الصين ليست ليبيا

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/21 الساعة 01:11

في شهر أيلول من عام ٢٠٠٢ قالت شبكة تلفزيون « cbs» الإخبارية الأمريكية إنها حصلت على وثائق تظهر ان قرار غزو العراق اتخذه وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد بعد ساعة من وقوع هجمات ١٢ سبتمبر عام ٢٠٠١ على واشنطن.

وفي عام ٢٠٠٢ نشرت الحكومة البريطانية برئاسة توني بلير تقريرا عن المخاطر التي يشكلها امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل وذلك في محاولة لكسب تأييد الشعب البريطاني والرأي العام لصالح القيام بغزو العراق ولكن الهدف الحقيقي هو السيطرة على ثروات العراق النفطية والمنطقة بأسرها.

وبعدها توالت التصريحات الأمريكية على لسان مسؤوليها عن أسلحة العراق الكيماوية ومدة خطورتها وأخذ الإعلام الغربي برمته يضخ مواد إعلامية كل ساعة لكسب الرأي العام الغربي وإيجاد المبرر لضرب العراق الذي ثبت بعد الغزو زيف وكذب هذه الادعاءات.

وهذه المرة وفي ظل جائحة كورونا وبعد أن أخذ الأمريكان والغرب التقاط أنفاسهم من آثار الكارثة اخذوا يوجهون أصابع الاتهام إلى الصين بأن الفيروس قد خرج من معهد علم الفيروسات في ووهان الصينية التي تحاول الأخيرة نفي كل هذه الادعاءات.

ومع جدلية وخلاف العلماء على هذه الفرضية بين مؤيد ورافض أخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدد قائلا في إحدى إطلالاته اليومية الصحفية بأن الصين ستواجه عواقب اذا كانت مسؤولة عمدا عن جائحة كورونا حيث أصبحت هذه القضية مادة مهمة ودسمة للاعلام الأمريكي.

وفي مشهد يكرر نفسه كما حدث للعراق انتهج مسؤولو الغرب نفس الأسلوب حيث عبرت استراليا عن قلقها من الصين مطالبة بتحقيق وكذلك غمزت فرنسا تصريحا وتلميحا وكذلك بريطانيا على لسان وزير خارجيتها المكلف برئاسة الوزراء مستغلين تحديث الصين بياناتها حول أعداد الوفيات في ووهان.

ان هذا الامر يقودنا إلى سؤال هل يريد زعماء هذه الدول التغطية على فشلهم في إدارة الأزمة وتأخيرهم في الاستجابة مع تداعياتها التي أحدثت آثارا مدمرة لديهم من خلال توجيه هذه التهم خاصة الرئيس الأمريكي المقبل على انتخابات بنهاية هذا العام وما يتعرض من انتقادات على هذا الموضوع من خصومه الديمقراطيين.

ام انه بالفعل ستستغل هذه القوى جائحة كورونا للانتقام من الدب الصيني القادم بقوة إلى زعامة العالم لما يمتلكه من قوة عسكرية واقتصادية.

لكن هل ستتمكن هذه القوة من فرض شروطها وتحميل الصين كافة المسؤولية؟.

ام تعتقد هذه الدول ان الصين ليبيا ثانية في حادثة لوكربي ام ستكون ضحية كما العراق ام ان كل هذا زوبعة بفنجان؟.

لا اعتقد ذلك في ظل تحالف الصين القوي مع روسيا وإيران وبعض دول شرق آسيا التي تسعى إلى القضاء على الهيمنة الأمريكية.
الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/21 الساعة 01:11