تجميد مساهمة أمريكا في ميزانية منظمة الصحة العالمية

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/25 الساعة 05:01
تخرجت الولايات المتحدة الأمريكية (أمريكا) بعد الحرب العالمية الثانية أقوى دولة في العالم ومعها بعض الدول الأخرى وهي روسيا والصين والمملكة المتحدة (بريطانيا) وفرنسا ويملكون حق الفيتو في مجلس الأمن. وعلى أثر ذلك تم وعلى توافق بين هذه الدول الخمسة تأسيس ميثاقي الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن. وقد إنبثق عن الجمعية منظمات دولية عالمية ومنها منظمة الصحة العالمية، وهذه المنظمة وغيرها من المنظمات تحصل على ميزانياتها من الدول المشتركة في الأمم المتحدة. والذي إتضح من خلال السنوات الماضية أن أمريكا كانت تتحكم تماما في قررات هذه الجمعية ومنظماتها المنبثقة عنها وفي قرارات مجلس الأمن في القضايا العالمية بشكل كبير. ولكن لا ندري ماذا حصل بعد المنافسة الشديدة التي حصلت بين دولة الصين الشعبية وأمريكا في الإقتصاد والتجارة! وبعد تفشي وباء الكورونا المستجد في العالم. وكأن المال بالتأكيد يؤثر على قرارات المنظمات وربما بالفعل عَتَّمَت منظمة الصحة العالمية على إحصائيات الكورونا كوفيد-19 في الصين الشعبية لسبب ما (وربما إستجاب الله دعوة المظلومين والمقهورين في العالم وهي: اللهم إجعل بأسهم بينهم شديد). وهذا ما أثار حفيظة أمريكا المنافسة للصين وبالخصوص بعد أن أصبحت أمريكا بؤرة تفشي الوباء فيها وقد تكرر عدد الوفيات لعدد من الأيام المتتابعة أكثر من ألفي وفاة كل أربعة وعشرين ساعة والذي لم يحصل في أي دولة في العالم. وبلغت آخر إحصائيات الوباء في أمريكا حتى مساء أمس الجمعة الموافق 24/04/2020 كما يلي: عدد الإصابات 923,612 وعدد الوفيات 52,092 وعدد المتعافون 99,652، وبعد أن كان يتوقع الرئيس ترامب أن يصل عدد الوفيات في أمريكا إلى خمس وستون ألفاً أصبح يتوقع عدد الوفيات يصل إلى مائنان وأربعون ألفاً. علاوة على ما لحق في أمريكا من دمار في أسعار خامها وفي إقتصادها وملايين العاطلين عن العمل. فمما تقدم فقد قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمر إدارته بتعليق دفع المساهمة المالية لبلاده في منظمة الصحة العالمية بسبب " سوء إدارة " المنظمة الأممية للصحة العالمية لأزمة تفشي وباء الكورونا كوفيد-19 المميتة كما قال، معتبرا أن المنظمة أساءت إدارة أزمة فيروس كورونا، وفق ما أعلن في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء الموافق 14/04/2020. وأضاف قائلاً أن إدارته تقوم بمراجعة تقييم دور منظمة الصحة العالمية في سوء الإدارة الشديد والتعتيم على تفشي فيروس كورونا في الصين الشعبية، كما وجه الرئيس الأريكي لائحة اتهام مطولة إلى المنظمة الأممية. وقال إن " العالم تلقى الكثير من المعلومات الخاطئة حول انتقال العدوى والوفيات " الناجمة عن الوباء، وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس هذا القرار معتبرا أن الوقت ليس مناسبا لوقف تمويل المنظمة الدولية التي تتصدر الجهود العالمية لوقف انتشار الوباء. والواضح أن الرئيس الأمريكي ترامب يتهم مسؤولي منظمة الصحة الدولية الـ (World Health Organization(WHO)) بأنهم تواطؤوا مع دولة الصين الشعبية في التغطية وعدم الإعلان عن العدد الحقيقي لعدد الإصابات وعدد الوفيات وعدد المتعافون فيها ولهذا يتهمها في تضليل أمريكا أولاً والعالم بأسره ثانياً. بصراحة لم يكن أحد يتوقع أن تتهم أمريكا منظمة الصحة العالمية هذا الإتهام لأن معظم المنظمات العالمية مقرها في أمريكا وتحت أوامرها ولكن ليس على الله ببعيد. علماً بأنه كما صرح كثيرا من زعماء العالم الأحرار بأنه حان الوقت لتغيير ميثاقي الجمعية العمومية ومجلس الأمن حتى يعم العدل والإنصاف في العالم. ولكن السؤال هل سيتم ذلك بدون حرب عالمية ثالثة؟ لا ندري والله أعلم. وكيف ستكون هذه الحرب هل هي حرب جرثومية؟ أم نووية؟ أم هيدروجينية؟ أم هيدرومغناطيسية؟ أم ربَّانية؟ علمها عند ربي (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (الأنعام: 59))، (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123)).
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/25 الساعة 05:01