بلال التل يكتب: اشتم.. يسترضونك
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/11 الساعة 23:52
بمناسبة عامها السادس, سألني صديق ماهي أهم العقبات التي واجهتكم في جماعة عمان لحوارات المستقبل, فقلت له: أننا منذ البداية كنا ندرك أننا نسلك درباً وعراً, فالوقوف إلى جانب الأردن الدولة والوطن ليس بالأمر السهل, في ظل انقلاب المفاهيم في مجتمعنا, ففي كل بلاد الدنيا يخجل من نفسه, ويتوارى عن الأنظار من لا ينحاز إلى دولته ومؤسساتها, إلا في بلدنا, فالمدافع عن مؤسسات الدولة وإنجازاتها, يتحول إلى متهم ويوصف بـِ "السحيج" أو أنه مع الحكومة, أو "بالقبيض" وأسوء مافي هذه التهم أن الذين يطلقونها, لا يخجلون من تمويلهم الخارجي, المعلن منه والمخفي, ومثل الذين لا يخجلون من تمويلهم الاجنبي, اولئك الذين لا يستحون من "التسحيج" لدولة غير دولتهم, فكثيرة هي المعارك التي دارت في بلدنا, عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنابر, واحياناً الصحف بين أنصار أردوغان وخصومه, أو بين أنصار إيران وخصومها...وقائمة المعارك التي دارت في الأردن بين انصار هذه الدولة وتلك الدولة طويلة, وكأن الدفاع عن كل دول العالم وحكوماتها مباح, لكنه محرم على الدولة الأردنية وأبنائها.
لم يكن هؤلاء جميعاً مشكلتنا, ولم يدخلوا في حساباتنا, لكن مشكلاتنا الحقيقية, كانت مع مؤسسات الدولة, فبعض القائمين على هذه المؤسسات غير معنيين بالدفاع عنها, ولا عن الدولة وسياساتها, وكل ما يعنيهم هي المكاسب من مواقعهم, والاخطر من ذلك ان الكثيرين منهم ليس لديهم تصوراً, وقبل ذلك استعداداً لشرح سياسات الدولة ومواقفها, فمابالك بخوض المعارك دفاعاً عنها. أما بعضهم الآخر فمشغول باسترضاء خصوم الدولة, ومنتقديها وشراء سكوتهم, حتى صار من الشائع أنك إذا أردت الحصول على مكاسب فما عليك إلا أن تلجأ إلى مهاجمة "الدولة"وشتم أجهزتها ومؤسساتها, ورجالاتها،عند أذن سيهرع لاسترضائك من تشتمهم, وقد تلقينا الكثير من النصائح بأن نلجأ الى هذا الاسلوب, الذي رفضناه لأننا لا نبحث عن مكاسب شخصية, بمقدار ما نمارس قناعات أولها الإيمان بالأردن وطنا ودولة، لذلك نسعى لملىء حالة الفراغ، خاصة على صعيد الانتماء، وعلى الصعيدالفكري في أوساط شرائح أردنية مختلفة، أبرزها فئة الشباب, وهو الفراغ الذي شكل مدخلاً للكثير من الأفكار السلبية والمتطرفة التي صار لها حضورها في مجتمعنا, مثلما عملنا ونعمل على محاربة حالة الاحباط والتشاؤم في بلدنا, من خلال تسليط الضوء على المنجز الوطني, وهو كبير لكنه غير معروف بالنسبة للغالبية الساحقة من أبناء وطننا, لأن أدوات التعريف به قاصرة, ولأن القائمين عليها مشغولين بذواتهم عن أداء مهتمهم. خلاصة القول اننا مجموعة من الرجال والنساء أختاروا الإنحياز إلى الوطن, وسيواصلون مشوارهم في هذا الإنحياز, رغم خذلان الكثيرين ممن يجب أن يقفوا إلى جانبنا, آملين أن لا يأتي اليوم الذي نضطر فيه إلى استخدام مخالبنا, وتوظيف معلوماتنا في تعرية الكثيرين, ممن يتخلون عن ادوارهم في الدفاع عن دولتنا, من خلال بناء المؤسسات لا من خلال استرضاء الشتامين. الرأي
Bilal.tall@yahoo.com
لم يكن هؤلاء جميعاً مشكلتنا, ولم يدخلوا في حساباتنا, لكن مشكلاتنا الحقيقية, كانت مع مؤسسات الدولة, فبعض القائمين على هذه المؤسسات غير معنيين بالدفاع عنها, ولا عن الدولة وسياساتها, وكل ما يعنيهم هي المكاسب من مواقعهم, والاخطر من ذلك ان الكثيرين منهم ليس لديهم تصوراً, وقبل ذلك استعداداً لشرح سياسات الدولة ومواقفها, فمابالك بخوض المعارك دفاعاً عنها. أما بعضهم الآخر فمشغول باسترضاء خصوم الدولة, ومنتقديها وشراء سكوتهم, حتى صار من الشائع أنك إذا أردت الحصول على مكاسب فما عليك إلا أن تلجأ إلى مهاجمة "الدولة"وشتم أجهزتها ومؤسساتها, ورجالاتها،عند أذن سيهرع لاسترضائك من تشتمهم, وقد تلقينا الكثير من النصائح بأن نلجأ الى هذا الاسلوب, الذي رفضناه لأننا لا نبحث عن مكاسب شخصية, بمقدار ما نمارس قناعات أولها الإيمان بالأردن وطنا ودولة، لذلك نسعى لملىء حالة الفراغ، خاصة على صعيد الانتماء، وعلى الصعيدالفكري في أوساط شرائح أردنية مختلفة، أبرزها فئة الشباب, وهو الفراغ الذي شكل مدخلاً للكثير من الأفكار السلبية والمتطرفة التي صار لها حضورها في مجتمعنا, مثلما عملنا ونعمل على محاربة حالة الاحباط والتشاؤم في بلدنا, من خلال تسليط الضوء على المنجز الوطني, وهو كبير لكنه غير معروف بالنسبة للغالبية الساحقة من أبناء وطننا, لأن أدوات التعريف به قاصرة, ولأن القائمين عليها مشغولين بذواتهم عن أداء مهتمهم. خلاصة القول اننا مجموعة من الرجال والنساء أختاروا الإنحياز إلى الوطن, وسيواصلون مشوارهم في هذا الإنحياز, رغم خذلان الكثيرين ممن يجب أن يقفوا إلى جانبنا, آملين أن لا يأتي اليوم الذي نضطر فيه إلى استخدام مخالبنا, وتوظيف معلوماتنا في تعرية الكثيرين, ممن يتخلون عن ادوارهم في الدفاع عن دولتنا, من خلال بناء المؤسسات لا من خلال استرضاء الشتامين. الرأي
Bilal.tall@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/11 الساعة 23:52