حتى تتحقق نبوءة الصندوق

مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/04 الساعة 02:42
حتى تتحقق نبوءة رئيس بعثة صندوق النقد الدولي للأردن كريستوفر جارفس بأن يستعيد الاقتصاد الأردني وتيرة نموه بشكل أسرع من الدول الأخرى فإن الحل يكمن في ضمان سلامة أدوات التمويل. إجابة هذا اللغز على فرض أنه كذلك في ضوء التوقعات المتشائمة بدخول الاقتصاد في انكماش يمتد لأكثر من سنة، جاءت على لسان جارفيس نفسه بضرورة مواصلة تقديم الدعم المالي للاقتصاد من خلال النظام المصرفي، ومنح البنك المركزي المساحة المطلوبة لاتخاذ الإجراءات الضرورية، بخفض أسعار الفائدة وزيادة السيولة وضمان حصول الشركات المحلية على الدعم المالي الذي تحتاجه من خلال النظام المصرفي. سلامة ومتانة الجهاز المصرفي في ظل هذه الأزمة المختلطة كانت حاسمة، لأنها الجهاز القوي الذي سيتمكن من دعم معززات النمو . بالرغم من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر وسيمر فيها الأردن إلا أن النقطة المضيئة هي سلامة الجهاز المصرفي، واستقرار سعر صرف الدينار الأردني، مما يجعله صالحاً للمدخرات، وقابلاً للتحويل إلى دولارات بسعر صرف ثابت ومستقر ومصدر ثقة للمستثمرين والمغتربين. الغريب أن صمود الجهاز المصرفي وتوفير دروع الحماية له يثير الدهشة وكأن المطلوب كان انهيار الجهاز المصرفي أو تصدعه أو تأثره بالأزمة وكأن المطلوب أيضا هو سقوط الجميع في الهاوية. ماذا يستفيد الاقتصاد لو أن الجهاز المصرفي تضرر؟. دعونا نتذكر بعض الوقائع التي رافقت أزمة 89 عندما انهار البنك المركزي وسحب المصارف معه الى القاع , ففي ذلك الوقت نفدت العملات الأجنبية من البنك المركزي تماماً، وقد ظهر في ميزانيته لسنة 1989، ما يعادل 150 مليون دولار وهي وديعة تحت الطلب و لم يكن البنك في ذلك قادراً على تلبية الطلب على الدولار لتمويل المستوردات من السلع والخدمات. الجهاز المصرفي اليوم في أحسن حالاته وإن كان من صعوبات يتعين الانتباه اليها فهي مالية تتركز أساساً في عجز الموازنة الذي سيزداد وتداعياته مستقبلا على الاستقرار المالي وخاصة المديونية، علماً بأن ثلث المديونية فقط محرر بالعملات الأجنبية. الأردن ملتزم مع صندوق النقد الدولي ببرنامج تمويل يرتكز الى اصلاحات أساسية نجاحها سيضمن تمويلا بشروط مخفضة. الرسالة الأهم التي أرسلتها الحكومة هي التزامها بالديون المحلية والخارجية والرسالة التي أرسلها البنك المركزي منذ بداية الأزمة هي احتفاظه بإحتياطيات مناسبة من النقد الأجنبي كافية لتمويل الاستيراد في حدود المقاييس العالمية وأكثر. وكفاءة في توفير التمويل وأدوات متنوعة قابلة للاستخدام لمواجهة كل السيناريوهات. الرأي
  • رئيس
  • اقتصاد
  • الأردن
  • مال
  • منح
  • الدين
  • لب
  • تقبل
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/04 الساعة 02:42