هل يمكن علاج كورونا بالطب الشعبي
مدار الساعة - مؤمن الحوري ورندا حتامله - حذر مختصون من استخدام وصفات الطب الشعبي التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتزعم أنها تشفي من فيروس كورونا المستجد.
ووصف مختصون في احاديثهم لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، تلك المزاعم الطبية الشعبية بصفة الدجل التي تفرغ الطب الشعبي من مضمونه، وتهدف للربح المادي، متخذة من عجز الابحاث الطبية عن اكتشاف العلاج ذريعة لتكون هي المخلص المنتظر من الوباء. عضو اللجنة الوطنية للأوبئة ومسؤول ملف كورنا في اقليم الشمال الدكتور وائل هياجنة، حذر من التعامل مع الوصفات الشعبية المزعومة والبدائل المنتشرة على مختلف وسائل التواصل الإجتماعية، واصفا معظم المروجين لهذه الوصفات بالدجالين الباحثين عن الكسب المادي . واشار الدكتور هياجنة إلى أن لجنة الأوبئة تستقبل يوميًا عشرات الاستفسارات عن الوصفات غير الخاضعة لأبحاث طبية، مؤكدًا أن وصفات البدائل الطبية لا تعتمد إلا بمصادقة مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية.
واضاف، أن الخطورة تكمن بشعور الأمان الوهمي الذي تمنحه هذه الوصفات والبدائل للمواطنين، الأمر الذي يؤدي بهم للتقاعس عن الإجراءات الصحية المتفق عليها عالميًا ويؤدي بالمصابين لعدم اللجوء إلى العلاج والحجر في حال التحقق من إصابتهم بالفيروس.
ولفت إلى أن الدراسات العلمية لم تثبت فعالية النباتات والبدائل الطبية في قتل الفيروسات، مؤكدا أن أزمة كورونا اشبه بالمنعطف الخطير الذي لا يحتمل المغامرة.
ويوافقه في الرأي مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات، الذي أكد أنه لم تثبت الدراسات العلمية أن البدائل الطبية ومستحضرات الأعشاب والنباتات الرائج استخدامها كالثوم والبصل والزنجبيل وغيرها لها فاعلية في قتل فيروس كورونا أو الحد من نشاطه. واوضح بان تناول بعض النباتات والوصفات قد يتفاعل مع النظام الغذائي أو مع بعض الأمراض المصاب بها الإنسان أو مع الأدوية العلاجية الكيميائية مما يؤدي الى حدوث بعض الأعراض الخطيرة والتي تهدد حياة الانسان وتضاعف احتمالية الموت.
وشاطرته الرأي خبيرة التغذية العلاجية المهندسة شهد ياسين التي قالت، أن ثمة تبعات سلبية لتناول الوصفات الشعبية والبدائل الطبية من النباتات على جسم الإنسان خاصة التي يصفها أناس ليسوا من ذوي الاختصاص فتلك الوصفات تعيق امتصاص بعض العناصر الغذائية المهمة وخصوصًا ان بعض النباتات الطبيعية الرائجة تقلل من فاعلية بعض الأدوية.
وذكرت المهندسة ياسين أمثلة ومنها عصير الليمون والجريب فروت والذي يتعارض مع أدوية الضغط والسكري وأدوية خفض الكلسترول، وشرب الزنجبيل يتعارض مع الأدوية المميعة للدم أو شرب كمية كبيرة من القرفة والتي تتعارض مع أدوية تنظيم السكري وأخذ المكملات الغذائية من كبسولات زيت السمك (الأوميغا – 3) تضر المصابين بفرط عمل الغدة الدرقية.
واشارت ياسين الى ان نظام جهاز المناعة في جسم الإنسان نظام معقد ومدى كفاءته مرتبطة بالممارسات الغذائية والصحية على مدى الحياة، ولن يتم تغييره بفترة قصيرة بتناول خلطة من الأعشاب أو سن ثوم نيء صباحاً أو أي من المزاعم الطبية التي سادت وسائل التواصل الإجتماعي.
ويوافقها الرأي رئيس الجمعية الأردنية للنباتات الطبية الدكتور سمير الحلو الذي أكد على أن انتشار المعلومات المضللة حول التشافي من فيروس كورونا بالوصفات غير الخاضعة لدراسة تقود المواطنين للامبالاة وعدم التقيد بالنصائح والتعليمات المتفق عليها عالميًا لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأكدت منظمة الصحة العالمية من خلال النشرة الطبية الصادرة على موقعها الإلكتروني أنها عاكفة على تقييم البحوث الجارية بشأن مواجهة فيروس كورونا، استعدادًا منها لنشر أحدث النتائج.
وأجمع المختصون على وجوب اتباع التعليمات والإرشادات المنشورة على المواقع الصحية الرسمية مثل موقع منظمة الصحة العالمية وموقع وزارة الصحة، وعدم الانسياق خلف الشائعات الطبية التي تصدر من جهات غير مسؤولة وليسوا من ذوي الإختصاص. بترا