يا وزير الصحة ادرك هؤلاء قبل الموت

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/24 الساعة 17:03

كتب: د. محمد حيدر محيلان

اعرف الكثيرين الذين يشكون من عدم الوصول للمستشفيات لصرف الدواء الشهري وبالذات المرضى زارعي الكلى، من يتم صرف الدواء لهم من مستشفى الامير حمزة وهم في اربد او الكرك او السلط وغيرها من المدن النائية والبعيدة وغيرهم من اصحاب الامراض الاخرى كأمراض القلب والضغط والسكري يئنون من الالم والقهر وتحهال وزارة الصحة لشكواهم ..

وبعض المرضى الاخرين والتي قد تتوفر هذه الادوية بأقرب مستشفى لديهم ولايقدرون على الظفر بها لمنع التجول وليس لديهم وسيلة نقل ولا تصاريح.

اما ادوية زارعي الكلى فليست متوفرة في كل المستشفيات ولا يتم صرفها الا من قبل الدكتور المختص والذي يراجع عنده المريض ، وهي ذات اسعار مرتفعة تصل للالاف ويعني هذا ان المريض لا يقدر على شراءها على حسابه ....

يا معالي الوزير اظن هناك واجبات اخرى للوزارة غير ضبط المصابين بالفايروس كورونا والحجر عليهم وتجنيب الاخرين من الاتصال معهم وهناك واجبات اخرى للوزارة غير الاعلان عن حالة المملكة من المصابين والمعافين من كورونا فهذا الواجب يقوم به الناطق الاعلامي لوزارة الصحة ... الا تتفق معي!؟

قد لا يموت زارع الفايروس من كورونا لو غادر منزله لجلب الدواء، وهو احتمال كبير، لانه يحتاط ويلبس كمامات وكفوف ويتجنب الناس ويعود ويعقم نفسه ويديه... اما ان يبقى رهين المحبسين البيت والمرض بدون دواء فسوف يموت لا محالة بنسبة 99% بعد اسبوع من انتهاء الدواء . داواء المناعة الذي يصرف للمرضى زارعي الكلى اذا لم يتوفر فسيفقدون مناعتهم ويتعرضون للموت ادرك هؤلاء يا وزير الصحة !!! الذين يئسوا من المخاطبات والاتصالات مع الوزارة ولا يوجد جواب.

شكا لي احدهم انه لم يترك وسيلة الا اتبعها لصرف وصفته الشهرية ولم يترك سببا الا اتبعه ولم يجد ردا ولا حلا من وزارة الصحة .. وتطبيق حكيم لا يرد وان رد يقول له تم صرف الدواء لك !؟!؟ فيزيد المريض قهرا على قهر ومرضا على مرض ... فيموت قهرا وغما علاوة على المرض وتباعد الدواء عنه بفضل سياسة وزارة الصحة الخاطئة والتي تركز اهتمامها على مكافحة فايروس كورونا وتترك الشئون الاخرى بلا وال يدير الازمة فيها.

نعم نجحت وزارة الصحة في مكافحة جائحة الكورونا ولكن اخفقت في ادارة الامور والواجبات الاخرى. ففي حجر واغلاق المدن والسبل امام هؤلاء المرضى وذويهم للوصول للدواء ... وبدون ان تصرف لهم تصاريح لمراجعة المستشفى في مدينة اخرى غير مدينة المريض هو جريمة وحكم باعدامهم بدون ذنب اقترفوه.

نداء عاجل لوزير الصحة ليكمل مشوار نجاحه فلا ينغص عليه فرح وزهوة النصر غدا عندما ينتصر في معركته مع الفايروس كورونا ويلتفت الى مواطنيه واذا هم قتلى نتيجة اغفاله وتجاهله. فمن سيغفر له ذلك ولا يساوي النجاح هنا والاخفاق هناك الذي يودي بحياة هؤلاء.

هؤلاء الذين يصارعون الموت المؤكد من عدم تناول الدواء بشكل مستمر، في حين اصابتهم وغيرهم بالفايروس كورونا هي احتمال يمكن تجنبه. عدد وفيات كورونا في الاردن لم يتجاوز اصابع اليد، غير ان الذين يلاقون حتفهم من عدم الوصول لدواء يبقي (كلاهم المستعارة) تعمل يزيد على هؤلاء، وهم يلقون حتفهم كل يوم وبصمت وقهر وشكوى لله فهل بجوز هذا يا وزير الصحة!؟ وماذا ستجيب الله اذا سألك عنهم بأي ذنب قتلوا؟

نريد حلا سريعا لهؤلاء وصرف تصاريح عاجلة لهم او لذويهم، لجلب الدواء فكل الحلول التي تذكرها وزارة الصحة للاتصال والتواصل من خلال حكيم وغيره هي كلام بكلام، بل تزيد المتصل قهرا ومرضا.

يا معالي الوزير أطلق ارجل هؤلاء ليعيشوا .. اتركوهم يصلوا للدواء ليحيوا ... فقد اصبح مواجهة الفايروس وملاقاته من قبلهم اهون بكثير من عدم توفر الدواء المهلك لا محالة ...ادرك هؤلاء يا وزير الصحة قبل ان تفشل كلاهم التي زرعوها بضنك وتعب وبعد جهد ومشقة ... فإنهم يصارعون الموت قبل فوات الاوان... ولات حين مندم ... فستذكرون ما اقول لكم وأفوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد. فهل من مدكر !؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/24 الساعة 17:03