كمال زكارنة يكتب: المشروع صهيوني والحماية امريكية

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/15 الساعة 01:52
/>الكاتب : كمال زكارنة
ذكرى النكبة الفلسطينية ليست مجرد عدّ سنوات تمضي واحدة تلو الاخرى ،لننتظر التالية ونقلب العداد ،بل انها سنين طويلة اصبح مجموعها اثنتين وسبعين سنة ،شكلت بمجموعها مراحل ومسيرات من النضال والكفاح الوطني للشعب الفلسطيني ،ارتقى خلالها اكثر من مئة الف شهيد ودخل المعتقلات الصهيونية اكثر من مليون مناضل ،وجرح الملايين وتشرد وتهجر قسرا اكثر من نصف الشعب الفلسطيني البالغ تعداده حوالي اربعة عشر مليون نسمة ،كما ازيلت العديد من المدن والقرى الفلسطينية عن وجه الارض بفعل الارهاب والاجرام والاغتصاب الصهيوني ،الذي توفر الادارة الامريكية له الحماية السياسية والعسكرية والقانونية والاقتصادية ،وكل متطلبات الدعم والاسناد المادي والمعنوي واللوجستي.
النكبة الفلسطينية ليست مناسبة للطم والبكاء والنحيب ،انها مناسبة لتجديد التأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية التاريخية والدينية الثابتة في ارض اجداده وآبائه ،وتجديد الدم المقاوم ضد الاحتلال الصهيوني وادواته ومخططاته العدوانية التوسعية وحاضنته الولايات المتحدة الامريكية ،والاعلان من جديد استمرار النضال ومواصلة الكفاح حتى استعادة الحرية وتحقيق الاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس ،ومناسبة لرفض صفقة القرن التصفوية ورفض ضم اي شبر من الاراضي الفلسطينية المحتلة للكيان الغاصب مهما بلغ حجم الدعم والتأييد الامريكي للضم ،ومناسبة للكشف عن جيل فلسطيني جديد ينتشر في كل بقاع الارض واولها فلسطين ،يقبض على تراب الوطن بأسنانه واظافره واياديه وعقله وفكره وقلبه وعيونه وبكل حواسه ،ويرفض الاحتلال وحلفاءه ،ليخبر المحتلين الصهاينة والامريكان المتصهينين ،بأن فلسطين لم ولن تنسى فهي في القلب والوجدان ،وكلما ابعدتنا المسافات عن الوطن فلسطين ،يزداد تشبثنا بالوطن وحبنا له واصرارنا على تحريره وتنظيفه من رجس وبراثن الاحتلال وبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
وفي ذكرى النكبة مناسبة لتجديد الاصرار على الصمود في كل شبر من ارض فلسطين من رأس الناقورة شمالا وحتى رفح جنوبا ،مهما بلغت التضحيات ومهما استخدم العدو المحتل من ادوات القمع واساليب العنصرية البغيضة التي تعتبر نهجه الدائم
في ذكرى النكبة يفتح كل فلسطيني عيونه اينما وجد ويوجهها نحو فلسطين ،ويجدد العهد والوعد والقسم على الاستمرار في النضال والكفاح من اجل العودة والتحرير والاستقلال
ذكرى النكبة مناسبة للمراجعة والتقييم للاعوام السابقة ،ماذا فعلنا واين نجحنا واين أخفقنا ولماذا وحصر الاسباب ،والاستفادة منها في المراحل القادمة.
اجمل ما في الشعب الفلسطيني نضاله وكفاحه وتضحياته الجسام وصموده في ارضه ووطنه وتمسكه بحقوقه كاملة ،وعدم نجاح العدو الصهيوني المحتل في تهويد اسرة فلسطينية واحدة او حارة في قرية فلسطينية او حي في مدينة فلسطينية او زقاق في مخيم فلسطيني ،رغم امتلاكه واستخدامه كل ادوات الترهيب والترغيب والضغوط والاغراء ..فالاحتلال الى زوال والبقاء للشعب الصابر الصامد المرابط المناضل المدافع عن حقه وارضه ووجوده.
  • مال
  • لب
  • قانون
  • اقتصاد
  • الدين
  • اعلان
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/15 الساعة 01:52