القرعان يكتب: «المكاسب المحرمة» في ظل غياب الرقابة الرسمية «النشامى»
د محمد كامل القرعان
ما زالت الأسواق الاردنية في ظل (الجائحة كورونا ) تشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار وبصورة لا تطاق، فالكثير من أصحاب النفوس الضعيفة استغل هذه الأوقات لرفع السعر وتحقيق الربح السريع على حساب قوت أخيه المواطن متناسيا ان فعلته هذه وأعماله تصنف بفئة ( الجشاعة والدنائة والرخص) .
وتاتي هذه التصرفات غير الأخلاقية ولا الدينية من قبل فئة ضالة خارجة عن معان الإنسانية، وفي ظل غياب الدور الرقابي للحكومة في هكذا ظروف استثنائية غير معتادة.
لا انكر ان التجربة يمكن وصفها بالقيمة اذا ما أحسنت الإدارة والتقييم والمتابعة، وحتى تكون كذلك فلا بد من الاستجابة الفورية للتعامل مع بعض المخالفات والممارسات غير الحسنة والتي تمارس من قبل فئة قليلة من أصحاب السوابق الأخلاقية من التجار الذين يعتاشون على دم الاخرين كالخفافيش او اكلت اللحوم او اضل سبيلا ، فجميع المواد الغذائية والتموينية الاساسية والخضار والفاكهة حتى المواد الطبية المعقم في الصيدليات ، تباع بأسعار مختلفة وعالية تماما، حيث تضاعفت الأسعار وتجاوزت الحدود التي تطاق ، وبحدود تثقل كاهل المواطن والموظف والمغترب والطالب والفقير والمعوز ، وامام هذه الظاهرة الخارجة عن الحدود العرفية المجتمعات و َغير لائقة للبعض لا سيما في هذه الظروف الاستثنائية التي يتوجب فيها التكافل والتعاضد ، ينبغي أن تواجه بتطبيق القوانين بصرامة وحزم من قبل الجهات المعنية والراعية لضبط الأسعار، واتخاذ أشد العقوبات بحق من يتجاوز التسعيرة التي همت الحكومة على إعلانها، الا ما لبثت ان تقاعست عن متابعتها.
َايضا تتطلب وعي المواطن والدفاع عن حقه، ناهيك عن بعض من يستغل الوقت الراهن للازمة التي تمر بها المملكة لتسويق وبيع منتجات منتهية الصلاحية، والأمر الخطب يحتاج تدخل فوري لوقف الجائحة من التجار عند حدودهم والالتزام بالأسعار المحددة لهم من قبل وزارة الصناعة والتجارة، واختم القول٠: "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به"
لأن الله سبحانه وتعالى حرم الخبائث والمكاسب المحرمة، وأمر بالأكل من الطيبات وما أباح الله سبحانه وتعالى لعباده، لأن المحرم يغذي تغذية خبيثة، وأما الطيب فإنه يغذي تغذية طيبة، وله آثار حميدة على جسم الإنسان وعلى تصرفاته وأخلاقه، وأما الخبيث فإنه يغذي الجسم تغذية خبيثة، وينعكس ذلك على تصرفات الشخص وأعماله َصحته ومظهره ، فإنها تكون خبيثة بتأثير طعامه الخبيث.