مُوَاجَهَةُ ترَامْب بِتَصْرِيْحَاتِ لِأُوبَامَا رَئِيْساً سَابِقاً وَعُضُو كُونْجْرِس لِأَمْرِيْكَا حَالِياً عَنْ فَيْرُوسَاتٍ قَاتِلَةٍ

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/13 الساعة 14:23
تم إنتخاب باراك حسين أوباما الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية منذ 20 يناير 2009 وحتى 20 يناير 2017، وهو من مواليد 4/8/1961 وأول رئيس من أصول أفريقية يصل للبيت الأبيض. والده من أصول كينية، بينما كانت والدته ستانلي آن دانهام Stanley Ann Dunham من أصول إنجليزية، انفصل والداه عندما كان أوباما طفلًا، وعاش مع جديه لأمه حتى أكملت والدته تعليمها. تخرج أوباما من المدرسة الثانوية عام 1979 وانتقل إلى لوس أنجلوس ليدرس في جامعة كولومبيا Columbia University عام 1981 ليدرس العلوم السياسية ويختص بالعلاقات الدولية ويتخرج بشهادة بكالوريوس عام 1983. دخل باراك أوباما إلى كلية هارفارد Harvard Law School في خريف عام 1988 وتخرج عام 1991، تدرج بالمناصب السياسية من منصب سيناتور في ولاية إيلينوي إلى سيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي، ونال في عام 2009 جائزة نوبل للسلام. وقد واجه أوباما أزمة انتشار إنفلونزا الخنازير بعد شهور من توليه الرئاسة من نفس العام. في عام 2014 حذَّر أوباما مجلس الكونجرس الأمريكي والشعب الأمريكي بالإستعداد لمواجهة وباء خطير ومميت من فيروسات متطورة من سلالة الفيروسات التي سببت الإنفلونزا سابقاً بأنواعها المختلفة مثل الإنفلونزا الإسبانية التي أودت بحياة ملايين البشر. وقال علينا في أمريكا أن ننشئ بنية تحتية في الوطن وفي العالم أجمع بالتعاون والمشاركة مع دول العالم بحيث تسمح لنا هذه البنية التحتية برؤية هذه الفيروسات وعزلها والإستجابة لها بسرعة. وقد ذكر في حديثة في ذلك العام 2014 أنه يمكن أن نواجه مثل هذه الفيروسات بعد خمسة سنوات من الآن (أي في عام 2019 وقد حصل كوفيد-19) أو ربما بعد عقد من السنوات (بسبب الإستمرار في الحروب البيولوجية بين الدول) . وحث الأمريكيين ودول العالم لوضع ميزانية لذلك، للإستعداد لمواجهة مثل هذه الأوبئة ومنع إنتشارها وتفشيها في العالم. وقال كنا محظوظين مع H1N1 في السيطرة عليه ومنع تفشيه في العالم بشكل كبير، وحذَّر من أن يأتي وقت في المستقبل وينتشر فيروس بمرض ينتقل بالهواء ومميت وقاتل وينتقل من أقصى العالم لأقصاه في يوم واحد. ولهذا كرَّر وشدَّد على إنشاء بنية تحتية في الوطن والعالم اجمع لمواجهته والتمكن منه وهذا لا يعتبر فقط تأمين ولكن إستثمار للمستقبل ولمستقبل أطفالنا وأحفادنا. وشدَّد أوباما أيضاً في مقالة له في صحيفة نيويورك تايمز كعضو مجلس في الكونجرس الأمريكي بعد أن سلَّم الرئاسة لترامب، مسؤولي الصحة العامة وصناعة الأدوية وإدارة ترامب الجديدة والحكومات الأجنبية والمنظمات الدولية لتأسيس إطار دائم للحد من إنتشار الأمراض المعدية في المستقبل (لأنه يعلم أن هناك سباق بين الدول العظمى على تطوير فيروسات بيولوجية يمكن إستخدامها في الحروب البيولوجية المستقبلية). كما أن الرئيس دونالد ترامب علاوة على ما تقدم من تحذيرات من قبل أوباما، تلقى إحاطات حول فيروس كورونا المستجد في وقت مبكر من شهر يناير من عام 2020 لكنه إستمر هو وإدارته في التقليل من أهمية التهديد حتى شهر مارس. وكان تبريره لذلك أن الكثير من الناس يعتقدون أن هذا الفيروس سيزول وينتهي في شهر إبريل مع إرتفاع درجة حرارة الجو. ولكن الذي حصل عكس ما توقع حيث بلغت إحصائيات الكورونا المستجد في الولايات المتحدة: عدد الإصابات 561,103 عدد المتعافين 41,730 وعدد الوفيات 22,106 مقارنة مع الإحصائيات العالمية: عدد الإصابات 1,850,230 وعدد المتعافين 430,455 وعدد الوفيات 114,215 حتى يوم أمس. وعندما سئل ترامب من أحد المتحثين الرسميين من الشعب الأمريكي في اللقاء مع إدارته: قال توني فاوتشي من إدارتك: أن التأخر في التعامل مع فيروس كورونا كان فاشلاً، فهل تتحمل مسؤولية ذلك؟ أجاب ترامب: لا أتحمل المسؤولية على الإطلاق. فقال المتحدث الرسمي له: أنت الذي أمرت بحل المكتب الخاص بإدارة أزمات الأوبئة والصحة العالمية في البيت الأبيض وأقلت وفصلت جميع العاملين فيه. فما تفسيرك لذلك؟ فأجاب أنا رجل أعمال ولا أحب أن يبقى آلاف من الموظفين في إدارتي لا يعملون منذ سنوات ونحن لسنا بحاجة لهم. وأضاف أنه ومع ذلك إذا إحتجناهم نستطيع إرجاعهم لأعمالهم بسرعة. وكما قال توني فاوتشي سابقا أننا أنقذنا آلاف الأرواح بإتخاذنا قرار الإغلاق. ندرك تماماً مما تقدم أنه عندما يتولى المسؤولية أي شخص مادي ويهمه المال أكثر من أرواح الشعب في أي بلد سيحصل في شعب ذلك البلد مثل ما حصل في الشعب الأمريكي. وعلى الرغم من كل التحذيرات التي أطلقها الرئيس أوباما لترامب وإدارته وللكونجرس الأمريكي، لم يفعل الرئيس ترامب أي إجراءات لحفظ أرواح الشعب الأمريكي، وها هي أمريكا يتوفى فيها كل أربع وعشرون ساعة على الأقل ألفين شخص. فقد سبقت أمريكا الصين وإيطاليا وغيرها من الدول في الوفيات، وهل سيفلت الرئيس ترامب من محاسبة ومحاكمة الشعب له؟
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/13 الساعة 14:23