المافيا والكورونا في إيطاليا ومصير التاجر الطارئ في الأردن

مدار الساعة – نضال العمرو - نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً عن الدور الذي تقوم به الجماعات الاجرامية المنظمة في إيطاليا والمعروفة اصطلاحاً بالمافيا؛ حيث تقوم بتوزيع الطعام على السكان الذين يعانون من جراء جائحة كورونا والتي أودت بحياة المئات من مواطني هذا البلد الصديق. وفي التقرير ذاته نقلت الصحيفة عن نيكولا جراتيري، محقق مكافحة المافيا ورئيس مكتب المدعي العام في كاتانزارو، انه "منذ أكثر من شهر، تم إغلاق المتاجر والمقاهي والمطاعم والحانات مما يعني أنهم لم يتلقوا أي دخل منذ أكثر من شهر وليس لديهم أي فكرة متى يمكنهم العودة إلى العمل؛ بالرغم ان الحكومة الايطالية قامت بإصدار ما يسمى بقسائم التسوق لدعم الناس؛ وحذّر قائلاً: إذا لم تتدخل الدولة قريبًا لمساعدة هذه العائلات، فستوفر المافيا خدماتها، وتفرض سيطرتها على حياة الناس". نحمد الله أننا في المملكة الأردنية الهاشمية لدينا نظام إنساني وطني منح الصلاحيات للحكومة لتقديم المساعدات الأساسية لكل الفقراء، وهذا ما يشهد به المواطن الأردني مما يقدمه الجيش ومرتبات الامن العام ووزارة التنمية ومؤسسة الضمان الاجتماعي من طرود غذائية تخفف من أعباء المواطنين جراء هذه الأزمة العالمية؛ ناهيك عن المساهمات المادية والعينية التي تقدمت بها شركات ومؤسسات القطاع الخاص وبعض من التجار والمستثمرين العرب والأردنيين لإستمرار العمل والحياة ضمن الخطط الإدارية الموضوعة بإحكام لهذا الظرف الاستثنائي. لكن الأمر لم يخل من تنصُّل مجموعة تجار طارئين على المجتمع الاردني؛ والذين اشبعوا دنيا الفضاء الإلكتروني ردحاً وجعجعةً ضد الدولة الأردنية، وفي مراحل وصل الأمر بهم للسعي للتفرقة والعنصرية؛ وهم أكثر الناس تخمةً من خيرات هذه البلاد في جميع القطاعات التي يعملون فيها دون استثناء. يقول أردنيون ان التاجر الطارئ صاحب الشركات والعلامات التجارية المشهورة تخلى عن البلد الذي احتضنه في وقت نبذته كل الأنظمة؛ ويذكره بأن هذا البلد هو من بنى امبراطوريته وثروته ووفر له الحرية التجارية والأمن والأمان وجعل من بعضهم شخصيات سياسية؛ فدفع الضرائب الاعتيادية لا يكفي في زمن استثنائي يستوجب المساهمة بالكثير مقابل الكثير الكثير مما قُدّم له. كل تاجر طارئ كالفايروس هكذا بات المجتمع الأردني يحلل؛ وسيتحد الأردنيون لنبذه وطرده من جسمهم؛ فلم يعد المجتمع بكل مكوناته يجهل المعنى الحقيقي للتصرفات السابقة لهؤلاء الفايروسات الطارئة وسيحاربهم ويخرجهم خارج هذا البلد العصي على أي عصابات تعتقد انها تستطيع السيطرة على الشارع العام في أي مرحلة قادمة بعد جائحة كورونا.