الترك تكتب: من هو المريض رقم 1
*بقلم المحامية اسراء اكرم الترك
لا يزال العالم يعيش صدمة الفايروس ويتساءل الجميع من اين اتى وكيف انتشر ، ولا شك ان اهل القانون البيئي بجانب اهل الطب يحاولون الإجابة على هذا التساؤل، باعتبار ان هذه الإجابة هي حجر أساس في القضاء عليه وتجنبه، او تجنب ما قد يشبهه من الجوائح الصحية التي قد تأتي على كرتنا الأرضية – لا سمح الله – في المستقبل ، وعليه أورد المتخصصون العديد من النظريات ، لكن ما يلفت النظر حقيقة هو ما ورد مؤخرا عن بروفيسور أمريكي وهو عالم ، وباحث في القانون الدولي في جامعة الينوي الامريكية والصائغ الأول لمسودة اتفاقية حظر استحداث واستخدام الأسلحة البكتريولوجية ( والبيولوجية ) حيث صرح بمقابلة تلفزيونية ان ما يحصل في العالم حاليا من تفشي وباء فيروس كورونا كوفيد 19 ما هو الا فيروس مهنَدس ،محضر ومطور في جامعة نورث كارولينا بالتعاون مع مختبرات متخصصة في استراليا والتي انضمت لها مختبرات مخصصة لاستحداث الأسلحة البيولوجية في الصين وفي مدينة يوهان بالذات .
هذه الحقيقة المفجعة والتي يقدمها البرفسور فرانسيس بويل للملأ على طبق من فضة ، تقول ان المرض بدأ انتشاره في الصين من مدينة يوهان واقع لا شك فيه ، لكن بداية الانتشار كانت من خلال اعتقاده ان احد العاملين في المختبر -سالف الذكر- قد أصيب بالمرض وهو لا يدري لعدة أيام ،(قد تكون امتدت لأكثر من 14 يوم) ،خلالها، لابد انه كمن باقي البشر عاش حياته الطبيعية، وخلالها بدأت دائرة العدوى تتشكل وتكبر الى ان اجتاحت الصين ومنه انطلقت للعالم باسره.
وسواء اكان هذا المعتقد صحيحا او انه تم اطلاق هذا الفيروس مع سبق الإصرار، او ان نظرية البروفيسور بويل والتي تقضي بإهمال احد الشروط الاحترازية لمثل هذا العمل القذر ،يشوبها خطأ ما ، فان من حق كل من يقطن على هذه الأرض ان يعرف من هو المريض رقم واحد ، لابل وان نعرف جميعا ان الصين هي احد الدول الموقعة على الاتفاقية سالفة الذكر ومعها صديقتها اللدودة الولايات المتحدة دون استراليا التي لم تحضر ولم توقع ولم يكن لها أي دور في هذه الاتفاقية والتي فأنه حكما ، قانونا وأخلاقا ،كل من الولايات المتحدة والصين تتحملان المسؤولية القانونية امام العالم اجمع عن هذه الجائحة وبمقتضى الاتفاقية سالفة الذكر.
بتاريخ 10-4-1972 صدرت اتفاقية حظر استحداث واستخدام الاسلحة البيولوجية، تم اخر اجتماع لأعضائها اللذين أصبحوا حوالي 104 دول عبر العالم اجتمعوا ومنها الأردن، في جنيف أيلول 2019 .
اهم الاحكام القانونية الواردة داخل متن هذه الاتفاقية هي تحويل المختبرات الى العمل السلمي العلمي لخدمة البشرية ، ضرورة دمج نصوص هذه الاتفاقية مع منظومة القانون الوطني لكل دولة عضو وطرف فيها ، الحق لأي دولة بان تقوم بالتوجه لتقديم شكوى ضد الدولة مخالفة لكل من رئاسة الاتفاقية، ومجلس الامن الذي له الحق في عمل لجان تحقيق لتأكد من صحة الشكوى، وبناءا على نتائج التحقيق تفرض عقوبات على الدولة المشتكى عليها اذا ثبت بالدليل ارتكابها لهذه الجريمة .
وبالرجوع الى الوثائق والبيانات الختامية للمؤتمرين السادس عام 2006 والسابع عام 2011 نجد التأكيد صراحة على ضرورة تأهب الدول لبناء القدرات البشرية لتصدي لحالات تفشي الامراض والاوبئة سواء نتيجة استخدام سلاح بيولوجي او التذرع ان خطأ ما قد حصل نتيجة تجارب بيولوجية لأغراض سلمية، الا ان ما يحدث الان يؤكد لنا كشعوب ان هذه النصوص وتلك التوصيات لم تخرج عن كلمات منمقة من ذوي البدلات الانيقة في الفنادق الفاخرة.
ان هذه الاتفاقية لم تعد تفي بالغرض المنشود منها لانه ثبت بالوجه القطعي انه حتى في حالات السلم ( اذ افترضنا ان هذه المختبرات سالفة الذكر تقوم بالعمل البيولوجي لأغراض سلمية) قد يؤدي الى كوارث إنسانية كالتي نعيشها الان ، لذلك لابد للعالم من ان يتوجه لنظام عالمي جديد مبني على الاخلاق المترجمة لقوانين صارمة في عمليات البحث والتطور التي توقظ الشر والجشع في داخلنا كبشر ، لا بد ان نعي ان هذه الاتفاقية هي من صنع البشر ،وأصحاب المصالح، وان الأمم من علماء وقانونيين متخصصين لابد ان يتداعوا لاستحداث وفاق دولي جديد مبني على أسس وقائية إنسانية تحوي نفسا علميا وأخلا قيا بامتياز وتضع تشريعا عالميا مربوط بأنظمة عقوبة صارمة تطبق على الجميع دون استثناء دولة وان تقود هذه العملية الأمم المتحدة بحيادية وحرفية وجدية .
ولا ادري لماذا كان الشق الغربي من هذا الكوكب ، وما زال ،هو من يتحرك بداخله هذا الاستعداد لهذه الممارسات ، هل هي الرأسمالية ،هل هو الفكر المادي الخالي من الروحانية والعلاقة المتوازنة مع الخالق ، لا بل الاعتراف بوجوده من حيث المبدأ والاساس وبالتالي نعرف ان فوق قدرتنا هنالك قدرة من خلقنا ،وانه لا يحيق المكر السيء الا بأهله ،كمان نرى الان( 1000 وفاه يوميا في مدينة واحدة في الولايات المتحدة على سبيل المثال) ناهيك عن تبني صاحب القرار هناك نظرية مناعة القطيع والتي أودت بهم الى الهاوية، و انا على يقين ان نتائجها المجحفة بحق شعوب أوروبا وأميركا لم ترى وتصل لنهايتها المدمرة بعد ، فالقصة لم تنتهي ،والخير بالجايات كما نقول بالمثل الشعبي.
ومن جهة أخرى ،وبالرجع لتاريخنا الإنساني هنا على هذا الشق من الكوكب ( الشق الشرقي) لم نجد ان المسلمين كانوا قد سجلوا طوال فترة قوتهم وسيطرتهم على هذه الأرض حالة تلوث واحدة مقصودة ام غير مقصودة ، سواء في حالات السلم او الحرب ، لم يفكر أي عالم او باحث مسلم بان يجير او يحول علمه لضرر الانسانية لابل على العكس ، ان ابن سينا هو من أتى بفكرة الحظر عند انتشار الوباء بين الناس وسماها الاربعينية، أي ان تحجر الناس انفسها في بيوتها أربعين يوما حتى ينتهي الوباء، ومنها أتت كلمة( كاراتين) المستخدمة في الإنكليزية .
وهنا يطرح التساؤل الكبير: ألم يأن الأوان لنا كمسلمين ان نتدخل فعلا في حل هذه الازمة ، لابل ان نكون قادة نسج النظام العالمي الجديد القائم على الاخلاق الانسانية التي تعترف باننا لا نملك الأرض ،وانما هي امانة في اعناقنا ،ومنها تنطلق العلوم والقوانين والاتفاقيات الدولية التي تحميها.؟
قال تعالى في كتابه الكريم :(واذ قال ربك للملائكة ان جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم مالا تعلمون )
صدق الله العظيم .
*متخصصة بقضايا وتشريعات البيئة