عصام قضماني يكتب: وكالات التصنيف: تخفيضات كاسحة!

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/11 الساعة 02:00

الحقيقة ان الاقتصاد العالمي كله في حالة انهيار .. فقد أطفأته جائحة كورونا او كما يقال بالإنجليزية "shot down“ فما الرسالة التي تريد ان تبعث بها وكالات التصنيف.

الآثار الاقتصادية للجائحة كارثية وعصية على التوقع حتى ان مؤسسات دولية مثل البنك وصندوق النقد الدوليين عدلا توقعاتهما اكثر من مرة في اقل من شهر.

وحتمًا ستسلك وكالات التصنيف الأسلوب نفسه لان التطورات اسرع من التوقعات .

اذا كان مرضيا لوكالات التصنيف فان الديون العالمية ستتضاعف بأكثر مما هو قبل الجائحة وكان بلغ إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي 322%، وحجمه بلغ 252.6 تريليون دولار.

كان على وكالات التصنيف الائتماني ان تتأنى او تصمت الى ان تنزاح هذه الجائحة ومنح الاقتصاديات فرصة للتعافي لان اوضاع الاقتصادات العالمية ليست طبيعية والقياس على ادائها الراهن ليس طبيعيًا.

وكالة فيتش للتصنيف الائتماني صنفت الاقتصاد الأردني عند BB- بنظرة مستقبلية سلبية والوكالة قررت تخفيض الوكالة للتصنيف الائتماني لعدد غيرمسبوق من دول العالم بسبب الازمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن جائحة كورونا.

لم تأت الوكالة بجديد حول تاثير الجائحة على الإيرادات الحكومية بسبب إغلاق القطاعات الاقتصادية منذ شهر آذار وتاخير الضرائب للشركات والافراد، مما سيؤدي إلى توسيع العجز، وزيادة نسبة دين الحكومة العامة الى الناتج المحلي الاجمالي من حوالي 81% في نهاية 2019إلى حوالي 91% في 2020.

سيحصل الاْردن على المساعدات والمنح وحتى القروض المتفق عليها ومن الطبيعي ان تضيق القدرة على حصول الاردن على قروض جديدة مستقبلًا ليس لسبب يتعلق بالأردن بل لان سوق التمويل سيكون ضيقا جدا والمنافسة للحصول على تمويل بين الدول ستكون محمومة ومن الطبيعي ان يتأثر عجز الميزان الجاري بسبب انخفاض عوائد السياحة، لكن انخفاض أسعار النفط وتوقف سفر الأردنيين الذي يكلف نحو مليار دولار وزيادة الصادرات وتراجع المستوردات سيكون في مصلحة الميزان الجاري للأردن وهو ما سيكون ايضا لمصلحة احتياطيات البنك المركزي واستقرار المدفوعات الخارجية.

تخفيض التصنيف قد يؤثر على سعر الفائدة في حالة الاقتراض الخارجي ، لكن مثل هذا الاقتراض لن يحصل لان الاقتراض سيكون محدودا جدا وربما لن يكون متاحًا قبل العام المقبل .

التصنيف الائتماني ضروري لطمأنة المستثمرين العالميين لكن حركة الاستثمار لن تتحرر قبل تعافي الاقتصاد العالمي وتعويض الخسائر.

التصنيف مهم في الظروف الطبيعية لكن في ظل هذه الظروف ليس اقل من ان نأخذ علما به فقط.

الرأي

 

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/11 الساعة 02:00