مرحلة التعافي الاصعب والاخطر

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/07 الساعة 14:42
/>الكاتب : كمال زكارنة
مرحلة التعافي او ربع الساعة الاخير هي الاكثر صعوبة وخطورة ،وتحتاج الى المزيد من الدقة والحذر والتروي ،وضرورة دراسة كل اجراء او قرار بعمق وتمعن قبل البدء بتنفيذه وتطبيقه على الارض..
مراحل التصدي للوباء ومواجهته وكل تحدياته ،اسهل بكثير من عملية الخروج منه بسلام دون خسائر او بأقل الخسائر.
حتى الان ،كل من اطلع على اجراءات وقرارات الحكومة وطريقتها ونهجها في التعامل مع وباء الكورونا العالمي ،يقر بصحة وصوابية تلك الاجراءات والقرارات التي اثمرت حتى الان وادت الى كل هذه النتائج الايجابية التي انعكست على صحة الوطن والمواطن ،ومكنّت الدولة من محاصرة الوباء وانحساره وقرب السيطرة الكلية عليه ،هذه الاجراءات والقرارات التي رافقتها التزام شعبي واسع واستجابة شعبية وتفاعل ايجابي مع تعليمات وتوجيهات الحكومة واوامر الدفاع المتعاقبة ،شكلت جبهو وطنية عريضة متماسكة قادها ووجهها جلالة الملك عبدالله الثاني الذي حرص كل الحرص على الاسراع باجراءات التصدي للوباء وعدم التأخير ،الامر الذي كان له الاثر الفعال في منع استفحال وانتشار الوباء على الارض الاردنية وبالتالي حماية المواطنين والحفاظ على صحتهم وحياتهم وخفض اعداد المصابين والوفيات بشكل كبير جدا.
الانتقال الى مرحلة متقدمة من التعافي والتي اتخذت الحكومة من اجل انجاحها مجموعة من القرارات والاجراءات والخطوات ،ضمن معادلة متوازنة وازنت بين التشدد المبرر في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين وحماية ارواحهم ،من خلال فرض الاجراءات الوقائية الصارمة والعقوبات ضد المخالفين التي تضمن سلامة المواطنين وتجنب الاصابة بالفيروس ومنع انتشاره ،وبين العودة المتدرجة الى الحياة الطبيعية وتشغيل القطاعات الانتاجية بمختلف انواعها وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني الذي اخذ يتعافى بشكل سريع وآمن،يعتبر خطوة جريئة وشجاعة مبنية على اسس علمية ومهنية واضحة ومدروسة ومضمونة النتائج.
الاهم من اتخاذ القرار وسن القانون هو تطبيقه وتنفيذه على الارض ،وكيفية التطبيق ،والعمل به كما ينبغي.
نستطيع القول ان وزارة الصحة والمؤسسات والمرافق والجهات التابعة لها ،ومؤسسات الدولة الاخرى التي تتصدى بكل مهنية واحتراف وصبر وكفاءة عالية للوباء ،قد تمكنت من الوباء على مساحة المملكة ولم يعد هذا الوباء مرعبا كما كان قبل شهرين او اكثر ،ولم يعد يهدد الوطن كما كان ينظر له في السابق ،وامام الحكومة حاليا تحديين اثنين ،الاول حركة الشاحنات والنقل عبر الحدود البرية ،والعائدون بهذه الاعداد الكبيرة من عدة دول الى ارض الوطن ،لا بد من علاج دائم وطرق افضل في التعامل من سائقي الشاحنات القادمة الى حدود المملكة البرية ،واتخاذ الاجراءات الضرورية قبل دخول السائقين الى الحدود الاردنية والتاكد من عدم اصابتهم ،الى جانب التشدد في الحفاظ على سلامة وحماية العائدين وذويهم والمتوقع ان يخالطوهم.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/07 الساعة 14:42