الصحة العالمية: التزام الحجر المنزلي يرجح شفاء المتعافين من كورونا
مدار الساعة - لا تنفي منظمة الصحة العالمية ولا تؤكد، مقولة أن متعافي مرض (كوفيد 19)، لن تعاودهم الإصابة مجددا، نظرا لغياب الدليل العلمي، لكنها لفتت إلى حقيقية أن المتعافين في وضعية أكثر أمانا من سواهم، بفعل اكتسابهم قدراً من المناعة من فيروس كورونا.
وتدعو المنظمة ممثلة بمكتبها الاقليمي لشرق المتوسط وعلى لسان استشاري الوبائيات الدكتور أمجد الخولي في إجابة على أسئلة طرحتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الأفراد إلى تجنب الذعر والابتعاد عن الوصم والتمييز تجاه أي شخص مشتبه أو مصاب أو متعاف، معتبرة ان الوقت الان هو لإظهار التعاطف والمساندة والتضامن مع الاخرين .
وفي معرض رد الدكتور الخولي على سؤال هل يكتسب المتعافي من (كوفيد- 19) مناعة تحصنه من الإصابة بالفيروس مجددا، أوضح انه نظراً لحداثة العهد بهذا الفيروس فإننا ما زلنا نستكمل معارفنا حول نشاطه وطبيعته ولكن بالقياس على الفيروسات والأمراض الأخرى فإن الجسم حين يصاب بفيروس ما ويتعافى منه يُكون في المعتاد مناعة ضد هذا الفيروس أو المرض الذي يسببه.
وبهذا السياق نبه إلى ضرورة التأكد من التعافي التام للمصاب، والذي يتحقق بخضوعه للفحص المخبري مرتين يفصل بينهما 24 ساعة وتكون النتيجة في الحالتين سلبية للفيروس فضلا عن اختفاء الأعراض من المتعافي لمدة لا تقل عن 48 ساعة.
بيد انه استدرك قائلا :"لا بد من تأكيد حالة الشفاء إذ قد يكون المصاب يمر بمجرد تحسن مؤقت في حالته الصحية تعقبه انتكاسة" لذا تنصح المنظمة بهذه الحالة بقاء الشخص بالحجر الصحي لمدة 14 يوماً للتأكد من التعافي الكامل.
وتتكون لدى الإنسان غالبا مناعة قد تحميه أو تقلل من وخامة المرض، بحسب الدكتور الخولي الذي لفت إلى ان مدة المناعة وقوتها تتأثر بعوامل منها نوع الفيروس واخرى تتعلق بالإنسان نفسه اما ما يخص كورونا فانه من المبكر تحديد هذه النقاط إذ تحتاج لدراسات وبحوث أكثر مما هو متاح الآن على حد تعبيره .
وبلغت نسبة الشفاء من (كوفيد 19 ) على مستوى إقليم شرق المتوسط حسب ارقام المنظمة 33 بالمئة حتى السابع من شهر نيسان، اذ وصل عدد المتعافين إلى 29967 من إجمالي 81010 حالة مؤكدة.
وفيما يتعلق بعودة الفيروس لمتعافي، أوضح الدكتور الخولي، ان المعلومات التي يتم تداولها بهذا الصدد غير رسمية، وهي مجرد أقوال عن تسجيل إصابات مرة اخرى لنفس الاشخاص بالفيروس ببعض البلدان، وعددها لا يتعدى عشر حالات ولا تتوفر لدى المنظمة بيانات أو أرقام كاملة حولها.
وبهذا الجانب، قال الخولي لم تتوفر بيانات علمية عن كيفية تحديد تعافي تلك الحالات وبالتالي لا يمكننا الجزم بأن ما تم هو إصابة جديدة أم مجرد استمرار لنفس الإصابة، لذا لا يمكن تعميم الفكرة إلا بعد دراسة مستفيضة وظهور دلائل واضحة، مشيرا الى ان المراكز البحثية تعنى بدراسة كل الفرضيات والجوانب المتعلقة بهذا الفيروس ولكن لم تعلن نتائج قاطعة في هذا الشأن.
ويظهر خط الاصابات في الاردن منذ تسجيل اول اصابة بفيروس كورونا المستجد في الثاني من شهر آذار الماضي تعافي 170 حالة من اصل 372 اصابة ووفاة سبع حالات .
ويعتمد الأردن بحسب مديرة الامراض السارية في وزارة الصحة عضو لجنة الاوبئة الوطنية الدكتورة هديل السايح، لاثبات حالات الشفاء من فيروس كورونا نتائج فحوصات مخبرية لعينتين سلبيتين يفصل بينهما 48 ساعة وصورة طبقية للرئة للتأكد من سلامتها، ومن ثم يطلب من المتعافي وجوب الالتزام بتطبيق تعليمات الحجر المنزلي لمدة 14 يوما من تاريخ الخروج من المستشفى.
يشار إلى ان وزارة الصحة أطلقت موقعا رسميا لتوفير المعلومات الموثوقة حول فيروس كورونا لنشر التوعية الصحية التعريف بالمرض واعراضه وسبل الوقاية منه الإجراءات المتبعة عند الاشتباه بالاصابة وتعليمات الحجر الصحي المنزلي وغيرها.
وتدعو منظمة الصحة العالمية الجميع إلى الحرص على تدابير الوقاية بجميع تعاملاتهم والاهتمام بغسل الأيدي وتطهير الأسطح والحرص على آداب السعال والعطس وتجنب مخالطة المرضى وطلب المشورة الطبية في حالة الشعور بأعراض شبيهة فيروس (كوفيد- 19) وكذلك ضرورة الالتزام بالإجراءات التي تتخذها السلطات المحلية في اي دولة لأنها تهدف إلى حماية الناس واحتواء الفيروس.