نواف العجارمة يكتب: التعليم عن بُعد.. رسالة أمان واطمئنان

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/14 الساعة 12:32

كتب: نواف العجارمة - الأمين العام للشؤون التعليمية - وزارة التربية والتعليم

في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها طلبتنا هذه الأيام، وفي سياق الحديث عن عملية التعليم عن بعد التي بادرت بها وزارة التربية والتعليم، وما صاحبها من ردود أفعال كان أكثرها مؤيِّدًا مبارِكًا هذه الخطوة، وفي ذروة الحديث عن إنجاز الوزارة على كل الصعد المحلية والإقليمية والدولية انبرت فئة من أعداء النجاح تعارضت مصالحها مع مصلحة الوطن؛ فبدأت تهاجم التعليم عن بعد بكل ما تملك من سوداوية وجحود إلى أن وصل بها الأمر إلى محاولة إيجاد رأي في المجتمع يطالب بمقاطعة التعليم عن بعد، وهذا ما دفعني بحكم موقع المسؤولية أن أتوجه في حديثي هذا لأبنائي الطلبة حديث الأب الشفيق بأبنائه.

ما كان قرار وزارة التربية والتعليم بالتحول إلى التعليم عن بعد إلا التزامًا منها باستدامة رسالتها التعليمية، وحرصًا منها على حقكم الطبيعي في التعليم، وقد سخّرت الوزارة كل طاقاتها البشرية والتقنية لأجل ذلك، وبذلت جهودًا جبارة لتضع بين أيديكم الدروس التعليمية، وعملت كل ما في وسعها لتصل هذه الدروس إلى كل طالب فيكم أيًّا كان موقعه وواقعه، وهي إذ تقوم بواجبها هذا تجاهكم لتدرك أن عملية التعليم عن بعد قد شابها بعض العيوب، لكن العيوب لا تغيب حتى عن التعليم المدرسي، والصواب ألا نقف عند حدود هذه العيوب، ولا نتخذها ذريعة للتراجع عن تلقي التعليم، ولنضع في الحسبان أن الظروف الاستثنائية التي نعيشها اليوم تحتاج منا إلى جهود استثنائية لمواجهتها. وفي الوقت الذي لا تخفي فيه الوزارة أن عملية التعليم عن بعد هي عملية جديدة على كثير منكم، وقد يجد بعضكم بسبب ذلك صعوبة في تلقي التعليم عن بعد، فإنها تؤكد لكم في الوقت ذاته أنه بالممارسة المستمرة لهذا النوع من التعليم تزول الغربة، ويصبح الأمر معتادًا. كما أن عدم استيعاب بعضكم لجزء من المحتوى المطروح في الدروس التعليمية أمر متوقع، ولا يوجب القلق- فالقلق يعيق التعلم- بل يوجب مزيدًا من بذل الجهد لاستيعابه.

وملخص القول؛ إن وجود بعض التحديات التي تواجهكم في عملية التعليم عن بعد أمر تقره الوزارة ولا تنكره أبدًا، وليس من المجدي أن نواجه هذه التحديات بالانسحاب من التعليم عن بعد أو مقاطعته، ولا سيما أن الوزارة تعمل بكل طاقتها من أجل تجاوز كثير منها، وتؤكد أنها ستأخذ بالحسبان هذه التحديات في كل قراراتها التي سترد لاحقًا.

أدعوكم إلى مزيد من الاطمئنان، وأؤكد لكم أن الوزارة ستكون – كما كانت دومًا- إلى جانبكم ترعى مصالحكم، وتقدر ظروفكم، وتدفعكم نحو النجاح، وأنصحكم ختامًا أن تحثوا الخطى نحو العلم الذي هو عنوان مستقبلكم، وتتفاعلوا مع معلميكم الذين هم عنوان العطاء، ولا تركنوا لتلك الفئة التي تتستر بثوب الإصلاح، وهي تسعى لتبديد الجهود الخيّرة التي بذلتها الوزارة بعيدًا عن مصلحتكم ومصلحة الوطن، (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/14 الساعة 12:32