تقاسيم على وتر التأويل

مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/15 الساعة 11:01

فِي الْحُلْمِ ،
بُعَيْدَ الفَجْرِ، وقَبْلَ طُلُوعِ الشّمْسْ
كَانَتْ عُصْفُورَةُ قَلْبيْ تَـنْقُـرُ نَافِذَتِيْ
وتُخَبّرُني عَنْ عُصْفُورٍ جَبَليٍ ، أخْضَـرْ    
عنْ دُوْرِيٍ صُوفِيٍّ، مَـنْـتُوفِ الرّيـشْ          
عنْ زَرْزُورٍ دَرْويـشْ
يَتَسَوّلُ كُلّ حَدائِـقِ بَلْدتِـنَا
لا يَـتْـرُكُ فيها مَـجْـلِسَ أُنْـسْ .
يَتَخَلّلُ قَلْبَ الجَـوْزِ ،
ولُبّ اللّـوْزِ ، ويَشْرَبُ نُسْغَ التّينْ  
فَيَجيءُ بِأَسْرارِ الأسْرارِ ،    
يُـقَطِّـرُهَا فِيْ عَيْنِ الشّمْسْ .      
                         ***
كَانَتْ عُصْفُورَةُ قَلْبِيْ ،   
تُخْبِرُنـِيْ ، يَا سَيّدَتِيْ ، عَنْ ذَاكَ المَنْتُوفِ الرّيشْ
أَنّي مَا عُدْتُ أُسَاويْ ذَرّةَ رَمْلٍ،
تَسْتَلْقيْ في الشّمْسِ على شُطْـآنِـكْ             
أنّيْ مَا عُدْتُ الغُصْنَ اليانِـعَ،
يَـنْـعَمُ مِثْلَ صَغيرِ الطّيْرِ بِأَفْنانِـكْ .
أنّيْ مَا عُدْتُ أُمَـثّـلُ سَطْراً
في مَوْسُوعَتِكِ الْكُبْرَى
أوْ حَـتّى فَاصِلَةً
فِي ( نوتـَةِ ) ألْحَانِـكْ .
فَأَنـَا في الْهَامِشِ مَـنْفِيٌّ ،
أتَـعَـثّـرُ مَطْرُوداً مِنْ جَـنّـةِ وِجْدانِـكْ .
                          ***
قَتَلَتْني النّجْوَى سَيّـدَتي
غَرَسَتْ سِكّيناً في رِئَتِي الْـيُسْرَى
وَعَلَى قَلْبِي كَسَرَتْ عَشْرَا         
وَأهَالَتْ كُلَّ النّارِ بِحَقْلِ جُرُوحِي
فَأَرَانِيْ .. يَأكُلُ فِيَّ الجَمْـرُ الجَمْـرَا .  
                         ***
يَا سَيّدَتي، يَا نَخْلَةَ عُمْريْ
يا ( ضَـوّ ) الْعَـيْنِ ،
وَيا شَالَ الرّوْحِ  السّهْرَانَـةِ،
في حَقْلِ النّعْنَاعِ على إِشْرَاقَةِ فُسْتانِـكْ
قُولي : إنّي مَا كُـنْتُ أرَاكْ
شَيْئاً في خَارِطَتيْ .
قُولي ، يَا سَيّدتيْ، قُولي :
                   كَالغَيْمَةِ في صَيْفٍ مَرّتْ
                   لَمْ تُمْطِرْ مَاءً في حَقْليْ
                  لَمْ تَتْرُكْ ظِلّاً ، يَا هَذَا ، في دَرْبي .
قُولي ، يَا سَيّدتي ، قُولي ..
فَأنا أَدْرَكْتُ بَأنّيْ ،
مَا كُنْتُ القَمَرَ السّهْرَانَ بِـنَيْسَانِكْ
مَا كُنْتُ شُجَيْرَةَ حَـوْرٍ في حَقْلِكْ    
أو شَتْلَةَ رَيـْحَانٍ ،
فِي ... ( يِسْلَمْلِيْ ) ... بُسْتَانِـكْ .
                           ***
قُولي ، وَأرِيحِينيْ
وَأَرِيقيْ أحْمَرِيَ القَانيْ
وَأبِيْحِينيْ .
لا تَلْتَفِتِي لِلرأْفَةِ بي،
عِنْدَ التّعْليقِ على أعْـوادِ، الصَّـلْبِ             
وَلَا لِلرّحْمَةِ عِنْدَ الْعَرْضِ عَلى السِّكِّـينِ .
لَكِنّيْ أُقْسِمُ، سَيّدتيْ    
أنّيْ مَصْلُوبٌ فَوْقَ يَقِينيْ
أنّي آمَـنْتُ بَأنّكِ أَنْتِ تَظَلّينَ الْأولَى
مَنْ أسْكُبُ مَاءَ الْقَلْبِ لِحِنْطَتِهَا
مَنْ أَسْجُدُ في مِـحْرابِ أنـُوثَـتِهَا
وَأقُولُ لِمُبْدِعِهَا : سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكْ .  

    مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/15 الساعة 11:01