محمد الخلايلة.. ألم يَحُلَ الحَوْلُ على النصاب لرؤوس أموال معظم الأردنيين؟
سوف يحل علينا شهر رمضان الفضيل شهر العفو والمغفرة والعتق من النار وشهر الكرم حيث كان رسول الله عليه الصلاة والسلام أكرم ما يكون في هذا الشهر الفضيل لأن أجره مضاعف. لهذا نناشد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم ودولة رئيس الوزراء ومعالي الدكتور محمد الخلايله وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في التفكير في إصدار أمر دفاع لاقتطاع مبلغ من كل حساب حال عليه الحول لجميع الأردنيين في البنوك الأردنية وإذا إستطعنا في البنوك الأجنبية في الخارج وهذا المبلغ ما نسبته 2.5% من النصاب وهي نسبة الزكاة التي فرضها الدين الإسلامي على كل مسلم ومسلمة.
وهي حق لكل محتاج وفقير في أموال الأغنياء (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (المعارج: 24 و 25)) وتوزيعها بنسبة وتناسب على كل الصناديق التي أنشئت بأوامر دفاع وغيرها لمواجهة الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في هذا الظرف الراهن في أردننا العزيز. والظروف التي يمر بها أردننا وشعبنا وحكومتنا العزيزين على قلوبنا يستوجب ذلك وهو أمر فرضه علينا الدين الإسلامي كما ذكرنا. آخذين بعين الإعتبار الأشخاص الذين تبرعوا بمبالغ ربما فاقت هذه النسبة وآخذين أيضاً بعين الإعتبار إخواننا المسيحيين فعليهم بالتبرع بنفس النسبة أو غيرها فنكون لهم شاكرين ممتنين لتعاضدهم معنا لأننا كلنا أردنيين لا يفرقنا دين ولا مذهب ولا أي معتقد. وعلى المقيمين أيضاً من الجاليات العربية والأجنبية التبرع بما تجود به أنفسهم لأن الدول الأجنبية تعامل كل أجنبي مقيم فيها أكثر من ستة شهور كالمواطن العادي من حيث الحقوق والواجبات ومعظمنا درس في دول أجنببة ويعلم ذلك جيداً.
الأمر الذي دفعني لكتابة هذه المقالة وإقتراح هذا الإقتراح هو ما تم تداوله على وسائل التواصل الإجتماعية من أسماء لشركات ولمؤسسات ولأشخاص تبرعوا بمبالغ متفاوته. ومنهم أسماء لأشخاص مسؤولين سابقين وممن هم في المسؤولية ممن لم يتبرعوا بقرش واحد وورد اسم شخص أو أسماء ثلاثة أشخاص في القائمة التي نُشِرَت ممن تبرعوا بالقليل القليل الذي يمكن أن يتبرع بهذه المبالغ اي شخص عادي (وفق ما تم تداوله وأنا لست مسؤولاً عن حقيقة المبالغ التي أعلن عنها). وأمر آخر دفعني لكتابة هذه المقالة هو ما صدر من تهديدات من بعض الأشخاص الذين نشرت أسماؤهم في تلك القائمة ممن لم يتبرعوا أو تبرعوا بالقليل القليل إذا ما قورنت بالمناقصات والمشاريع التي حصلوا عليها من الدولة بالملايين. فنقول لكل أهلنا وعشائرنا في أردننا العزيز نحن كلنا في نفس السفينة ونرجوا من ربانها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم أن يبحر فيها إلى شط الأمان. ولكن علينا أن نقف خلف جلالته ونسمع وننفذ ما يصدر عن جلالته ودولة رئيس وزرائه من تعليمات وتوجيهات وأوامر دفاع حتى ينجوا الكل ونصل بعون الله إلى شط الأمان. نكرر علينا جميعاً أن نقف وقفة رجل واحد في وجه أزمة الكورونا كوفيد-19 وما تسببت لنا من أوضاع إجتماعية وإقتصادية غير متوقعه وألحقت بنا جميعاً الضرر (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (البقرة: 276))، وكما كتبنا سابقاً أن الانتماء لهذا البلد هو أن نعطي قبل أن نأخذ. وليس فقط أن نلهث خلف المناصب للحصول عليها كأردنيين لنستغلها لفوائدنا الشخصية ولا نكترث بالمصلحة العامة لا للقيادة ولا للحكومة ولا للوطن ولا للمواطنين، وعند نداء الوطن لنا للتبرع له نجعل لنا أذناً من طين وأذناً من عجين ولا نلبي النداء. ومن الممكن إذا ما توفر في هذه الصناديق فائض من الأموال بعد أن نتجاوز أزمة الكورونا ان تحول تلك الأموال بأمر من رئاسة الوزراء لتسديد مع على الأردن من ديون للبنك الدولي أوغيره من الجهات المقرضة ورب ضارة نافعة.