السرحان تكتب: الضادُ تُحيّي عمال وطني
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/01 الساعة 17:57
كتبت جميلة السرحان
عرقُ الفجرِ تراه على محياهم نديّا..
يخاطبُ الساعات رويداً رويدا..
أياديهم تحنو على خبزِ يومنا حنانا رقيقا..
إبتساماتهم ترافقُ محيا صغارنا حبّاً شجيّا..
يحرثون الأرضَ بعشقٍ فتكبر أشجارُ اللوزِ والبرتقال والليمونا..
يرعون الخرافَ والماعزَ فيأتون بلبنٍ كأنه سائلُ الجنانا..
يبنون طوبةً فوق أخرى فإذا به العجبُ العُجابا..
ينظفون ما سقط على الأرض فترى الكون زهراً نديّاً..
يومكم كدحُ الضلوعِ ودمعُ الربيعِ وحلمُ الشباب فتيا..
متمتعين بالحياة التي مُلئت إنجازا كبيرا وعجيبا..
فيرتفع الدعاءُ من ثنايا تجاعيدٍ تحكي الزمانَ زمانا..
ما الحياة إلا ثوانٍ تسيرُ بها الأبدان عمراً دقيقا..
فإن لم يشيّد فيها المرء إبتكاره كانتْ أحلاما هباءا..
فسواعدكم أيّها العمالِ تنبت الأرض حبّا أزليّا..
فكل عامٍ وأنتم سالمين سلاماً أبديّا أبديّا..
وتفخر بكم الأجيال جيلاً فتيّا فتيّا..
صباحكم صباح أيار دوماً نديّا نديّا..
إذْ تحتفي الأسرة الأردنية في هذا اليوم بيوم العمال العالمي ، ويأتي ذلك تجسيدًا لإحترامها وتقديرها العميق لما يقوم به العمال من عطاءٍ موصول في سائر ميادين الإنتاج ، ولدورهم الكبير في دفع مسيرة البناء والتطوير والتحديث والمساهمة في رفعة الوطن الغالي وتقدمه.
فالعمل شيءٌ أساسي في حياة كلّ فرد فمن خلاله يحقق ذاته ويعيش في مستوى إجتماعي يستطيع من خلاله صيانة نفسه ، وهو عنصر رئيسي من عناصر الإنتاج ، وكلّما تطور الإنتاج زاد ازدهار الدول وتقدمها..
فلقد رفع الإسلام من شأن العمل ، إذْ جعله بمنزلة العبادة ، التي يتعبد بها المسلم إبتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، بل أبلغ من إجلاله للعمل إذْ يقول سبحانه وتعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ). (15) .الملك.
فهذه دعوة للمسلم للعمل وتحصيل رزقه بتعبه وجهده.
ويا لهذا العامل الذي يكدّ ويتعب طيلة العام بهدف كسب رزقه ، إنّه ليستحق منّا كل تقديرٍ وإحترامٍ ، فلا بد لنا أن نقدّر جهده ونحتفي به ونشجعه على بذل المزيد من الجهد لنرتقي ببلدنا ، فهو عنصر مهم في سلسلة حلقات الإنتاج ، وتشجيعنا له يعطيه الثقة بنفسه وبعمله أكثر ويحثه على بذل المزيد من الجهد والإتقان.
وإنّنا في الأردن شأننا شأن بقية دول العالم نواجه تلك الأزمات والصعوبات في مواجهة شبح كورونا ، إلا أننا وبفضل الله وقيادتنا الحكيمة وكوادرنا الطبية وجنودنا البواسل وأجهزتنا الأمنية نتجاوز هذه الأزمة بسلام بإذن الله ، وإننا لقادرون بإذن الله دوماً على مواجهة التحديات والصعوبات بسواعد أبناء هذه الأرض الطيبة.
فيا نشامى الوطن لتضعوا بصماتكم ولتثبتوا للوجود بأنّ التحديات لا توقفنا وأنّ الإبداع ليس له حدود ، وأنتم أهله.
وإننا نحييكم عمال الوطن في جميع مواقع العمل ونعتز بكم وبعطائكم وبعزيمتكم ، ونهنئكم بيومكم هذا ، فكل عام وأنتم بألف خير
وكل عامٍ وجلالة سيد البلاد مليكنا المفدى الملك عبدالله الثاني بألف ألف خير وعمال وطني بألف ألف خير..
طابت جمعتكم..
وصلوات ربي وسلامه على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/01 الساعة 17:57