الرواشدة يكتب: التعليم الالكتروني.. ما له وما عليه
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/30 الساعة 06:22
كتب: أوس حسين الرواشدة
تزامناً مع انتشار فيروس كورونا في المملكة وصدور قرار تعطيل المدارس والجامعات، بدأ تنفيذ خطة التعليم عن بُعد، أو ما يعرف بالتعليم الالكتروني، وصدر هذا القرار حفاظا على مسيرة التعليم لجميع المراحل الدراسية، واستكمال العملية التعليمية في ظل الجائحة، هذا وقد تم تنفيذ اجراءات حكومية كفتح قنوات تلفزيونية لاستكمال المناهج لطلاب المدارس، أمّا فيما يخص طلاب الجامعات - وهنا موضع الاختلاف -، فقد تم ترك الاجراءات المُتبعة للجامعات ، ومن ثم أوكلت الجامعات لأساتذتها متابعة عملية التعليم، فالسؤال هنا، هل استطاع جميع أساتذة الجامعات في المملكة أداء الواجب التعليمي على أكمل وجه ؟ وإيصال المعلومة بأمانة وحِرَفية كما لو كانوا في حرم الجامعة؟
في واقع الأمر، لا نستطيع تعميم نجاح عملية التعليم عن بُعد او فشلها على جميع الأصعدة ، لأنه في النهاية نجاح العملية أو فشلها يعتمد على مجهود الأستاذ الجامعي ومقدرته على إيصال المعلومة من جهة، ومن جهةٍ أخرى مُتابعة الطالب لدروسه وحضوره للمحاضرات الالكترونية، لذلك فهي عملية قائمة على جُهد متبادل بين الطالب والمعلم.
العديد من أساتذة الجامعات، حافظوا على أداء الرسالة التعليمية على مستوى عالٍ من الاتقان والأمانة، حيث بقوا على تواصل مع الطلبة داخل المحاضرة الالكترونية أو خارجها، ولا أحد يستطيع أن ينكر هذا، وجهودهم مشكورة لما قدموه من نماذج تعليمية من الطراز الرفيع سواء في القدرة على التواصل مع الطلاب أو بإيصال المعلومة بشكل مفهوم للطلاب.
وعلى النقيض يوجد الكثير من الأساتذة لم يحافظوا على المستوى التعليمي المنشود ، وأهملوا واجباتهم التعليمية تجاه طلابهم ، حيث وصلت العديد من الشكاوى الطلابية فيما يتعلق بتقصير الاساتذة في أداء الامانة التعليمية ، أو تحميل الطالب فوق طاقته من واجبات وبحوث علمية ، وعدم التواصل مع الطلاب بالشكل الصحيح والذي يَسُد حاجة الطالب التعليمية .
وَسْمُ " ناجح تلقائي " اجتاح مواقع التواصل الاجتماعية منذ عدة أيام ، ونادى به آلاف الطلاب في المملكة ، حيث يستند الطلاب الداعمون لهذا الوسم ، بأن أساتذة الجامعات قصّروا في حق الطلاب وبأن المواقع الالكترونية الخاصة بتقديم الامتحانات غير مجهزة لمثل هذه العملية ، وخُلاصة ما يريدون هو ضمان النجاح لجميع الطلاب ثم تقديم الامتحانات لمن أراد أن يرفع معدله الجامعي .
نستطيع القول أن التعليم الالكتروني نجح " نسبيا " ولكن لم يرقَ للعلامة الكاملة ، وهذا بشهادة النسبة الأعلى من طلاب الجامعات على اختلاف تخصصاتهم ، ولعل السبب هنا عدم اعتياد الأساتذة والطلاب على طريقة هذا التعليم من قبل ، حيث أن التعليم الإلكتروني كفكرة عامة ناجح تماما لأنه يهدف للمحافظة على عجلة التعليم في ظل الأزمة ، لكن التطبيق العملي لهذه الفكرة يحتاج إلى المزيد من الإجراءات التي تحد من تقصير الأساتذة أو الطلاب .
طلاب الجامعات هم مستقبل الوطن وذخره، ويجب أن يكون القرار الصادر في حقهم في غاية العدل وأن يكون في صفّهم، مُراعيا لهذا الظرف الاستثنائي الذي تمر فيه المملكة، وآخذاً بعين الاعتبار آراء الطلاب وشكاواهم فيما يخص عملية التعليم الالكتروني.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/30 الساعة 06:22