ورقة التعليم النقاشية والرزاز؛ الانتقال آلياته ومراحله
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/15 الساعة 23:02
كعادته دائماً بعد الاحاطة بعموم الطروحات يقوم جلالة الملك بإعادة توجيه وتأطير النقاش الحيوي الدائر في الاردن منذ زمن، حول التعليم بمستوييه العام والعالي؛ مخاطباً عقول الاردنيين ووجدانهم؛ مؤشراً نحو الاهداف والغايات، وشارحاً طبيعة الوسائل و متنبئاً بمآلات المسارات، ومتفائلاً بإيجابية بالنتائج.
ولقد كانت قناة التواصل هذه المرة، من خلال ورقته النقاشية السابعة؛ والتي خصصّها للحديث عن خلاصات رؤيته الثاقبة نحو مستقبل التعليم، بالتوازي مع التقاط وزارة التربية والتعليم في عهد الرزاز، سلسلة توجيهات ملكية سابقة طالبت بتطوير واصلاح التعليم؛ حيث تأتي هذه الورقة لتدعو الى السعي الحثيث، لبناء مواردنا البشرية وتطوير العملية التعليمية، والتي بدورها سوف تُشكل مجتمعاً اردنياً زنبركياً قادراً على القفز فوق تناقضات الواقع جدّها من هزلها، وجدلية الموارد؛ وفرتها من شحها؛ ليمارس دوره المحوري في النهوض بالأمة العربية والاسلامية على حد سواء.
من أهم خصائص عملية التنمية انها تراكمية، وهنا لا بد من توجيه الشكر للوزير الذنيبات على الجهود المضنية التي قام بها في جوانب عديدة، اسهمت في خلق حالة من تصحيح المسارات في فترة طغت عليها فوضى الانفكاك من حُرمة العلاقة بين الطلبة والمعلمين خروجاً عن المألوف، وتزايداً في حالات العنف خصوصاً في الجامعات بالنظر إلى ان سبباً رئيساً لذلك يكمن في النجاح غير المشروع لبعض الطلبة.
نعم لقد حملت الورقة النقاشية في ثناياها العديد من القضايا والتوجهات التي يجب ان تأخذ ضمن خطة متوازنة؛ تبدأ بعملية تهيئة مجتمعية لهذا النموذج الاصلاحي، وتغييراً في فلسفة التربية والتعليم ليؤكد على مضامين التجدد والاندماج الآمن مع العالم، الذي نعيش على هامش ابداعاته وابتكاراته، والتي هي بالأساس مخرجاته التعليمية؛ التي ننظر اليها من الزاوية الاخرى بعين الريبة والشك.
ولقد برزت الى السطح قضية هامة، لطالما نادى بها جلالة الملك تتمثل؛ في ضرورة احتضان الابداع والابتكار بغض النظر عن اطاره المؤسسي؛ فلقد دعا جلالته بشكل مباشر المؤسسات التعليمية على اطلاقها، إلى تبني الانسان الاردني المُبدع ودعمه؛ باعتبار أن اردنيته وموهبته هما مبررا دعمه؛ فالإبداع لا يعرف أطراً وظيفية ولا حدوداً زمنية ولا فئة عمرية. ليس هذا وحسب بل دعاها إلى السعي لاكتشاف مواهبه، الامر الذي يعني ضرورة التوسع في سياسة المسابقات العلمية والادبية المدرسية والجامعية باعتبارها اهم طرق اكتشاف المواهب والنبوغ .
كما المح جلالته إلى اهمية الحواضن المتنوعة في شد أزر الشاب الاردني ليتعلم ويعمل في بيئة محفزة، وكأن جلالته يؤكد على الحاضنة الاجتماعية بوصفها الاهم بين اخواتها، كونها تمنح الامل والتبرير والاسناد والشرعية ولها ومن اجلها تقوم اصلاً عمليات الاصلاح، والتنمية الشاملة، فلا بد ان يكون لها دوراً تنويرياً مؤثراً.
تتفق الادوار الجديدة المناطة بالمؤسسات التعليمية والتوجه العام في التعليم الاردني بحسب روح الورقة النقاشية و الملفات البارزة في الاصلاح؛ كالمناهج التي يجب ان تستند الى اسلوباً جديداً في التعاطي مع المعلومة بشكل يعمق منهجية التفكير والمنطق، ويجعل منها قاسماً مشتركاً للمتعلمين على تنوع اختلافاتهم، كما يأتي التوجيهي بثوبه الجديد وما رافقه من انفراج في توابعه؛ كحق الطلاب في التقدم لدورات عديدة دون قيود، ومغادرة دائرة الراسب لما لهذه اللفظة من ثقل اجتماعي ومعنوي قادراً على تثبيط عزائم الطلاب لا بل تفشيلهم اكاديمياً ومن ثم اجتماعياً ووطنياً.
وهنا يمكن القول ان المهمة ليست مستحيلة اذا ما تظافرت الجهود؛ فلقد ثبتت قدرة الاردني منذ زمن على تجاوز المحن في احلك الظروف، تحدياً وحباً، فجرعة الاصلاح المنوي اعطائها للقطاع التعليمي الذي يعاني التردد والجمود، والتقليد هامة، وجديدة على المجتمع الاردني، وبنفس الوقت كبيرة، وينبغي لها ان تعبُر إلى عقول الناس وقلوبهم بتدرج وثبات ليتم استيعابها؛ من خلال تنويع الاساليب وتجديد الوسائل. فالتغذية الراجعة تفيد بأن للقرارات التي تم اتخاذها في الوجبة الاولى من الوزير الرزاز اثراً ايجابياً على معنويات الاهل والابناء، فالمعيار واحد ودائم وهو الكفاءة ولكن تغير الاسلوب، وهذا منهج جديد ومُحبب في اتخاذ مثل هكذا قرارات مفصلية، وهنا يبرز تساؤل مشروع حول امكانية ان نتلقى قرارات مماثلة مُريحة ذات طابع اقتصادي للحكومة الحالية، او من الوزير ذاته في يوم من الايام؟
adel.hawatmeh@gju.edu.jo
ولقد كانت قناة التواصل هذه المرة، من خلال ورقته النقاشية السابعة؛ والتي خصصّها للحديث عن خلاصات رؤيته الثاقبة نحو مستقبل التعليم، بالتوازي مع التقاط وزارة التربية والتعليم في عهد الرزاز، سلسلة توجيهات ملكية سابقة طالبت بتطوير واصلاح التعليم؛ حيث تأتي هذه الورقة لتدعو الى السعي الحثيث، لبناء مواردنا البشرية وتطوير العملية التعليمية، والتي بدورها سوف تُشكل مجتمعاً اردنياً زنبركياً قادراً على القفز فوق تناقضات الواقع جدّها من هزلها، وجدلية الموارد؛ وفرتها من شحها؛ ليمارس دوره المحوري في النهوض بالأمة العربية والاسلامية على حد سواء.
من أهم خصائص عملية التنمية انها تراكمية، وهنا لا بد من توجيه الشكر للوزير الذنيبات على الجهود المضنية التي قام بها في جوانب عديدة، اسهمت في خلق حالة من تصحيح المسارات في فترة طغت عليها فوضى الانفكاك من حُرمة العلاقة بين الطلبة والمعلمين خروجاً عن المألوف، وتزايداً في حالات العنف خصوصاً في الجامعات بالنظر إلى ان سبباً رئيساً لذلك يكمن في النجاح غير المشروع لبعض الطلبة.
نعم لقد حملت الورقة النقاشية في ثناياها العديد من القضايا والتوجهات التي يجب ان تأخذ ضمن خطة متوازنة؛ تبدأ بعملية تهيئة مجتمعية لهذا النموذج الاصلاحي، وتغييراً في فلسفة التربية والتعليم ليؤكد على مضامين التجدد والاندماج الآمن مع العالم، الذي نعيش على هامش ابداعاته وابتكاراته، والتي هي بالأساس مخرجاته التعليمية؛ التي ننظر اليها من الزاوية الاخرى بعين الريبة والشك.
ولقد برزت الى السطح قضية هامة، لطالما نادى بها جلالة الملك تتمثل؛ في ضرورة احتضان الابداع والابتكار بغض النظر عن اطاره المؤسسي؛ فلقد دعا جلالته بشكل مباشر المؤسسات التعليمية على اطلاقها، إلى تبني الانسان الاردني المُبدع ودعمه؛ باعتبار أن اردنيته وموهبته هما مبررا دعمه؛ فالإبداع لا يعرف أطراً وظيفية ولا حدوداً زمنية ولا فئة عمرية. ليس هذا وحسب بل دعاها إلى السعي لاكتشاف مواهبه، الامر الذي يعني ضرورة التوسع في سياسة المسابقات العلمية والادبية المدرسية والجامعية باعتبارها اهم طرق اكتشاف المواهب والنبوغ .
كما المح جلالته إلى اهمية الحواضن المتنوعة في شد أزر الشاب الاردني ليتعلم ويعمل في بيئة محفزة، وكأن جلالته يؤكد على الحاضنة الاجتماعية بوصفها الاهم بين اخواتها، كونها تمنح الامل والتبرير والاسناد والشرعية ولها ومن اجلها تقوم اصلاً عمليات الاصلاح، والتنمية الشاملة، فلا بد ان يكون لها دوراً تنويرياً مؤثراً.
تتفق الادوار الجديدة المناطة بالمؤسسات التعليمية والتوجه العام في التعليم الاردني بحسب روح الورقة النقاشية و الملفات البارزة في الاصلاح؛ كالمناهج التي يجب ان تستند الى اسلوباً جديداً في التعاطي مع المعلومة بشكل يعمق منهجية التفكير والمنطق، ويجعل منها قاسماً مشتركاً للمتعلمين على تنوع اختلافاتهم، كما يأتي التوجيهي بثوبه الجديد وما رافقه من انفراج في توابعه؛ كحق الطلاب في التقدم لدورات عديدة دون قيود، ومغادرة دائرة الراسب لما لهذه اللفظة من ثقل اجتماعي ومعنوي قادراً على تثبيط عزائم الطلاب لا بل تفشيلهم اكاديمياً ومن ثم اجتماعياً ووطنياً.
وهنا يمكن القول ان المهمة ليست مستحيلة اذا ما تظافرت الجهود؛ فلقد ثبتت قدرة الاردني منذ زمن على تجاوز المحن في احلك الظروف، تحدياً وحباً، فجرعة الاصلاح المنوي اعطائها للقطاع التعليمي الذي يعاني التردد والجمود، والتقليد هامة، وجديدة على المجتمع الاردني، وبنفس الوقت كبيرة، وينبغي لها ان تعبُر إلى عقول الناس وقلوبهم بتدرج وثبات ليتم استيعابها؛ من خلال تنويع الاساليب وتجديد الوسائل. فالتغذية الراجعة تفيد بأن للقرارات التي تم اتخاذها في الوجبة الاولى من الوزير الرزاز اثراً ايجابياً على معنويات الاهل والابناء، فالمعيار واحد ودائم وهو الكفاءة ولكن تغير الاسلوب، وهذا منهج جديد ومُحبب في اتخاذ مثل هكذا قرارات مفصلية، وهنا يبرز تساؤل مشروع حول امكانية ان نتلقى قرارات مماثلة مُريحة ذات طابع اقتصادي للحكومة الحالية، او من الوزير ذاته في يوم من الايام؟
adel.hawatmeh@gju.edu.jo
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/15 الساعة 23:02