ملاعبة وعمرو يكتبان: السياحة الدينية في الأردن
كتب: أ.د.احمد ملاعبة – الأستاذ ظاهر عمرو
يعد الأردن متحفا دينيا مفتوحا بلا سياج، ويمكن الإستثمار في كافة الإتجاهات في المملكة، من خلال تخصيص مسارات السياحة الدينية في الأردن، بحيث يتم ترتيب برنامج سياحي للزائر سواء كان مسلما أو مسيحيا لمدة أسبوع، يرى فيه مواقع سياحية دينية عز نظيرها في العالم، لتفردها في الأردن، وثباتية مكوناتها الإنشائية عبر العصور، وهنا لا بد من التركيز على :
1- مسار السياحة الدينية الإسلامية
2- مسار السياحة الدينية المسيحية
التفاصيل:
1- مسار السياحة الدينية الإسلامية ويتضمن:
أ.مسار معركة اليرموك الخالدة التي تعد أكبر معركة في التاريخ الإسلامي، والتي حسمت وجود الرومان والبيزنطيين في المنطقة وحتى في العالم.
حدثت هذه المعركة عام 13 هجرية على دقة التحديد، في عهد الخليفة أبو بكر ،بعد وفاة الرسول محمد "صلى الله عليه وسلّم"بسنتين أي عام 11 هجرية.
يشمل هذا المسار زيارة موقع معركة اليرموك الواقع في منطقة العشّة في لواء بني كنانة على جنبات نهر اليرموك،حيث يشاهد الزائر تضاريس المنطقة مثل تلة خالد والناقوصة "أبو الجرف"الذي حسم المعركة بسقوط جنود الرومان من إرتفاع الجرف الشاهق نحو مياه وأرضية النهر السحيقة.
بإمكان الزائر أيضا زيارة جثامين شهداء المعركة في مقبرة بقيع اليرموك ببلدة سمر التي تبعد عن جنوب نهر اليرموك نحو 5 كم،وتضم هذه المقبرة نحو 3 آلاف قبر لا تزال ظاهرة للعيان وبحالة ممتازة ،منها قبور مئات الصحابة مثل عكرمة إبن أبي جهل.
وهناك مقبرتان أخريان في وادي نهر اليرموك واحدة بالقرب من عقربا والثانية بالقرب من جسر قطار درعا-حيفا المعروف بجسر أبي الشوف،
وأيضا يمكن زيارة واحد من أعظم الجسور الإسلامية في منطقة الباقورة القريبة من موقع المعركة وهو "جسر الصنبرة" الذي عبر منه الخليفة عمر بن الخطاب الملقب بالفاروق يرافقه القائدان أبو عبيدة عامر بن الجراح وخالد بن الوليد المخزومي، إلى القدس، حيث تسلّم الفاروق مفاتيج القدس وكنيسة القيامة من البطريارك العربي الدمشقي صفرونيوس، بعد تحرير بيت المقدس والأردن وفلسطين من الهيمنة الرومانية.
ب- مسار مقامات الصحابة في شمال الأردن وهي :مقام أبو عبيدة عامر بن الجراح، ومعاذ بن أبي جبل وشرحبيل بن أبي حسنة وسليمان بن معاذ بن أبي جبل ،وهم الذين قضوا بعد معركة اليرموك بسبب طاعون عمواس الشهير.
ج- بانوراما غزوة مؤتة، وحدثت بسبب مقتل الصحابي الحارث بن عمير الأزدي رسول رسول الله إلى ملك بصرى "بلدة في الطفيلة"،على يد ملك بصرى شرحبيل بن عمرو الغساني الذي كان تابعا للرومان.
إستشهد في تلك الغزوة عدد من الصحابة منهم زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وجعفر بن أبي طالب وهو من آل البيت الكرام الذين يباركهم أتباع المذهب الشيعي،وإنتهت بإنسحاب الجيش الإسلامي بقيادة خالد بن الوليد ،وتم إقامة نصب تذكاري على قبور الشهداء الصحابة على هيئة منشآت تذكارية وبجانبها مساجد.
د- مسار الإيلافي قريش الذي كان يخرج فيه العرب صيفا إلى مدينة بصرى الشام للتبادل التجاري ولإحضار المواد الغذائية ،وله مساران الأول: كان يأتي من جنوب السعودية إلى جنوب الأردن مرورا بمدن ذيبان وحسبان وطريق الملوك الموجود لغاية الآن في وادي الموجب،في حين أن المسار الثاني سأتي من مكة إلى شمال دومة الجندل شمال غرب السعودية ومنها إلى البقيعاوية حيث الشجرة التي إستظل بظلها رسولنا الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم" وتقع جنوب شرق الأرزرق.
ه.كهف أصحاب أهل الكهف وهو موقع بحاجة إلى تاهيل ووضع إستراحات ومنشورات وكتب وإقامة متحف ونزل أو فندق بجانبه.
2-مسار السياحة الدينية المسيحية وتشمل عدة مواقع منها:
أ.موقع المغطس المعتمد عالميا من قبل الفاتيكان واليونسكو للآثار.
ب.جبل المجلى الواقع مقابل المغطس "وكان يعتقد أنه موجود في الناصرة"،وتم إثبات أن جبل المجلى يقع بجانب المغطس.
ج.جبل نيبو الذي يضم أرضيات فسيفسائية تعود إلى القرن السابع الميلادي في كنيسة الروم الأرثوذكس،إضافة إلى العدي من الكنائس المنتشرة في عدد من المدن الأردنية مثل رحابا التي تضم 28 كنيسة،وهناك أيضا كنيسة العقبة التي يعتقد إنها أقدم كنيسة في العالم.
د.موقع مار إلياس "النبي إلياس" في عجلون وسيدة الجبل في عنجرة بعجلون وسيدة الجبيل في سحم.
ه.موقع مكاور الذي قتل فيه سيدنا يحيى"يوحنا".
و.قناة الحج المسيحي للقادمين من بلاد الشام وأوروبا حيث كانوا يمرون بالقرب من قلعة عجلون نحو بيت المقدس والناصرة.
ز.مسار السيد المسيح عليه السلام في الأردن :بدات رحلة السيد المسيح عليه السلام من الناصر/جبل التابور وإختبأ في أم قيس بكهف مشهور وصام أربعين يوما وليلة مع تابعيه الثمانين،وكانوا يأكلون الجراد مع العسل، وكانت رحلته من أم قيس جنوبا بإتجاه المغطس ،وكان يبيت في كهوف كفر لاهيا وكهوف قويلبة "أبيلا" ووقف على جبل أبيل وأشار إلى مرتفعات الجولان وجبل الشيخ وحرر الأرواح الشريرة في أم قيس.
إتجه سيدنا المسيح عليه السلام من قويلبة إلى كهف البصة في عراق الأمير ومنها إلى منطقة وادي الخرار التي كانت تعرف ببيت عينا،وإنتهت رحلته بالعودة إلى بيت المقدس.
عوائد الإستثمار في السياحة الدينية
هناك العديد من الفوائد التي ستعود على الأردن من الإستثمار في السياحة الدينية اهمها:
1- جلب الإستثمارات إلى هذه المسارات التي لا يعرفها الكثير من الناس ووضعها على خارطة الأردن للسياحة الدينية ومحاولة إعتمادها من قبل اليونسكو.
2- تشجيع السياحة نحوها وخصوصا الفئة المستهدفة وهم المسيحيون والمسلمون من خارج الأردن وخاصة مسلمي شرق آسيا.
3- إيجاد فرص عمل جديدة ترفد الإقتصاد الوطني وتزيد من دخل العاملين في القطاع السياحي والخدماتي.
4- إعادة تأهيل هذه الماكن ورفع مستوى الخدمات بحيث يصبح بمستوى المعمول به عالميا.
5- تصدير أنماط سياحية جديدة لمناطق مهمة غير معروفة.
6- عمل برنامج سياحي لإطالة مدة مكوث السائح عن طريق إستغلال المواقع والمواقع المساندة لها.
7- تشجيع السياحة الدينية الداخلية والعائلية ليتعرف المواطن الأردني على هذه المواقع الموجودة والمهملة، رغم عظم أهميتها.