المساعدة يكتب: لمَ هذا التطير؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/21 الساعة 19:35

بقلم المهندس عادل المساعده

ما كتبه الصحفي ماهر أبو طير في مقالته في صحيفة الغد قبل أيام، وما ورد فيه من افتراضات وتكهنات لما بعد مرحلة كورونا، فان كثيرا منها لم تكن من وحي فكره حيث تطرق لها كثير من المحللين والخبراء الاقتصاديين في أرجاء المعمورة، وأصبحت حديث الكون حيث أعدت هذه الدول العديد من السيناريوهات والاستراتيجيات لمواجهة ذلك.

ان العالم كله سيتغير بعد انتهاء هذه الأزمة على مستوى الأفراد والمؤسسات والدول، وسيتم اعادة ترتيب الأولويات، لأن ما سيتركه هذا الوباء من تداعيات على الاقتصاد العالمي سيكون تأثيره عاليا ويحتاج الى جهود كبيرة من الجميع.

ان ما اراده كاتب المقال من مقالته ليس ما تطرقت له آنفا، ولكن ما ورد في مقالته لا يخفى على احد، وأمسى حديث رجل الشارع العادي، ولا حاجة لأحد الى هذا التنظير الذي اراده الكاتب ليمرر ما يريده بين زحام الكلمات.

ما أراده ابو طير من هذه المقالة هو النيل من كينونة الدولة، وتعريض اقتصادها للضرر، واثارة الذعر والهلع في نفوس الاردنيين والمستثمرين من خلال كلماته المسمومة، قاصدا منه تقزيم الانجازات واغتيال الجهود التي قامت وتقوم بها الدولة الأردنية في هذه الظروف الاستثنائية باقتدار عال، واقتبس هنا ما كتب في مقالته "ومشاكل الخزينة التي لا يتوفر فيها دينار واحد من رواتب شهر أيار" ، وقوله "أن الاردن على موعد مع عودة آلاف المغتربين كليا" وهذا يكفي أن يهبط به وبمهنيته هبوطا اضطراريا، ولا سيما في هذا الوقت الحرج.

لا اريد أن اخوض بتاريخ وصلابة الدولة الأردنية، فماضي الدولة وحاضرها يدافع عنها، ولكن أود أن أقول أن البعض على ما يبدو لا يدرك ويستوعب تاريخها منذ تأسيسها حيث مرت بظروف صعبة جدا، وفي كل مرة تعود أقوى بهمة قيادتها الحكيمة ووعي وولاء وانتماء شعبها.

ان ما قامت وتقوم به القيادة الاردنية هو ترجمة لمقولة باني الأردن راحلنا العظيم المغفور الملك الحسين طيب الله ثراه "الانسان أغلى ما نملك" والعالم كله شهد لهذا الوطن العظيم رغم امكانياته المحدودة والمسلح بالعزم والعلم الارادة.

سيعود كل شيء الى طبيعته قريبا بإذن الله، وسينعم الأردن بالأمن والاستقرار والرخاء، وستكون التجربة الاردنية خلال هذه الأزمة قدوة ومدرسة للعالم في الطريقة التي نهجتها في المحافظة على صحة شعبها وعافية الوطن والذين يعيشون على ثراها الطهور، ولترسل للعالم أجمع رسالة بما تحمله هذه الدولة من مبادئ تجاه الانسانية كلها مضمونها الرحمة والعمل والتضحية والانجاز .

لقد جاء الرد من الحكومة سريعا وعلى لسان وزيري الاعلام والمالية ومحافظ البنك المركزي وقطعت جهينة قول كل خطيب، فنحن نثق بشفافية الحكومة والتي اثبتت المصداقية الكاملة طيلة فترة الأزمة، أما ما يصدر على لسان البعض لم يعد يعنينا، وأضعف الايمان ان يقولوا خيرا أو يصمتوا لان المواطن الاردني المنتمي والصادق يقرا ما بين السطور وقادر على فرز الغث من السمين. ويبقى السؤال مفتوحا ويدور في أذهان الكثيرين: لمَ هذا التطير؟!

"رب اجعل هذا البلد آمنا وأرزق أهله من الثمرات"، وحمى الله الاردن الغالي وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي الأمين " وشدة وبتزول".

* دبي- الامارات العربية المتحدة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/21 الساعة 19:35