مختصون: الأردن تجاوز ذروة كورونا في آذار وآخرون يرجحون أنها في أيار
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/15 الساعة 18:32
مدار الساعة - انتصف شهر نيسان ولم تأت بعد ذروة فيروس كورونا رغم توقعات رسمية قبل أسبوعين بأنّها ستكون في هذا الوقت، في حين يتوقع مختصون وأعضاء في اللجنة الوطنية للأوبئة، أن تكون الذروة في شهر أيَّار، أو أنَّها كانت بتسجيل 40 حالة يوم 26 آذار الماضي.
وكالة الأنباء الأردنية "بترا" رصدت في وقت سابق تصريحات صدرت عن عدَّة جهات محلية، أكدت أنَّ هناك توقعات بأن يكون منتصف شهر نيسان الحالي هو ذروة تسجيل الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، وتبين من خلال استطلاع رأي أعضاء في اللجنة الوطنية للأوبئة ومختصين أكاديميين بعلم الفيروسات والأحياء الدَّقيقة، أنَّ وقت الذروة كان عندما تم تسجيل 40 حالة وقد يتغير وقتها في شهر أيار المقبل إذا تمَّ تسجيل حالات أكثر بل وقد يكون هناك أكثر من وقت للذروة.
استاذ علم الفيروسات والأحياء الدَّقيقة في الجامعة الهاشمية الدكتور أشرف الخصاونة قال لـ "بترا" إنَّ الذروة مرتبطة بعدد الحالات اليومي، وهذا "العدد يبدأ بالتناقص التدريجي بعد تسجيل أعلى رقم".
وأكد أن الإجراءات الحكومية الصَّارمة أثمرت عن عدم تسجيل حالات بأعداد كبيرة كما هو في الدول العالمية المتعددة، وأنَّ الذروة قد تكون بالعدد 40 الذي تمَّ تسجيله أواخر شهر آذار الماضي، بمعنى أنَّ الأردن انتهى من وقت الذروة ما لم يكن هناك أكبر من الرَّقم الذي تمَّ تسجيله في آذار الماضي.
ونوه إلى ضرورة أن نكون حذرين في قضية الذروة خاصة إذا ما تم عودة الحياة الطَّبيعية إلى مرافق الدَّولة، مشيرا الى أنَّ منظمة الصِّحة العالمية توقعت أن تكون ذروة الفيروس في شهر أيار المقبل، وأنَّ بدء ارتفاع درجات الحرارة سيسهم في انحسار الفيروس.
ولفت إلى أنَّ مشكلة كورونا هي أنَّه ينتقل من شخص لآخر، ولا توجد حتى الآن دراسات دقيقة عليه، وفي الأوبئة لا يوجد الأفضل، وأن القاعدة العامة في الفيروسات هي أنَّ من يُصاب به للمرة الأولى يكتسب مناعة منه ولا يعود إليه، وأنَّ الحالة التي تعافت وعاد إليها الفيروس في الأردن أمس هي استثناء.
وأشار عضو اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور عزمي محافظة إلى أنَّه في قضية فيروس كورونا لا أساس لقضية الذروة، وهذا وباء عالمي منتشر ولن يتمكن أحد من القضاء عليه وحده، وحتى لو تخلَّص الأردن منه فإنَّ هذا لا يعني الخلاص لأنَّه وباء عالمي.
وأكد ضرورة التَّعايش مع الفيروس منذ الآن، وسيصبح وباء موسميًا، والفيروسات لا تستجيب لرغبات الدول والحكومات، ويجب أن تبدأ عملية التَّعامل مع فيروس موجود كل يوم وكل عام، ووصول الحالات في الأردن إلى نحو 400 حالة تم توقعه من اللجنة منذ زمن وبنفس الدِّقة، ولا يوجد انتشار وبائي مخيف في الأردن حتى الآن.
ولفت إلى انَّ الوضع يصبح مخيفًا إذا وصل عدد الحالات اليومي إلى ألف حالة، ويعجز النظَّام الصِّحي عن استقبالهم، وهنا يجب أنَّ يستمر التَّقصي الوبائي لحظة بلحظة، والعدد في الأردن تحت السيطرة، وينبغي عدم ازدياد الحالات مستقبلًا.
وبين أنَّ الذروة في الأردن مرّت بأعلى عدد حالات يومي والذي وصل 40 حالة، لكن جامعات عالمية تتوقع أن يكون هناك موجات جديدة للوباء في شهر تشرين الثَّاني المقبل، وأنَّ علماء الأوبئة يعملون بشكل صحيح حتى اللَّحظة.
ولفت إلى أنَّ فرصة القضاء على الوباء كانت فرصة وحيدة وفاتت على البشرية وكانت ببداية العام الحالي وتحديدًا في شهر كانون الثَّاني، واليوم يتركز العمل على الحد من انتشاره وكبح جماحه، مؤكدا أن الإجراءات الحكومية الأردنية تسير بشكل ممتاز ودليل ذلك ما يتم تسجيله من حالات حتى اللحظة.
وقال عضو اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور فارس البكري أن لا أحد يعلم متى سيأتي وقت الذَّروة على وجه التأكيد، وهذا الوقت مرتبط بالمنحنى الإحصائي لكل دولة وظروفها الاجتماعية والصِّحية، وأنَّ هذا الوقت يُعلَم على وجه التأكيد بعد المرور بنقطة الذروة مع العلم ان من الممكن ان يكون هناك أكثر من وقتٍ لذلك.
وأكد البكري أن انتشار الوباء وانتهاءه من الأردن مرتبط بثقافة المجتمع والالتزام بالتعليمات الصحية والتباعد الجسدي والنِّظام الصِّحي، وأنَّ فتح مرافق الدَّولة سيتم تدريجيًا بما يراعي الالتزام بالتَّقصي الوبائي للكشف عن الحالات.
وأكد أنَّ الوضع الوبائي في الأردن تحت السَّيطرة، ومؤشر الإصابات يدل على أنَّ عدد الحالات الذي تم تسجيله حتى الآن مقبول ويمكن التعامل معه من قِبل النِّظام الصحي، وعلى الجميع أن يُسهم في إبقاء هذه الأعداد تحت السَّيطرة.
وسجل الأردن حتى منتصف نيسان 397 إصابة بفيروس كورونا المستجد، تعافى منها 235 شخصًا، وتوفي 7 أشخاص، بينما بقي تحت العلاج 155 شخصًا، حسب آخر الأرقام الرَّسمية الصَّادرة عن الجهات الصحية المختصة.
منظمة الصِّحة العالمية قالت في بيان لها إنَّ التقصي المبكر للحالات وفحصها وعزلها ورعاية كلِّ حالة وتتبع جميع المخالطين هي إجراءات ضرورية لوقف انتقال الفيروس، وأنَّ عدد الحالات يتضاعف كل 3 - 4 أيام في بعض الدول، وهناك تراجع بطيء، وهذا يعني أنَّ تدابير المكافحة يجب أن تُرفع ببطء وبانضباط ولا يمكن رفعها دفعة واحدة.
وأكدت أنَّ تدابير المكافحة لا يمكن أن تُرفع إلا إذا طُبقت التدابير الصحيحة في مجال الصِّحة العمومية، بما في ذلك تعزيز القدرة على تتبع المخالطين بشكل كبير، وهناك بلدان كثيرة تنظر فيما إذا كان يتعين فرض تدابير وقيود على حركة التنقل، خاصة البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
وأصدرت المنظمة استراتيجية ترسم معالم المرحلة القادمة في التعامل مع الفيروس وتتضمن، السيطرة على انتقال العدوى؛ وأن يمتلك النِّظام الصِّحي القدرات اللازمة لكشف كل حالة وفحصها وعزلها ومعالجتها وتتبع جميع المخالطين؛ وأن يُضمن الحدّ من مخاطر حدوث جائحات في أماكن معينة، مثل المرافق الصحية ودور رعاية المسنّين؛ وأن تُتخذ تدابير وقائية في أماكن العمل والمدارس وغيرهما من الأماكن التي يعد قدوم الناس إليها ضروريا؛ وأن يتسنى إدارة مخاطر الحالات الوافدة؛ وأن تتحلى المجتمعات المحلية بوعي تام وإشراكها وتمكينها بالكامل للتكيف مع "الوضع الجديد".
--(بترا)
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/15 الساعة 18:32