القضاة يكتب: بين الطلبة وسائقي الشاحنات

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/08 الساعة 04:02
كتب: خالد القضاة يبدو ان الفاصل في صرامة الإجراءات الاحترازية بين عودة الطلبة ودخول سائقي الشاحنات هو قوة ونفوذ من يقف وراء كل طرف. فمن يقف وراء الطلبة، جسم غير منظم من اولياء امور اختاروا البحث عن فرصة تعليم لأبنائهم في دول شتى، وقدموا مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية، والتزموا بتعليمات العودة ودفعوا اسعارا مضاعفة لتذاكر السفر والاقامة والتنقل رغم انهم من يستحقون الدعم في هذه الظروف الاستثنائية. بالمقابل يقف وراء سائقي الشاحنات زمرة منظمة من المتنفذين، ففرضوا هم شروطهم على الدولة لتحقيق اعلى مكاسب على حساب جموع المواطنين، حيث رفضوا تفريغ الحمولات على الحدود "باك تو باك" او وجود سائقين لكل شاحنة، وقبلوا باجراء شكلي لفحص الكورونا على الحدود والتوقيع على تعهد صوري بالحجر المنزلي. هذه الشروط عظمت ارباح تلك الشركات والمتنفذين من ملاكها على حساب المواطن الذي يحلم بذاك اليوم الذي تعود فيه الحياة لطبيعتها لعله يعوض ما فاته من رمضان ويحتفل بالعيد.

يبدو ان الصراع سيبقى قائما بين القابضين على جمر الوطن وتضحية لأجله وبين متنفذين صنعوا من ضلوعنا وتضحياتنا سلما لبناء منظومة سرعان ما تختفي وقت المحن وتظهر فقط للمتاجرة بها. فمشكلتنا ليست بسائقي الشاحنات بل مع المنظومة التي تحركهم وتسهل تنقلهم والتي تجد في الحكومة مناصرين لها.
  • القضاة
  • كورونا
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/08 الساعة 04:02