه الصلاة والسلام يقيم هذه الليالي، والعلماء يكادون يرون أنها في الوتر من العشر الأواخر، وبمختلف الروايات على أنها من أوتار العشر الأواخر.
وأشار الخلايلة إلى أننا اليوم نجد تناحرا على مواقع التواصل الإجتماعي، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يحسن ختام شهر رمضان المبارك من خلال قيام هذه الليالي المباركة، وكان يقيم الليل ويوقذ أهل بيته، وحثنا عليه السلام كما روت عائشة رضي الله عنها أن نردد الدعاء" اللهم انك عفوا كريم تحب العفو فاعفوه عنا". ومن هنا فإن الإنسان مكلف برسالة، ويجب عليه أن يلتزم بهذه الرسالة ويطبقها. وكان عليه الصلاة والسلام يمر بظروف صعبة من الفقر، ولكن ذلك لم يكن يمنعه من بناء أمة، ونتذكر في هذه الأيام فتح مكة، الذي يجسد صورة جلية لبناء الحياة، وإقامة الحق، وحب الإنسان لأخيه الانسان، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة بعزة، وكان سعد بن عبادة يقول اليوم هو يوم الملحمة ، فرد عليه السلام بل اليوم يوم المرحمة لأن رسالته ليست رسالة الانتقام، وانما هي رسالة التسامح والمحبة، وهذه رسالة المسلم بالرغم مما فعل أهل مكة بحق النبي عليه السلام وبحق الصحابة رضي الله عنهم من أذى وطرد وتنكيل واعتداء.
ولفت الخلايلة إلى أن فتح مكة واعتلاء بلال رضي الله عنه الكعبة مؤذنا هو عزة للأمة، وجاء نتيجة صبر كبير وجهد عظيم وثمان سنوات من الهجرة، فالنصر لا يأتي بسهولة بل يحتاج إلى جد واجتهاد ونحن نحتاج اليوم إلى الجد والاجتهاد في مواجهة فيروس كورونا والصبر وتحمل المسؤولية. وأضاف الخلايلة أن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم، وانما ينظر إلى قلوبكم، مشيرا إلى أن حياة الإنسان في الحديث الشريف أعظم عند الله تعالى من حرمة الكعبة، ونحن اليوم نعيش هذا الوباء وننادي بالآذان صلوا في بيوتكم هو حفظ لحياة الناس من الوباء، منوها إلى أننا نريد اليوم من صلاة الناس في البيوت ومنع الاجتماعات العامة، والالتزام بالتعليمات الرسمية هو حفظ لحياة الناس، وحماية أرواحهم، وهو ما حثنا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مختلف الحالات التي مر بها. وختم الخلايلة خطبة الجمعة بالدعاء إلى الله تعالى بأن يحفظ الأردن وجلالة الملك وولي العهد وقواتنا المسلحة الأردنية الجيش العربي والأجهزة الأمنية وكل من بذل جهدا أو ساهم أو تبرع في خدمة الوطن وأبنائه، وأن يرفع البلاء عن بلادنا والعالم أجمع.