نغوي اذ يرحل متأخراً !

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/07 الساعة 14:58



كتب : عبدالحافظ الهروط
الأعمار بيد الله، والسنين ليست بأعدادها، وإنما بأفعال اصحابها، فلهم ما لهم منها وعليهم ما عليهم فيها.
عدنان نغوي واحد من المئات الراحلين الذين تولوا ادارات الاندية، سواء في ايام العسرة وما أكثرها واشدها وطأة على مسؤوليها، او ايام الشهرة وهي قليلة في حسابات من لا يعرف تعب الأندية وشقاءها مهما كانت الانجازات.
لم اسمع على الصعيد الشخصي ان رئيساً واحداً قاد ادارة النادي الأهلي وكانت له مصلحة شخصية او حامت حوله الشكوك، ولكن ما تميّز به "ابو طارق" و- هذا ما احسبه واجتهد به - أن ضحكته العفوية وانفعاله السريع البريء، كانا كفيلين بإسقاط نظارته العريضة عن وجهه البشوش ( البشوش حتى وهو في لحظة غضب).
من خلال العمل الصحفي تعرّفت الى هذه الشخصية المحببة، فقد كان يقودنا نحن الزملاء بالدائرة الرياضية في (الرأي) بعد انتهاء العمل المتأخر، استاذنا جميعاً المرحوم نظمي السعيد الى القلعة البيضاء، وفي يوم من ايام الشهر الفضيل وكان في مباراة ترويحية بكرة السلة.
مثل تلك المناسبة، يكون فيها البطل داخل الملعب عدنان نغوي وهو يقوم بمخالفات و"مقالب" لإضحاك المشاهد واللاعبين الذين فقدوا لياقتهم وحاسية اللعبة لتقدم اعمارهم وكذلك الزملاء الاعلاميين الذين لا جهد لهم ولا خبرة في اللعبة و" أن شطارتنا فقط " بالكتابة وجلد اللاعبين والمدربين وادارات الاندية، كما كان يداعبنا بها الفقيد.
وفي سهرة رمضانية بالنادي الاهلي (كانوا اربعة) يجلسون الى الطاولة يلعبون الورق "الشدة" احدهم رئيس النادي نغوي وكان ( المغلوب الأخير) يُكلّف بدفع ثمن "الطلبية" وهي عادة ما تكون طبقاً من الحلويات ومشروبات ساخنة وباردة لهم ومن يلتف الى جانبهم.
هذه "الطلبية" ودعماً لميزانية النادي تكون مكلفة بعض الشيء، وأبناء الاهلي كرماء تجاه ناديهم وضيوفهم، وفي احد الأدوار كانت مؤشرات اللعبة تؤكد ان نغوي هو(المغلوب) لا محالة، فقال منافسوه والفرحة تغمرهم "ابو طارق .. الله يعينك على سدر القطايف" فضحك ضحكته المعهودة ورّد عليهم " تكرموا انا وصيت على 3 سدور من المحل الفلاني" كلفة الحبّة تعريفة ..انا ما بتعامل مع النادي".
الزميل الاستاذ سمير جنكات وكان مديراً للدائرة الرياضية، في (الرأي)، شارك الفقيد في مجلس الادارة، فكلفني بتغطية انتخابات الأهلي، كانت الأجواء محمومة ونغوي سيسلم الادارة لمن يخلفه وكانت توجهات الهيئة العامة لإلغاء كرة القدم للنتائج التي تهدده بالهبوط من موسم لآخر وللتكاليف الباهظة التي تصرف على الفريق.
نهض نغوي غاضباً من بين الجموع وقال : لو نلغي كل العاب النادي بما فيها كرة السلة صاحبة الانجازات، لن نلغي كرة القدم، وأضاف : النادي الذي ليس فيه كرة قدم ناد ليس موجوداً..كل الناس تحب اللعبة.
اقول رحل نغوي متأخراً، لأنه من رؤساء الاندية الذين افنوا اعمارهم في الخدمة العامة وحرموا انفسهم من الراحة وكان عملهم على حساب عوائلهم وحساب جيوبهم، ذلك ان الاندية "تقصّر العمر وتهد الحيل" أستغفر الله .. يرحمك الله أبا طارق.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/07 الساعة 14:58